كيف تكون نموذجاً لابنك:
فكّر لدقائق في والدك أنت. لعلك لم تعرفه جيداً أو لعلك لم تعرفه أبداً أو لعلك تحتفظ بسنوات من الذكريات الثمينة. ما الذي علّمك إياه حضور أبوك أو غيابه عن كونك رجلاً؟ عن القيّم؟ عن الحب والعائلة؟ إذا كانت ذكرياتك عن والدك تزعجك فكيف تود أن تغيّر ماضيك لو أتيحت لك الفرصة؟
الأمر الرائع في تربية ابنك هو أنها تسمح لكما بأن تتشاركا أفضل أجزاء طفولتك الخاصة وربما منح طفلك ما لم تستطع الحصول عليه يوماً.
العمل، المال والقيم
يتخذ الأطفال القرارات دوماً، فهم يراقبون ما يجري من حولهم ثم يقررون ما عليهم أن يفعلوه ليجدوا الانتماء والترابط. لا يقلّد الأطفال بشكل آلي سلوك وقيم أهلهم بل هم أشخاص يفكرون ويشعرون وينبغي أن يقرروا بأنفسهم ما ينفع في الحياة.
إلا أن خياراتك وأفعالك وقيمك هي الخط العمودي الذي يستخدمه ابنك ليقيس ما هو مهم في الحياة. إذا كنت تعمل لساعات طويلة، مهما كانت أسبابك، فسيتخذ ابنك قرارات بشأن العمل والعائلة وبشأن أولوياتك. إذا كنت تتنافس مع الزملاء والعائلة والجيران لتحظى بأكبر منزل وأجمل مركب وأحدث سيارة، سيقرر ابنك ما إذا كان يوافقك الرأي أم لا. إذا أخبرت ابنك بأنك تقدّر الصدق لكنه سمعك تتصل بعملك وتدّعي المرض كي تذهب للتزلج أو تتفاخر بأنك تمكنت من تجنّب الضرائب، فسيتخذ قراراته الشخصية بشأن الأخلاق… وبشأنك. إذن حتى تكون نموذجاً لابنك عليك أن تتغير
وقائع
أمضى الباحثون في جامعة كاليفورنيا أربع سنوات في متابعة 32 عائلة يعمل فيها الوالدان وتضم ولدين على الأقل. وقد اكتشفوا أن هذه العائلات تتواجد في الغرفة نفسها 16% من الوقت فقط. كما وجدوا أن أفراد العائلة في خمس من هذه الأسر لا يتواجدون في الغرفة نفسها أبداً. والد واحد كان يمضي الوقت مع أولاده بشكل منتظم
إن أفضل طريقة لمعرفة ما يقرره ابنك بشأن الحياة وكيفية عيشها هي بأن تمضي بعض الوقت في الإصغاء إليه وفي بناء رابط قوي معه. إن الأطفال مراقبون موهوبون وهم يعتمدون على الرسائل غير الكلامية أكثر مما يعتمدون على الكلمات. ولا تنفع عبارة «افعل كما أطلب منك وليس كما أفعل أنا» مع الأولاد (لاسيما المراهقون منهم). أتذكّر لائحة الصفات والطباع التي تريد لابنك أن يتحلى بها؟ من الحكمة أن تتوقف بين الحين والآخر وتفكّر ما إذا كان سلوكك وخياراتك تعزز هذه الصفات. لكن الخبر الجيد هو أن الأخطاء ليست قاتلة بل هي فرص رائعة للتعلّم.