طبعاً تتساءلون ما الذي دفعني إلى الكتابة لأمي. فأنا أراها كل يوم، وبالتالي بإمكاني أن أخبرها بشكل مباشر بمشاعري تجاهها. هذا صحيح، لكنني أعنقد أن كتابة الأفكار تعطيها بعداً عاطفياً مختلفاً. بالإضافة إلى أن الكتابة تبقى دليلاً وأثراً لا يُمحى.
ستتمكن من قراءة كلماتي مجدداً في كل مرة تشعر فيها بأنها حزينة أو محبطة، مما سيساعدها في رفع معنوياتها. أمي امرأة رائعة. حتى أنني لستُ متأكدة مما إذا انت كلماتي هذه كافية لوصف كم هي شخص رائع.
نعم، أمي امرأة خارقة على عدة مستويات. وفق وجهة نظري، لدى الأمهات ثلاث مهمات رئيسية.
المهمة الأولى هي حرفياً إنجاب حياة جديدة إلى هذا العالم. المهمة الثانية هي أن تحب أطفالها دون قيد أو شرط. والمهمة الثالثة هي أن تصبح الصديقة المفضلة لأطفالها.
في حال أن كل الأمهات يؤدين المهمة الأولى وعلى الأرجح الثانية على أكمل وجه، غالباً ما لا تنجح جميع الأمهات في المهمة الأخيرة.
فيما يتعلق بي وبباقي الأشخاص الذين نجحت أمهاتهم في إتمام واجباتهن الثلاثة بشكل مثالي، نحن نعلم كم نحن محظوظون. وجميعاً نشكر أمهاتنا من كل قلبنا.
إذاً، إليكم ما أود قوله للمرأة التي تفوقت على نفسها: سأكون محظوظة جداً إن ضاهيتُ نصف ما أنتِ عليه.
حتى لو كنتِ تقولين إنني أجمل هداياكِ، أنا أعلم أنني الشخص المحظوظ المبارك. انتِ تملكين واحدة من أجمل النفوس التي قابلتها في حياتي.
بغض النظر عما مررتُ به، أعلم انكِ مررتِ بتحديات وعواقب أكثر مما يمكنني أن أتخيل. لقد أريتِني ما هي القوة الحقيقية.
عندما أحاول تعداد كل الامور التي قمتِ بها لأجلي، أفقد القدرة على العد بعد الوصول إلى الرقم 10.000.
كان يبدو من الصعب عليّ النمو بطريقتي الخاصة أحياناً، لكنكِ علّمتِني كيف أحب نفسي كما أنا، خاصة عندما أشك في نفسي.
أنتِ هنا دائماً لأجلي عندما أحتاج إليكِ في أي وقتِ كان. أجدكِ إلى جانبي عندما أحتاج إلى كتفٍ كي ألقي عليه رأسي وأبكي، وعندما أحتاج إلى نصيحة جيدة ودعم، وحتى إلى ملابس وطعام.
عندما أشعر بالجوع تسارعين إلى إطعامي. عندما أشعر بالحزن، تبثين النور والفرح في حياتي.
ومنذ اللحظة التي بدأتُ فيها أدركُ حقاً من تكونين، أردتُ أن أصبح مثلكِ.
كنت أطبخ معك، مغطاة بالطحين وكل ما أوده هو لعق الملعقة فقط. كنت أقوم بارتداء فساتينك وأحذيتكِ ذات الكعب العالي وأتجول في المنزل وأبدأ بالرفرفة برموشي بفخر.
طلبتُ منكِ بإصرار أن تضعي لي بعضاً من أحمر الشفاه الخاص بك كما فعلتِ، حتى أتمكن من ترك علامات قبلة على وجنتيك.
في فترة لاحقة، كنتُ أدفعكِ حقاً إلى الجنون، لكنني كنتِ أعرف دائماً كيف أجعلك تضحكين. كان من الصعب عليك أن تظلي غاضبةً مني لأن التقاشات التي كانت تدور بيننا كانت تنتهي أغلب الأحيان بالضحك، حين نلاحظ إلى أي مدى نبدو طريفتين.
أنا لا أخفي عنكِ شيئاً، لطالما أخبرتني أنه باستطاعتي إخبارك بأي شيء، لذلك أشعر بالراحة في كل مرة أشارككِ فيها سراً صغيراً من أسرار حياتي. أعلم أن هذا الحال لا ينطبق على حياة الكثير من الفتيات، لذلك أشعر بالفخر حين أقول إن لدينا مثل هذه العلاقة الوثيقة.
إن كونكِ صديقتي المفضلة هو أحد الأشياء المميزة في حياتي.
كنتُ أعلم أنني حتى لو ارتكبت خطأ ستبقين إلى جانبي لرفع معنوياتي. أنت لا تحكمين عليّ أبداً بسبب الخيارات التي أتخذها، أنت تدركين أن هذه حياتي الخاصة وأنني سوف أتخذ قرارات خاطئة أحياناً، لكنك دائماً موجودة لإرشادي طوال الطريق.
خلال نموي، أعطيتني كل ما يمكن أن أتمناه في هذا العالم. منذ أن كنت مجرد فتاة صغيرة حتى الآن عندما أصبحت الشابة التي أنا عليها اليوم.
أنت تعرفين كيف تجعلينني أشعر بالحب الشديد عبر القليل من المداعبات أو عناق لا أعرف حتى أنني بحاجة إليه. لكنك ما زلتِ تمنحينه لي اليوم أيضاً لأنك تعلمين أنني بحاجة إليه.
كنت أكبر المعجبين وأعظم الداعمين لي في خطوط التماس في حياتي.
إن التجربة المباشرة لما يعنيه أن تكوني امرأة خارقة وأم تتجاوز كل التوقعات تجعل مستوى التوقعات لما سأصبح عليه عالياً جداً.
آمل أن أضاهي يوماً ما على الأقل نصف الأم التي تمثلينها، وأن أتمكن من تشكيل حياة أطفالي كما قمت بتشكيل حياتي. وإذا أنجبتُ فتاةً ذات يوم، آمل أن تكون علاقتي بها مثل علاقتنا تماماً.
شكراً أمي. شكراً لكِ على حبك ودعمك المستمر، أشكركِ على أنكِ دائماً هنا من أجلي، أشكركِ لكونك أفضل مثال يمكن الاقتداء به، ومعدّة القهوة الخاصة بي، وطاهيتي، وشريكتي في التسوق، وصديقتي المفضلة، وقبل كل شيء أروع أم في الوجود.
لا أعرف ما الذي كنت سأفعله بدونك في حياتي، أنا محظوظة جداً لكونك أمي وصديقتي المفضلة.
أحبكِ.