مكانته بين إخوته:
تسلل رامي ابن الأربع سنوات إلى أخيه البالغ من العمر 8 أشهر، وفيما كان يعتقد أن لا أحد يراه شدّ شعر أخيه. بدأ الرضيع بالبكاء بينما هرب رامي واختبأ في الباحة الخلفية للبيت.
وقت النوم عندما كانت أمه تغطيه قال لها رامي: «أكره أخي. ليته يموت
تُغيِّر ولادة الطفل ديناميكية البيت ولعل أكثر من يتأثر في هذه المعمعة هو الولد الأقرب سناً للوليد الجديد. إذ سيشعر أنه أُبعد عن مكانته المميزة وسيكره فكرة أن يتشارك مع أحد حب والديه الذي كان حتى الآن ملكه وحده. ولكن هذا الوليد الجديد يستأثر بكل الاهتمام والولد الأكبر يشعر بأنه نُحّي جانباً
التحول الذي حدث لرامي وهو يكتشف مكانته بين إخوته الجديدة مؤلم وسيستمر وفقاً لقدرته على التكيف ولقدرة والديه على معالجة الوضع. لقد فقد رامي مكانته كونه الولد الوحيد في العائلة ولكن علينا أن نفهمه أنه سيظل الولد الأكبر. من الهام أن نتعاطف مع ألمه وامتعاضه اللذين يشعر بهما.
ولكن بدل توبيخه وقمعه اجعله يعرف مكانته بين إخوته:
«ماذا تقصد بأنك تريد أن تقتل أخاك؟ لا تقل شيئاً غبياً كهذا! أخوك طفل لطيف ونحن جميعاً نحبه كثيراً. لا أريد أن أسمعك تقول هذا ثانية ولا أريد أن اراك تزعجه ثانية. اذهب الآن وقبله».
بدل ذلك قل:
«أفهم أنك تتمنى لو أن أخاك غير موجود. أنت غاضب لأنك تعتقد أننا لن نحبك كما كنا نحبك من قبل وأننا نحبه أكثر منك.. ولكني لن أسمح لك أن تضربه
إذا فهم الأبوان أن هذا التحول صعب عليه وتفهّموا مشاعره، سيؤكدون على أفضليته كونه الولد البكر، وشيئا فشيئاً سيبدأ لوك بالنظر إلى أخيه بعينين مليئتين بالحب.
- «رامي، لأنك ولد كبير ستذهب معي مشواراً ولأن أخاك صغير سيبقى في البيت»
- «لأنك الولد الكبير، يمكنك أن تبقى مستيقظاً بعدما ينام أخوك، وعندئذ سنلعب اللعبة التي تختارها»
- «يا لك من محظوظ! لأنك الولد الكبير سيأخذك أبوك معه»
لقد ترعرعنا في عائلات عدد أفرادها كبير ولعل الواحد منا يتذكر أنه تمنى لو أنه الولد الوحيد في العائلة ليحظى باهتمام وحب والديه وحده. ولكن عندما تمر السنوات سندرك فوائد العيش مع إخوتنا. الواقع أن اللحظات العسيرة التي مررنا ونمر بها سمحت لنا وأحياناً دفعتنا دفعاً إلى أن نكبر كأفراد مستقلين.