لماذا يعقد الأهل على أظفالهم آمالاً كبيرة:
أنتم تعقدون آمالاً كبيرة على أطفالكم من أجل ملء فراغ عاطفي . فالأهل يريدون من وراء ذلك أن يجعلوا اطفالهم يعوّضون حاجاتهم العاطفية التي لم تُلبّ.. إليكم بعض الأمثلة:
لدى سيندي وآرت مشكلة زوجية، فقد اكتشفت سيندي أن زوجها على علاقة مع زميلة له.ومع أنه أكد لها إن العلاقة كانت مجرد «عبث»، ظلت تشك في أنه مستمر في علاقته مع تلك المرأة. بعد أشهر، أخبرت سيندي آرت أنها حامل ولكنه تلقى الخبر بدون أي حماسة، وأثناء حملها بذل جهداً للاهتمام بها وليظهر حنانه وحبه ولكن عدم اهتمامه بالحمل كان واضحاً وعندما أصبح الطفل في الشهر الخامس تركها هذا الزوج..
لقد توقعت المرأة في هذه الحالة أن الحمل سيحل المشكلة التي وقعت بينها وبين زوجها. وبدل أن تواجه المشكلة تلاعبت على زوجها حتى حملت منه وكانت تأمل أن ولادة الطفل ستغير الوضع. وعندما لم ينجح الأمر والأب ترك البيت
امتلأ قلبها بالاستياء وراحت تفش خلقها بالابن الذي فشل في تحقيق مبتغاها.
شاهد آخر يشرح لماذا تعقدون آمالاً كبيرة على أطفالكم
تزوجت دنيس من كريستوفر أفضل «لقطة» للزواج في المدينة. كان زوجها محباً حنوناً وكانت هي سعيدة بحياتها الزوجية الجديدة. بعد عدة أشهر رُقي زوجها في الشركة وأصبح نائب المدير فكان عليه أن يعمل وقتاً طويلاً واضطر أن يعمل في أيام العطل حتى. شعرت دنيس بأنها مهملة وعندما حملت بجنينها صبت اهتمامها كله على الوافد الجديد.
الذي حدث أن حملها ملأ الفراغ في حياتها وسكّن وحدتها فتحولت إلى أم تفرط في حماية ابنها وتعيش من خلاله.
عندما كبر الولد وأراد الذهاب إلى الجامعة عارضته. وكانت تظن أنه ليس هناك زوجة قد تناسب ابنها وعندما أصر الابن على الزواج قدمت له هدية زواج المنزل المقابل لمنزلها. وبعد ثلاث سنوات عندما قرر السفر عبر البحار مع عائلته أصيبت بجلطة شلّتها. فبقي الابن للعناية بها
في هذا المثال كانت دنيس غير راضية عن حياتها فأرادت أن يملأ ابنها فراغها العاطفي. في نظرها أن ابنها يعطيها سبباً للعيش. وابنها وافق بسبب حبه ووفائه لها على القيام بهذا الدور ولكن حتى عندما شعر بالرغبة في التخلص من سيطرتها من أجل أن يعيش حياته، لم يجد الشجاعة ليفعل ذلك.لقد قيّده تلاعب أمه وحبها المنحرف، فالأم تفضل الموت على أن يهجرها ابنها.
إليكم أيضاً شاهد يشرح لماذا تعقدون آمالاً كبيرة على أطفالكم
«حباً بالله لا تفعلي هذا يا اليكسي، فهذا يغضب أمك» نظرت اليكسي ابنة السنتين إلى وجه أمها المستنكر التي كانت تنظر إليها وهي تلعب بالتراب. بعد ساعة كانتا جالستين إلى مائدة الطعام: «نعم، يا حبيبتي، كلي كل شيء لتكون الماما مسرورة». ووقت النوم وضعت الأم الفتاة في سريرها: «إن لم تنامي ستشعر الماما بالحزن»
مرت السنوات وأنشأت اليكسي عائلتها. كانت تنتبه دائماً إلى حاجات زوجها وأولادها. في إحدى الأمسيات وفيما كانت تحضر حفل غداء لشركاء زوجها، شعرت بألم شديد في بطنها. واحتاجت عدة دقائق حتى خف الألم قليلاً ولكنها ظلت تحضر كل شيء. وحتى عندما ساء الألم أكثر، ظلت تقدم الطعام وتخدم ضيوفها والبسمة على وجهها. عندما رحل آخر المدعوين توجه زوجها إلى المطبخ فوجدها على الأرض مغمياً عليها. لاحقاً في المستشفى عندما راح يوبخها لأنها لم تخبره بأنها مريضة ردّت: «لم أشأ أن أفسد عليك حفلة الغداء»
تعلمت أليكسي منذ نعومة أظافرها أنها موجودة فقط من أجل إسعاد الآخرين. لقد تعلّمت أن سعادة أمها متوقفة على تصرفاتها وأن اللوم يقع عليها إذا شعرت أمها بالغضب أو الحزن. لقد دربت برجيت أليكسي كي تكون يقظة متنبهة إلى مشاعر الآخرين وكي تتكيف مع كل شيء في كل الأوقات بدون أخذ حاجاتها الخاصة بعين الاعتبار. لهذا آثرت العناية بضيوفها ولم تول توعكها اهتماماً، معتقدة أن الآخرين أهم منها وأن لا اعتبار لها ولما تصاب به
أولئك الذين يتربون على إسعاد الآخرين وإرضائهم يصبحون بعيدين عن هويتهم الفطرية. ففي سبيل الانتماء وقبول الآخرين بهم يضعون رغباتهم في المرتبة الثانية ويدأبون على العناية بالآخرين. أما الثمن فيكون غالياً جداً لأنهم يصيحون أشخاصاً يفتقرون إلى الشخصية ويأخذ الآخرون باستغلالهم. والأنكى أن حاجاتهم التي تجاهلوها شحنتهم بالأسى والحرمان بحيث تأخذ شيئاً فشيئاً في التأثير فيهم فيصبحون مرضى عاطفياً وجسدياً.
هل يمكن أن تنتهي اللائحة؟
إذا حاولت أن أضع لائحة بكل الشواهد التي تتحدث عن الآمال التي يعقدها الأهل على الأولاد بغية ملء فراغهم العاطفي لما انتهينا. نحن بحاجة فقط إلى رؤية الفيلم المكسيكي Like Water for Chocolate لنرى مثالاً آخر عن كيفية استخدام الأهل لأولادهم لإرضاء حاجاتهم الخاصة.
عندما نتعلم الاعتناء بحاجاتنا، يمكننا عندها إعطاء الآخرين فالمعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه. لحسن الحظ أن هناك دورات علاجية نفسية وكتباً كثيرة، تساعد على توجيهنا في ملء النقص العاطفي بحيث لا نجنح إلى استغلال أولادنا.