إن العلاقة بين الوالدين والولد، على مستوى الروح، قويّة جداً لأنها تستطيع أن تشفي الصلة بين الطرفين إن كانت خلافية على سبيل المثال.
في لمّ الشمل العائلي هذا، تُشفى الجروح. وفي وجود هذا الحب الأبوي والأمومي، ينفتح حب من دون حدود.
تأتي العائلة لتصُلح الأقسى في داخلنا. إنها فرصة كبيرة من الحياة كي نكتشف جروحنا الكارمية ونشفيها.
الولد شافي الروح ومنقذ والديه
يعبّر الكثير من الأهل عن حبّهم وامتنانهم لولدهم عندما يمرون بمراحل صعبة في حياتهم. في الواقع، عند حصول انفصال مؤلم بين الوالدين، أو عند فقد أحدهما، يمكن للولد أن يلعب دوراً هاماً وأساسياً في القدرة على الصمود والتكيّف.
والولد الذي اختار أن يتجسّد في هذه العائلة ارتضى أن يسدد ديناً كارمياً مع نفسه ومع والده ووالدته.
عندما تلتقون، تعيدون معاً التوازن إلى أثقال وأحمال الحيوات السابقة. بالتالي، قد يأتي الولد ليشفي روح والديه عبر حمايتهما، مع التأكيد لهما أنه هذه المرة وفي هذه الحياة موجود لمرافقتهما.
وإن أردنا أن نكون أكثر دقة، لا بد أنكم قلتم هذه الجملة من قبل: “من حسن الحظ أنّ ولدي كان موجوداً وإلا لا أعلم كيف كنت لأحتمل.”
الكثير من الأولاد ينقذون أهلهم من دون أن يعلموا هذا في بُعد الحياة الراهنة. لكن، ومن وجهة نظر روحانية، إذا تمكّن الولد من أن ينقذ والديه ومن أن يسمح بشفاء ما لم يكن ممكناً من قبل فهذا يعني أنهم أساؤوا إلى بعضهم البعض في السابق وأنّ هدفهم في هذه الحياة أن يترافقوا على دربها بشكل كامل وبكل حب.
إنها عملية مشتركة تهدف إلى شفاء الجروح، والصدمات السابقة وتجاوزها معاً.
في هذه الحياة، ستتعلمون كيف تفهمون بعضكم بشكل أفضل والولد موجود ليعلّمكما شيئاً آخر، لينقذكما من أشباح وظلال الماضي التي تقيّدكما.
نعم، الأولاد يشفون أرواحنا. يمكن أن ينقذونا من الوحدة والألم والحزن.
يتجنّبون للمرة المليون تكرار تجربة القلب المفطور لا بل الموت. وغالباً ما تختار روح الولد صفة يريد تنميتها لدى والديه وبيئته العائلية من أجل شفائه. ويؤدي هذا إلى التعبير عن الحب، والتعاطف، إلى تجاوز الأمور والتسامح والحرية.
يتجاوز الرابط بين الولد ووالديه العديد من التفسيرات الملموسة لأنّ مبدأ عائلات الروح التي تتلاقى هو القدرة على إعادة التواصل مع الاصول القديمة والأسلاف بقدر ما هو العثور على الذات مجدداً. إنّ الصلة بين الولد ووالديه خفيّة إذاًـ وتكاد تكون سماوية. بالتالي، يمكننا أن نفهم قوة ورسالة الحب الذي يقدّمه الولد وتأثيره علينا.هذا الولد سيشفينا بشكل عميق في ذاتنا. يمكن لمرآتنا المتبادلة أن توقظ الجروح المخفيّة التي تكررت في دورات حياتنا.
لكن إذا أدركنا أنّ ولدنا لم يأتِ إلى حياتنا صدفة وأن الأمر يتجاوز بكثير الرابط الواضح والمرئي بين الولد وأهله، فسنتكشّف عندئذ لغز هذا الرابط الفريد كله.
هذه الصلة التي ستعمل على شفاء جروحنا والتي ستنقذنا من غياهب وحدة الروح ستزيد من حبنا غير المشروط.
فثمة صباحات حيث يكفي أن تنظري أو تنظر إلى طفلك حتى تشعر بالرغبة في ان تنهض وتستمر. إنّ الأولاد، هؤلاء المحاربين الصغار الذين ينقذون الأرواح، هم الطاقات الحيوية لحبنا الشخصي.
هذا اللقاء رائع، فعيشوه إلى أقصى حد وتصالحوا مع كافة المسامحات والاعتذارات التي يهمس بها طفلكم وقدموا لبعضكم البعض كل الحب الممكن في هذه الحياة.