طفل مزاجي
1. أظهروا لطفلكم الاحترام والعطف
يسعى معظم الأطفال ذوي المزاج المتقلّب إلى كسب احترام الأشخاص الراشدين. قد لا يفهمون جيدًا معنى ذلك، ولكنهم يعرفون أنهم غير صبورين. إذا ما أظهرتم لهم الاحترام، لن يشعروا بالحاجة إلى السعي لكسبه.
وكما هو الأمر بالنسبة للراشدين، إذا ما شعروا أنكم تتفهمونهم فذلك يساعدهم كثيرًا. وإذا أرادوا أن يفعلوا شيئًا غير مناسب، بينما هم يعتبرونه أمرًا عظيمًا – لنًقُل أنهم يريدون إرتداء لباس “باتمان” للذهاب إلى التسوّق. لا تمنعوهم من القيام بذلك بالقول إن هذا الأمر غير لائق. بل قولوا لهم مثلًا: “أعلم كم تحب هذا اللباس وكم ترغب بأن ترتديه. ولكن، حين نذهب إلى المتجر يجب أن نرتدي الثياب المناسبة. أعلم كم ستفتقده، ولكن لديّ فكرة. لنأخذه معنا، ومن ثم تعيده إلى المنزل.”
لا تظنوا أنكم متساهلين في تربيتكم. إنها مجرد تربية مع إظهار الاحترام الذي يستحقّه طفلكم بالتأكيد. فالأطفال ليسوا قليلي التهذيب، ولكنهم يرون العالم من زاوية مختلفة، وعندما يشعرون بالانزعاج، لا يستطيعون قول ذلك.
2. لا تنسوا أن الأطفال المزاجيين يتعلمون من خلال التجربة
عمليًّا، هذا يعني أنهم يريدون أن يتأكدوا من أن صفيحة الطهي ساخنة، لا يكفي أن نحذّرهم من ذلك. ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض الحالات التي قد تعرضهم للإصابة بجروح خطيرة، من المهم جدًا أن نسمح لهم بالتعلّم من خلال التجربة بدلًا من محاولة السيطرة عليهم.
أجل، عندما يكون لديكم طفل متمرّد، يمكنكم أن تتوقّعوا منه أن يحاول باستمرار تخطي الحدود المسموح له بها. ببساطة، هكذا هم الأطفال المتمرّدون، فالأمر لا يتعلّق بقلة التهذيب أو عدم المعرفة، ولكن بشخصيتهم.
وكلما تفهّمتم هذا الأمر، كلما قلّ شعوركم بالتوتّر وأصبح من السهل عليكم التعامل مع الحالات التي يتخطى فيها طفلكم القيود المحدّدة.
3. من أجل تجنّب الجدال، افرضوا القوانين والعادات الواضحة
“القاعدة تقضي بأن ننهي واجباتنا المدرسية قبل مشاهدة الرسوم المتحركة، هل تذكر ذلك؟”.
“ماذا لديك من واجبات؟”
“لقد اتفقنا أن نطفئ الأضواء عند الساعة الثامنة مساءً. في حال أنهيت واجباتك بسرعة، يمكننا قراءة قصة!”
اجعلوا طفلكم يركّز على نشاط معيّن، ودعوه يشعر أنه مشارك في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بكيفية قضاء يومه، مما يقلّل من حاجتكم إلى الصراخ.
4. قدّموا الخيارات لطفلكم المتمرّد
إذا ما قمتم بإعطائه الأوامر، سيغضب! ولكن حين تعطونه الخيار، سيشعر بأنه يسيطر على الموقف وأن مصيره بين يديه. بالطبع، لن تعرضوا عليه سوى الخيارات التي تناسبكم مما يعني أنكم لم تتراجعوا أو تقدموا له أي تنازل.
إذا كان عليكم الذهاب إلى مكان ما مثلًا، بينما طفلكم منشغل باللعبة، يمكنكم أن تقولوا له: “هل تفضّل أن نذهب إلى المتجر الآن أو بعد 15 دقيقة؟”
حسنًا، بعد 15 دقيقة، ولكن 15 دقيقة فقط. وبما أنه من الصعب عليك ترك ألعابك، كيف يمكنني مساعدتك؟ هل تريد أن تأخذ السيارة معك؟”
5. أدّبوا طفلكم بالحوار وليس بالعقاب
ربما أنتم تعرفون ذلك، ولكنكم لم تفكروا في الأمر – لن يتعلّم الأطفال شيئًا إذا ما تجادلتم معهم. لا شيء على الإطلاق. كما هو الأمر بالنسبة للراشدين، عندما يكون الجدال على أشدّه، يرتفع الأدرينالين، مما يعيق القدرة على التعلّم.
تذكروا أن كل طفل يرغب بشدّة في أن يرضي والديه ويجعلهما فخورين به. ولكن كلما تجادلتم معهم وحجزتم حريتهم، كلما ساهمتم في تدمير هذه الرغبة. إذا كان الطفل منزعجًا، ساعدوه على التعبير عن غضبه وخوفه وخيبة أمله أو أي شعور سلبي آخر.
وعندها فقط سيتبدد هذا الشعور ويصبح الطفل جاهزًا لكي يصغي إليكم عندما تذكّرونه أن الجميع في المنزل يحاولون التحدّث مع بعضهم البعض بطريقة لطيفة.
بالطبع لا يمكن القيام بذلك إلا إذا كنتم أنتم القدوة، لأن الأطفال لا يستمعون إلى ما تقولونه بل يلاحظون ما تفعلونه.
6. لا تتحدّوه وإلا سيعارضكم
إن استعمال القوّة يؤدي دائمًا إلى التمرّد– بغض النظر عن العمر. إذا ما اعتمدتم أسلوب العنف وفرض سلطتكم، ستكون هذه الطريقة الأسرع لتحفيز طفلكم المزاجي على التمرّد والمعارضة.
عندما تشعرون أنكم قد بالغتم في الجدال، توقفوا عن ذلك، خذوا نفسًا عميقًا وتذكروا أنكم إذا ربحتم الجدال مع الطفل فستخسرون شيئًا بالغ الأهمية – الارتباط.
إذا أمكن، دعوا طفلكم يتخذ قراراته بنفسه. وعندما يتعذر ذلك، أعطوه بديلًا، خيارًا، الحق في اتخاذ جزءٍ من القرار على الأقل، وكل ما من شأنه أن يمنحه الشعور بالاستقلال الذاتي.