قسوة الحياة:
بين مشاغلي ومشاكلي سواء مع زوجي أو في عملي يقع اطفالي في براثن قسوة لا أقصدها
كنت اشعر أني اشبه بالآلة اذ تبدأ دوامة حياتي منذ بزوغ الفجر ولا تتوقف الا بعد نوم اطفالي وبعدها قد تدخل عوامل اخرى مزعجة كبعض الانتقادات التي أتذكرها في نهاية نهاري الطويل.
انا من الاشخاص الذين يتحدثون بنبرة عالية والسبب هو تأثير التعليم فحينما تكونين معلمة ترتفع درجة صوتك ويدخل فيها الكثير من الحدة.
هذا كان حالي خاصة مع اطفالي فحينما اكلمهم كنت دائماً استعمل معهم لهجة عالية ونبرة صوت فيها قسوة.
اذكر مرة أن زوجي سجل صوتي وانا أتكلم مع اطفالي بتلك النبرة العالية العدوانية. حينما سمعت التسجيل فاجأني صوتي. من هذه المرأة ومع من تتكلم بهذه القسوة. ؟
شعرت بشيء يعتصر قلبي .؛ كيف لي أن اكلم اطفالي الذين لم يصلوا بعد الى سن المدرسة بهذه النبرة وهذه القسوة. لماذا أجعل أطفالي يدفعون ثمن قسوة الحياة علي.؟.
وقررت حينئذ التغيير فلا يحق لي مهما كانت الحياة تثقل كاهلي ان يكون اطفالي فشة خلق.. واتخذت القرار بيني وبين نفسي ان اغير لهجتي واغير نبرتي واعتمدت طريقة تسجيل صوتي عبر الهاتف . انها طريقة لاراقب نبرتي فليس من السهل ان يغير الانسان نفسه بين ليلة وضحاها. ولم يقتصر قراري على أطفالي فقط فقد قررت ايضاً ان اغير نبرتي في صفي ومع تلاميذي ايضاً.
لم تكن المهمة سهلة فحين يرتكب اطفالي الاخطاء كيف لي أن احافظ على هدوء صوتي وألا تعلو نبرتي البائسة تلك. في البداية كان التطبيق صعباً ولكني وجدت الطريقة فأنا حتى حين يعلو صوتي ارفعه قليلاً بغرض ان اظهر الحزم في صوتي. فعند الخطأ يجب الإصلاح ويجب ان اعلم طفلي الخطأ من الصواب
وبدأت أنجح اكثر في التحكم في اعصابي وبدأت انتبه اكثر لنبرة صوتي وهنا بدأت رحلتي مع تغيير الصوت ونبرته
ترى ما هي الفوائد التي نحققها نحن الاهل حين نضبط صوتنا ونضبط انفعالاتنا ولو بنسبة 50 بالمئة.
إليكم الفوائد والاسباب التي تجعلكم تتحولون الى النبرة الإيجابية:
1- سيصغي طفلك اليك اكثر
لو كنت مكان طفلك؟ الى من تصغين بانتباه اكثر ؟ الى شخص يحدثك بنبرة عالية قاسية؟ أم الى شخص ينتقدك على الطالع والنازل ؟ ام الى شخص يتكلم معك بهدوء وإن كان مشوباً بالحزم .. لا حاجة للإجابة لأنها معروفة . وحتى لو كنت تريدين تصحيح خطأ ارتكبه طفلك سيجذب صوتك اللطيف انتباهه اكثر ويجعله اكثر استعداداً للإصغاء إليك.
2- لن تحصلي على مرامك
عندما تصرخين او تتحدثين بقسوة مع طفلك لن تصلي معه الى شيء لا بل ستؤذين علاقتك به . فالصراخ ضار للطفل بمقدار الضرب والعنف .
3- سيقلدك
ان كانت طريقتك هي الصراخ والنبرة القاسية فسيكون الطفل مرآة لك وسيتعامل معك ومع اخوته بنفس الطريقة.
4- ستكون لديك علاقة أقوى معه
عندما تعاملين طفلك باحترام ولطف ، ستقوين روابطك به . قولي “شكرًا” و “من فضلك” عندما تتحدثين إلى طفلك ، واشرحي بحزم أنك تتوقعين منه أن يفعل الشيء نفسه. معاملة بعضكما البعض بأخلاق حميدة واحترام ، تجعلكما أقرب الى بعضكما بعضاً اما الكلمات اللئيمة والصوت القاسي فسيكون لهما تأثير معاكس.
5- سيكون طفلك أكثر احتراماً للآخرين
عندما تستخدمين نبرة صوت لطيفة مع طفلك في المنزل فسيحذو حذوك بشكل طبيعي في المدرسة وفي أماكن أخرى. لن يمر وقت طويل قبل أن يعلّق الأشخاص المحيطون بطفلك على سلوكياته ولطفه وستكونين فخورة بهذه المهارات التي اكتسبها والتي ستفيده في حياته حين يتعامل مع الناس في مرحلة المراهقة وما بعدها.