Site icon التربية الذكية

الصبيان والاكتئاب : 6 علامات غير متوقعة تشير إلى أن ابنك الصبي يتألم من الداخل ويعاني من الاكتئاب

الصبيان والاكتئاب

الصبيان والاكتئاب
أصبح الاكتئاب كلمة سهلة يتداولها الناس. وفي أيامنا هذه، يمكن لكل من يشعر ببعض الإحباط أن يدّعي أنه مكتئب. إلا أن الاكتئاب مصطلح طبي، واعلموا أن الكثير من الصبيان يعانون من الاكتئاب الحاد لاسيما خلال مرحلة المراهقة سواء أعجبنا هذا أم لم يعجبنا. قد يصعب اكتشاف الصبي المكتئب فهو لا يتقوقع في غرفته عابساً، حزيناً ووحيداً. فالاكتئاب عند الصبيان يتخذ غالباً شكل غضب عارم، وحدة طباع أو إدمان على الكحول أو المخدرات. ويمكن للصبي المكتئب أن يتجنّب الذهاب إلى المدرسة ويتوقف عن القيام بعمله وأن ينقطع عن التواصل مع أهله وأصدقائه، حتى أنه قد يبدأ بالحديث عن الانتحار.

تحذير!

يبلغ المعدل العام السنوي في أميركا لحالات الانتحار بين الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و19 سنة، 1890؛ من بينهم 1625 صبي. تحاول الفتيات الانتحار أكثر لكن محاولات الصبيان مميتة أكثر، غالباً لأن الصبيان لم يتمكنوا من التعبير عن حزنهم وعزلتهم. يجب أن يحافظ الأهل على روابط قوية بأبنائهم وينبغي ألا يترددوا في طلب مساعدة أهل الاختصاص عند الحاجة.
يعتقد العديد من الخبراء أن قابلية الصبيان للاصابة بالاكتئاب تنجم عن غياب الترابط والتواصل بينهم وبين أهاليهم وغيرهم من الراشدين. ويمكن للحزن والخسارة كموت أحد الوالدين أو طلاقهما أن يتسببا بالاكتئاب.

إن أفضل طريقة للحؤول دون إصابة ابنك بالاكتئاب وبالمشاكل العاطفية الأخرى هي بالحفاظ على الرابط بينكما وحسن الإصغاء إليه وتمضية الوقت معه. إلا أن الصبيان يعانون من الاكتئاب أحياناً على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها الأهل.

كيف يمكن أن تعرفي ما إذا كان ابنك يعاني من الاكتئاب؟ انتبهي للتصرفات التالية التي يمكن أن تشكّل دلالات على إصابته بالاكتئاب:

من المهم أن تعلمي أن أيّ من هذه الأعراض وحده لا يعني أن ابنك مكتئب أو قد يقدم على الانتحار. لكن إذا لاحظت العديد من هذه الدلائل أو أيّ تغيّر آخر بارز في مزاج ابنك أو سلوكه فمن الحكمة أن تتنبهي أكثر وأن تبذلي جهدك كي تخرجيه من حالته هذه. إذا كنت قلقة بشأن صحة ابنك النفسية فلا تترددي في اللجوء إلى معالج ماهر يمكنه أن يعمل مع ابنك ليساعده على حلّ هذه المسائل. الاكتئاب ليس ضعفاً ويمكن شفاءه مع الوقت والرعاية.

الحفاظ على الرابط مع ابنك

يفتقر الكثير من الصبيان إلى الوعي العاطفي وإلى المرونة اللذين يحتاجون إليهما ليعيشوا حياة سعيدة وناجحة. لعلك اهتممت بعلامات ابنك المدرسية وسلوكه أكثر من اهتمامك بصحته النفسية لكن ابنك يعتمد عليك كي تحافظي على الرابط بينكما وكي تعلميه المصطلحات العاطفية وكي تساعديه على تحديد مشاعره والتعبير عنها. المشاعر والانفعالات ليست للفتيات فقط فكل البشر الأصحاء يملكونها وعليهم أن يتعلموا كيف يتعاملون معها بشكل صحيح وفاعل.

لعلك تخشين أن يصبح طفلك ضعيفاً جداً بحيث يعجز عن العيش والبقاء في هذا العالم إذا ما علّمته الإدراك العاطفي والتحدّث بصراحة ووضوح عن المشاعر. في الحقيقة، لا يمكن لإضافة لغة العواطف والانفعالات إلى حياتكما معاً سوى أن تزيده قوة. يمكنك أن تحترمي كبرياءه وصبيانيته الفطرية فيما أنت تعلِّمينه كيف يبقى على تواصل مع ذاته الداخلية ومع المحيطين به.
قد يتردد ابنك في التحدث بصراحة عن المشاعر لكنه على الأرجح لن يمانع إذا ما طلبت منه المساعدة في حل المشاكل. يمكنك أن تعرفي الكثير عن الطريقة التي يرى بها العالم عبر طلب رأيه في مسائل وتحديات تواجهانها معاً. ما رأيه في سلوك أصدقائه؟ ما الذي يمكن أن يجعل مدرسته مكاناً أفضل؟ هل من طريقة لجعل المهام المنزلية أكثر عدلاً للجميع؟ يمكنك أن تتواصلي مع ابنك في إطار هذه المواضيع اليومية.

سيحتاج ابنك إلى مساعدتك ليزيد من شجاعته وليتعلّم كيف يصبح أفضل فتى ولاحقاً أفضل رجل يمكن أن يكون عليه. تقبّلي كل جزء في ابنك: نقاط ضعفه ونقاط قوته، وأفكاره ومشاعره. سيساعدك الحب والوعي على أن تبقيه متوازناً وعلى أن تقوديه نحو حياة صحية وناجحة.

Exit mobile version