الزواج غير السعيد:
ربما يكون اتخاذ قرار بشأن البقاء في زواج غير سعيد أو المغادرة هو من أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها الأهل.
في بعض الأحيان ، على الرغم من الرغبة في العيش بسعادة إلى الأبد، قد تصبح العلاقة اتحادًا ملؤه التوتر والتعاسة والمشاكل. إذا كان هذا هو الحال ، فلن يكون هناك إمكانية لإخفاء الأمر عن الأطفال الذين، كما تقول الدراسات، سيدركون هذه الخلافات وسيبدأ التأثير بالارتداد عليهم.
أشار عدد من الدراسات إلى التأثير السلبي للطلاق على الأطفال ، لكن الابحاث تشير الى أن هذه التأثيرات تعود جذورها الى ما قبل الانفصال .. الواقع أن الصراعات الزوجية تضر بالأطفال لا سيما اذا كانت :
- متكررة
- حامية الوطيس (شتائم واصوات مرتفعة)
- عدوانية جسدياً.
- لم تُحل او الخلافات تبقى عالقة (في عيون الطفل)
- صراعات موضوعها عن الطفل.
- تسبب قطيعة وصمت بين الوالدين.
يفعل الآباء أي شيء من أجل أطفالهم وقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرار بالبقاء معًا في زواج غير سعيد. ولكن الصراع قد يلحق الضرر بالأطفال أكثر من الطلاق:
1. ضرر على العلاقة بين الأهل والطفل
في الزواج غير السعيد ، حيث يكون التوتر والصراع هو القاعدة ، يبدو أن التفاعلات بين الاهل والطفل تظهر أيضًا علامات توتر . وبحسب الباحثة وعالمة النفس كريستينا كوروس ،”… إذا كان الاب والأم يتشاجران ، فسيصل الأمر أحياناً في اليوم التالي الى أن تصبح العلاقة مع الطفل رديئة.” لماذا؟ الأسباب الدقيقة غير واضحة ولكن هناك عدداً من التفسيرات المحتملة. فالخلافات الزوجية تستنزف موارد العلاقة ، الامر الذي يفسح المجال لأبوة غير فعالة أو غير متسقة بالتربع على عرش الاسرة . كما أن طاقة الوالدين ستستنزف فلا يبقى من هذه الطاقة الا القليل ليقدمه الأهل.
2. الخلافات الزوجية تطلق الزناد لمشاكل نفسية وسلوكية.
يرتبط الصراع الزوجي بمجموعة من المشاكل الداخلية (مثل الاكتئاب والقلق والانطواء على النفس) والمشاكل السلوكية الخارجية (مثل العدوانية وعدم مراعاة النظام ) عند الأطفال.
3. ضعف الأداء الأكاديمي.
الأطفال الذين يتعرضون لمستوى عال من العدائية والخلافات الزوجية العالقة بين الاهل تبين ان أداءهم المدرسي يكون متدنياً.
4. مهارات شخصية متدنية
عندما يكون هناك توتر مستمر ونزاع عالق بين الوالدين ، لن يكون لدى الطفل الا حداً أدنى من الطرق الفاعلة لحل النزاعات . الخلافات جزء من الحياة وأول مكان يتعلم فيه الأطفال كيفية التعامل معها هو المنزل ، وذلك من خلال مشاهدة اهلهم وتقليدهم . إذا كان لدى الاهل قدرة متدنية على حل نزاعاتهم فالاطفال بطبيعة الحال ستكون قدرتهم على تعلم مهارات العلاقات الناجحة محدودة ومتدنية
5. مشكلة في علاقاتهم الرومانسية المستقبلية.
من المرجح أن يواجه الأطفال الذين يتعرضون للصراعات الزوجية المتكررة مشاكل في علاقاتهم العاطفية في مرحلة المراهقة ومرحلة البلوغ حتى . الاطفال الذين عاشوا في منازل غارقة بالخلافات الزوجية ، كانت تجربتهم مع العلاقات الرومانسية سلبية ، فعيشتهم في بيئة كتلك تحدّ كثيراً من معرفتهم بكيفية عمل العلاقات الناجحة.
6. انعدام الأمن العاطفي.
وجدت الأبحاث أنه عندما يكون الوالدان في زواج غير سعيد ، فإن الصراع يهدد سعادة الطفل الاجتماعية والعاطفية الناتجة عن شعورهم بأن الامان داخل الأسرة مهدد. وهذا بدوره ينبئ ببدء المشكلات النفسية خلال فترة المراهقة ، ومن ذلك الاكتئاب والقلق.
7. ازدياد احتمال طلاق الأبناء عندما يكبرون .
توصلت الأبحاث إلى أن أعلى معدلات الطلاق تحدث للأبناء الذين تطلّق آباؤهم بعد زواج شديد الصراع.
اما ثاني أعلى معدل للطلاق عند الابناء فكان لأولئك الذين ظل آباؤهم معًا ولكن كانت لديهم خلافات زوجية عالية.
ليس هناك أهل يلجؤون الى الطلاق إلا كخيار أخير ولكنه احياناً قد يكون خياراً لا سيما اذا كان الصراع بين الاهل شديداً
إظهار الاحترام لعلاقتك لا يعني دائمًا البقاء. إذا كنت قد كافحت لإبقائها سليمة وظلت تنحدر نحو الانهيار فقد يكون احترام العلاقة هو إنهاؤها بدل تركها تموت موتاً بطيئاً. بإمكان الزوجين المعنيين فقط اتخاذ القرار وليس مسموحاً لاحد آخر من الناس إطلاق الاحكام