Site icon التربية الذكية

ما الذي على الأهل معرفته عن أولادهم الصبيان والغضب؟ وكيف يمكن التخفيف من حدة غضبهم؟

الصبيان والغضب

premium freepik license

الصبيان والغضب: الشعور الذكوري المقبول
قفي في ملعب أيّ مدرسة وراقبي ما يحصل من حولك. سترين مجموعات من الأطفال يلعبون وأطفال آخرين يتجولون وحدهم كما سترين بين الحين والآخر أطفالاً يتشاجرون ويتعاركون، وستلاحظين الفرق في طريقة تعبيرهم عن غضبهم بحسب إذا ما كانوا فتياناً أو فتيات. قد يتشاجر الصبيان ويتلاكمون أو يرمون أغراضاً على بعضهم البعض في حين أن الفتيات يعبسن عادة أو ينبذن بعض الفتيات أو ينشرن الشائعات والأقاويل.

الصبيان والغضب

لطالما كان الغضب شعوراً مقبولاً لدى الرجال والفتيان، ويبرر المنطق نفسه هذا بأن الكثير من هرمون التستوسترون يسري في عروقهم ما يجعلهم عدائيين رغماً عنهم. في الواقع، غالباً ما يعتبر الغضب، بما في ذلك الملاكمة أو غيرها من المواجهات الجسدية، سلوكاً ذكرياً صرفاً. وحتى في هذه الأيام التي يُفترض بها أن تكون من زمن التنوير، يُعتبر جباناً أيّ رجل يتجنّب العراك.

ماذا تقول الدراسات عن الصبيان والغضب

أظهر العديد من الدراسات أن ما من فرق حقيقي في الطريقة التي يختبر بها الرجال والنساء الغضب. فالكل يشعر بالغضب ويشعر معظم الناس بالغضب من الأمور نفسها إلا أن الرجال والنساء (والفتيان والفتيات) يعبِّرون عن غضبهم بطرق مختلفة. يميل الرجال إلى أن يكونوا عدائيين أكثر جسدياً وأن يعتمدوا غالباً سلوكاً سلبياً – عدائياً وأن يكونوا أكثر تهوراً واندفاعاً في التعبير عن غضبهم. تبقى النساء غاضبات لوقت أطول، وهن يمتعضن أكثر وغالباً ما يستخدمن العلاقات كسلاح للتعبير عن غضبهن (كنبذ صديق قديم، إطلاق شائعة مؤذية، أو إهانة مظهر أحدهم).

يعتقد بعض الخبراء أن الصبيان أكثر ميلاً للغضب لأنه بديل عن مشاعر أخرى لا يتقبلها المجتمع كثيراً كالشعور بالحزن أو بالوحدة. ويساهم الأهل أيضاً في غضب الصبيان فقد أظهرت الأبحاث أن الأهل يشجعون الفتيات على حلّ المشاكل حبياً في حين أنهم يسمحون للصبيان بأن ينتقموا. يشكّل الغضب جزءاً طبيعياً من مروحة المشاعر الإنسانية؛ في الواقع، الغضب هو ما يدفعنا غالباً لحل المشاكل وللدفاع عن أنفسنا ولمحاولة تقويم الخطأ في هذا العالم. إلا أن الغضب الذي لا يوجّه بشكل صحيح يمكن أن يسبب الأذى.

الصبيان والغضب: كيف ندير الغضب ونتحكم به

كلنا نغضب من حين إلى آخر، وسيغضب ابنك ايضاً. إلا أن رد فعلك على هذا الغضب سيعلِّمه كيف يحدد هذا الشعور ويتحكم به فيما هو يكبر. إنما عليك أولاً أن تتعلمي كيف تتعاملين مع غضبك أنت بشكل فاعل. إذا رحت تصرخين وتقذفين الأغراض فهذا ما سيفعله ابنك أيضاً. اعترفي بمشاعرك القوية وخذي استراحة إذا ما دعت الحاجة ثم ركزي على حلّ المشاكل بدلاً من إلقاء اللوم.

وقائع

يشير دانيال غولمان إلى أنه يُعتبر مقبولاً أن تعبِّر النساء عن الخوف والحزن وأن يعبِّر الرجال عن الغضب. لكن، إذا احتلت المرأة مركز سلطة في الحكم أو الأعمال، يصبح الغضب شعوراً مقبولاً لها. تمتد جذور معظم معتقداتنا بشأن المشاعر إلى أعماق ثقافتنا.
عليك أن تعلِّمي ابنك أن الغضب مقبول لكن إيذاء الأشخاص أو الأغراض أمر غير مقبول. يمكنك أن تساعدي ابنك على أن يتعلّم أنه يستطيع أن يشعر بالغضب من دون أن يؤذي نفسه أو أيّ شخص آخر. تقبّلي غضبه واعرضي عليه طرقاً ليهدأ عندما يحتاج ذلك. وبعد أن يهدأ الجميع، اجلسوا واستكشفوا السبل الممكنة ليصبح الوضع أفضل.

من الخيارات المتاحة أمامك عند تعليم ابنك كيف يتعامل مع الغضب هو رسم حلقة خيارات للغضب. عندما تكونان هادئين، ارسمي جدولاً دائرياً يتضمن اقتراحات لأشياء يمكن أن يقوم بها عندما يشعر بالغضب (احرصي على أن تناسبك كافة الاقتراحات!). يمكن للاقتراحات أن تتضمن وقت استراحة، الاستماع إلى الموسيقى، الاتصال بصديق أو لعب كرة السلة. هكذا، عندما يغضب ابنك، يمكنه أن يعود إلى حلقة الخيارات ليختار ما يناسبه. سيساعده وجود الحلول في متناول يده على أن يهدأ بسرعة أكبر.

كلمة أخيرة

أخيراً، تعلّمي أن تصغي إلى مشاعر ابنك الحقيقية وساعديه على أن يجد الكلمات للتعبير عنها. ستساعدك لغة جسد ابنك وتعابير وجهه وحركاته على معرفة ما يشعر به. ساعديه بلطف على أن يجد الكلمات المناسبة لمشاعره قبل أن يصل إلى نقطة اللاعودة. غالباً ما يكون الغضب ستارة تخفي خلفها مشاعر أخرى أصعب كالخوف أو الألم؛ عندما يستطيع ابنك أن يتحدث إليك بصراحة وحرية عن هذه المشاعر فقد يصبح الغضب غير ضروري.

تذكري أن معظم الصبيان يتعاركون ويتشاجرون ويعبسون ويعانون. ويقف الصبيان مجدداً على أقدامهم ويواجهون يوماً جديداً. حافظي على هدوئك وتذكري أن المشاعر هي مجرد مشاعر وابذلي قصارى جهدك كي تجدي حلولاً للتحديات اليومية التي تواجهينها في حياتك مع ابنك.

Exit mobile version