غرفة المراهق القذرة:
يمكن لغرفة المراهق القذرة التي تعمّها الفوضى أن تسبب توتراً في العلاقات ما بين الأولاد والأهل. فعدم الترتيب، لئلا نقل الفوضى، يسود في غرفة ولدكِ الكبير. وغرفة المراهق الفوضويّة قادرة على أن تشعركِ بالمرض (أحياناً). لكنها غرفته، ملاذه، وتجدين نفسك أمام معضلة: “التدخّل والبحث عن وسيلة لجعل ولدك المراهق يرتّب غرفته أم تركه على هواه؟”
هذا منزلي مقابل هذه غرفتي
“هذا منزلي وطالما أنك تعيش فيه وأنا أسدد الفواتير وأدفع المال، عليك أن تفعل ما أريد!” أن تقولي هذا الكلام للولد المراهق يذكّره بأنه لا يملك الموارد الماليّة الكافيّة كي يكون مستقلاً عنكم.
تذكّري ما يلي:
- • غرفة المراهق هي أول مكان يشعر فيه أنه “في ملكه الخاص”. في سنّ المراهقة، يشعر ولدك بالحاجة إلى التميّز عن باقي أفراد الأسرة، لاسيما عن الأهل. والغرفة هي المكان المثالي لتحقيق ذلك، مع الصور التي يختارها ليعلّقها على الجدران، وطريقته في ترتيب أغراضه، الخ….
- • يحتاج المراهق إلى بعض الوقت كي يفهم كيف يتعامل مع المساحة المتاحة له، وما يملكه، وكيف يرتّب محيطه. وتتطلّب عملية التعلّم هذا بعض الوقت، وربما بعض المساعدة من جانبك.
- • الفوضى في غرفة المراهق ليست هجوماً شخصياً عليك.
غرفة المراهق القذرة تثير جنونك
يعيش المراهق فترة من التغييرات الجسديّة والنفسيّة الكبرى. ويمكن لهذه الفوضى الداخلية الشديدة والحادة أن تنعكس على طريقته في التعامل مع غرفته “وإدارتها”.
إليك هذا التفاعل النموذجيّ:
ما من شيء (تقريباً) يضمن أنّ ولدك المراهق سيرتّب غرفته. دخلتِ في نزاع معه لأن رؤيتك للأمور تختلف عن رؤيته في ما يتعلّق بالترتيب.
يضع ولدك المراهق سلّم القيم الخاصة به ليتميّز به عن الراشدين: “هذا مهم بالنسبة إليك، لكنه ليس مهماً بالنسبة إليّ أنا.”
فكّري في ما يزعجك أكثر
كل واحد منا يختلف عن الآخر. في العائلة الواحدة، يعمد الأولاد الذين تربّوا مع والدين صارمين جداً في ما يتعلّق بالترتيب، عند بلوغهم سن الرشد إما إلى إعادة انتاج نظام القيم نفسه وإما العكس فيشعرون براحة أكبر في شقة “فوضويّة” ولا يولون للترتيب أيّ أهميّة. يعتمد هذا على الكثير من المعايير: “الشخصيّة”، “المركز بين الأشقاء”، “الأحداث” التي جرت خلال الطفولة، الزوج/الزوجة، الخ…
بالتالي، اطرحي على نفسك السؤال التالي: “ما الذي يمكن أن أحتمله؟”
يحتمل بعض الأهل الملابس المرمية على الأرض شرط أن تكون نظيفة. ويتمنى آخرون أن تكون الملابس في الخزانة حتى لو وُضعت كيفما اتفق، فيما يطالب آخرون بطيّ الملابس وترتيبها بحسب الألوان على الرفوف. نعم هذا ممكن.
لن أقدّم لك هنا لائحة شاملة بما ينبغي “التغاضي عنه والتسامح بشأنه” أو لا، بما أنه يعود لك وحدك أن تحددي ذلك وأن تناقشي الأمر مع ولدك المراهق، كما سأشرح لك لاحقاً في عدة مقالات.
لكن مما لا شك فيه أنّ عتبة التسامح يجب ألا تكون دون أبسط شروط النظافة، كالطعام المتعفّن الذي يُترك في الغرفة أحياناً. غرفة المراهق القذرة تختلف عن غرفة المراهق غير المرتّبة.