Site icon التربية الذكية

شعور الطفل بالملل في المدرسة: علامة على مشكلة أعمق بحسب رأي عالمة النفس برانستتالر

الملل في المدرسة

premium freepik license

كنت أحب المدرسة كثيرًا عندما كنت صغيرة ، كنت ألعب “لعبة المدرسة” في عطلات نهاية الأسبوع.

في أيام دراستي الابتدائية ، كنت أضع دماي الدببة على الكراسي أمامي ، وأعلمها كيفية القراءة. وكنت أجري اختبارا في الرياضيات لحصاني اللعبة وأحاول اختباره مستخدمة البطاقات التعليمية وعندما كانت تأتي صديقاتي كنا نكتب القصص ونتناوب على تدريس ألعابي ..

عقلي الساذج كان يعتقد أن جميع التلاميذ يحبون التعلم بقدر ما أحببته.

لم أدرك حتى وصلت إلى المرحلة المتوسطة أن هناك مجموعة كبيرة من زملائي الذين يعتقدون أن المدرسة “مملة” ، وأنهم ينتظرون انتهاءها على أحر من الجمر.

تطور حبي العميق للتعلم فدرست اختصاص”علم نفس التدريس” وأصبحت أمارسه في المدرسة كمعالجة نفسية . في هذه المهنة ، كان عليّ العمل مع الأطفال الذين يقولون لي إنهم يكرهون المدرسة ويجدونها مملة. تتم إحالة الأطفال إليّ عندما يكون مستواهم المدرسي متدنياً أو عندما يجدون صعوبة في الحصول على علامات جيدة ومهمتي هنا هي معرفة السبب.

أحد الأنشطة الأولى التي أقوم بها مع التلاميذ هي إعطاء جملة ليكملوها ومن خلال إجاباتهم يمكنني معرفة كيف يفكرون أو بما يشعرون تجاه المدرسة وتجاه أنفسهم .. أكتب أول الجملة وهم يكملونها بأول شيء يتبادر إلى ذهنهم.

الشيء الذي أحبه في المدرسة هو …

الشيء الذي أكرهه في المدرسة هو …

المدرسة هي…

يكتب العديد من الطلاب الذين يجدون صعوبة في تحصيل العلامات : أن الشيء الذي يحبونه هو “لا شيء” ، والشيء الذي يكرهونه هو “كل شيء” ، والمدرسة “مملة”.

عندما يقول الأطفال إنهم يجدون المدرسة مملة، أرغب بشدة في إقناعهم بأن المدرسة!! مدهشة!

368502

من البديهي أن يندفع بعض الناس لرفض ما أقول ذاكرين أن الملل أمر شائع ومتوقع في المدرسة. وقد يحاول البالغون ذوو النوايا الحسنة اعتبار الملل جزءاً من المدرسة والحياة – فبعض الأشياء من وقت لآخر تكون مملة..

ولكن هذه البديهيات تفرض واقعاً هو ان التحدي الفعلي هو الملل.

ما الذي تعنيه كلمة “ممل” حقًا ؟

لقد تعلمت على مر السنين أن كلمة “ممل” تعني شيئًا مختلفًا لكل طالب ، وأن عليّ التعمق في دراسة كل شخص لأن الملل هو قمة جبل الجليد فقط – فالملل هو الظاهر أما الأسباب الكامنة وراءه فهي أكثر تعقيداً.

تلقي دراسة حديثة أجراها مايكل فورلونج وزملاؤه بعض الضوء على ما قد يعنيه الطلاب في الواقع عندما يشكون من الملل في المدرسة. بدلاً من النظر إلى الملل على أنه مقصور على مادة أو فصل دراسي معين ، قاموا بدراسة الطلاب الذين يبلّغون عن مواقف مدرسية غير مواتية أوسع نطاقًا ، أو “عقلية الملل في المدرسة”.

وجد الباحثون أن تلميذاً من كل ثمانية تلاميذ في المدارس الإعدادية والثانوية أفصح عن آراء سلبية تجاه المدرسة واصفاً إياها بأنها مملة وأن فائدتها قليلة. وبناء على إعادة النظر في أقوالهم لاحظ الباحثون أن الملل المدرسي علامة على أشياء عميقة داخلياً أو مواقف خارجية أو تحدٍ عاطفي عميق.

فرّق الباحثون ما بين الملل المؤقت المرتبط بمادة ما أو وضع ما وما بين الملل الدائم المرتبط بأسلوب عام في المدرسة والحياة. هذا مهم ، لأن الملل الدائم يرتبط بشعور أقل بالسعادة وبعدم التفاعل مع المدرسة. وجد فورلونج وزملاؤه أن الطلاب الذين يندرجون في هذه الفئة يشعرون بالسعادة أقل بكثير من أقرانهم. كما أنهم كانوا أقل شعوراً بالرضا عن حياتهم وأقل إحساساً بالانتماء الى المدرسة وأقل إيماناً بأنفسهم.

اقرأ أيضاً: ولدي يشعر بالملل بالمدرسة. قد تكون المشكلة أكبر !كيف تساعده؟

Exit mobile version