إليكِ ثلاثة أمور بإمكانكِ البدء بتنفيذها منذ اليوم في حال كان سلوك طفلكِ يقلقكِ.
ثلاث نصائح عملية لتوجيه سلوك طفلك
1- استراتيجيات السلوك الإيجابي قد تحسن سلوك طفلك
إذا كنتِ تعانين من سلوك طفلك السيء، فأنتِ تعلمين إذاَ أن استراتيجيات التأديب الصارمة نادراُ ما تنجح. كما أن هناك العديد من الإثباتات على أن الاستراتيجيات الإيجابية فعالة جداً في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من سلوك سيء. ومن تلك الأدلة أن هذه الاستراتيجيات:
- تظهر لطفلكِ أنه قادر على النجاح؛
- تساعد في إنشاء أو إعادة إنشاء علاقة قوية بين الطفل والوالدين، مما يجعله يرغب بالتصرف بطريقة لائقة لإرضائهما؛
- تساعده على فهم أنه مسؤول عن تصرفاته؛
من الضروري أن يؤمن طفلكِ بانه قادر على التصرف بشكل صحيح. هذا الأمر مهم بشكل خاص، لأنه من الشائع أن يقوم الناس بوضع توصيفات سلبية للأطفال “المخربين”، مما يجعل هؤلاء الأطفال يظنون أنهم غير قادرين على التصرف بطريقة مختلفة.
أظهرت نظريتي تأثير Pygmalion وتأثير Golem أن ما يتوقعه منا الآخرون يؤثر على تصرفاتنا. بينما أشارت نظرية تأثير Pygmalion إلى أن مجرد الإيمان بقدرة طفلكِ على التصرف بشكلٍ صحيح، قادر على تحسين سلوكه. في نفس السياق تظهر نظرية تأثير Golem أنه عندما نتوقع دائماً الأسوأ، ستتحقق توقعاتنا.
التعزيز الإيجابي هو أحد استراتيجيات التأديب الإيجابية الأكثر فعاليةً. فهو يمكن أن يساعد طفلكِ على الإيمان بقدرته على “التصرف بشكل سليم”. يعني هذا أن عليكِ التركيز على سلوكه الإيجابي وتجاهل سلوكه السلبي قدر المستطاع (على سبيل المثال تجاهلي السلوك السيء الذي لا يشكل خطورةً عليه أو على الآخرين). إلا أن لا علاقة للتعزيز الإيجابي بتقديم “رشوة” لطفلكِ كي يتصرف بشكل لائق. يتعلّق الأمر بأن تكوني واضحة بشأن السلوك غير المقبول وأن تساعديه على فهم ما تنتظرينه منه عبر استخدام التعزيز الإيجابي في البداية.. ومن ثم عبر جعله يتصرف بشكل صحيح دون استخدام أي تعزيزات.
لتصلي إلى النتائج المرجوة، يجب أن تتبعي خطوات محددة لتطبيق هذه الاستراتيجية. من المهم جداً وضع جدول للسلوك، وتجنب الفخاخ الأكثر شيوعاً وتبني وضعية تزيد فرصك في النجاح.
2- من الممكن أن تساهم تقوية مهارات تنظيم المشاعر لدى طفلكِ في الحد من التصرفات الصعبة
الأطفال الذين لم يتعلموا التعامل مع عواطفهم أقل قدرةً على ضبط سلوكهم مقارنةً بالأطفال الذين طوروا هذه المهارات.
وفقاً للدراسات العلمية هم أكثر عرضةً ل:
- إظهار سلوك غير لائق في مواجهة المواقف الصعبة (العض، الضرب، ضرب الرأس، رمي وتكسير الأغراض، ما إلى ذلك).
- مواجهة صعوبات في تكوين صداقات والحفاظ على استمراريتها؛
- إخفاء مشاعرهم. على سبيل المثال من الممكن لطفل يعاني من الإحباط بسبب ضعف مهاراته في القراءة، أن يتصرف بعدوانية مع زملائه في الصف لإخفاء مشاعره (أو ربما يظن أن التصرف بهذه الطريقة قد يساعده على الشعور بالتحسن).
لذلك من الضروري أن تعلمي طفلكِ عن المشاعر المختلفة لمساعدته في الحد من تصرفاته السيئة. واعلمي أنه ليس من المبكر أبداً البدء بذلك. هناك العديد من النصائح التي من الممكن أن تبدأي باتباعها منذ اليوم لتنمية ذكائه العاطفي. يُعتبر الحديث عن المشاعر بداية جيدة، لكنه ليس كافياً. يحتاج طفلك إلى معرفة ما يسبب هذه المشاعر، وكيف تتفاعل هذه الأخيرة داخل جسده، وبالأخص كيف يتعامل معها بطريقة مناسبة. تحتوي بعض المراجع كل ما تحتاجينه لتعزيز ذكاء طفلكِ العاطفي.
3- العلاقة القوية بين الأهل والطفل تساهم في الحد من السلوك التخريبي
كلما شعر طفلكِ أن علاقتكما معاً أصبحت أقوى، كلما حاول التصرف بطريقة ترضيكِ. هذا الأمر منطقي تماماً: فنحن نبذل قصارى جهدنا حين نتواجد بين أشخاص نحبهم ونعرف بأنهم يحبوننا.
أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال يكونون أكثر اضطراباً وأكثر ميلاً لاستخدام السلوك السيء حين يشعرون أن علاقتهم بأهلهم أصبحت أضعف. فالعلاقة المتوترة تعطيهم الشعور “بأنهم لم يعد لديهم ما يخسرونه”، مما يؤثر بالتالي بشكل سلبي على سلوكهم.
نسبة العلاقة 5:1 تم تطويرها من قِبَل الباحثين Gottman و Levenson. تشير هذه النسبة أنه فيما يتعلق بالعلاقات القوية، يتطلب كل تفاعل سلبي خمسة تفاعلات إيجابية. بطريقة أوضح، بعد أن تقومي على سبيل المثال بلوم طفلكِ، يمكن أن يكون التفاعل الإيجابي على شكل عناق، أو عبر الثناء على تصرف معين قام به، أو عبر القيام بنزهة معه، أو عبر قراءة كتاب سوياً، أو تحضير وجبة غذائية معاً، وما إلى ذلك.
إذا كنتِ تعانين من سلوك طفلكِ السيء، فالقيام بتقوية الروابط الأسرية معه وسيلة سهلة وفعالة تساعد في الحد من التصرفات السيئة. الخبر السار هو أن هناك وسائل بسيطة لتحقيق ذلك:
- إنشاء تقليد عائلي على كل أفراد الأسرة أن يشاركوا فيه (ليلة لمشاهدة فيلم، ليلة للألعاب، سباق قراءة، غداء يوم الاحد، يوم الفطائر، ليلة ألعاب الفيديو، ما إلى ذلك). تذكري أن نجاح ذلك يتطلب مشاركة جميع أفراد الأسرة!
- حددي روتين للصباح وللمساء؛
- جدي على الأقل مهمة واحدة للقيام بها مدة خمس دقائق مع كل طفل من أطفالك (لا تقولي بكل بساطة إنكِ ستقومين بذلك، أحضري ورقة ودوّني تحديداً ما ستقومين به ومتى ومع أي طفل) او جدي قواعد لذلك.
متى يجب أن تطلبي مساعدة أخصائي لتعديل سلوك طفلك
من الممكن توجيه معظم تصرفات الأطفال قبل بلوغ التسع سنوات من عمرهم، وذلك من خلال اتباع استراتيجيات تأديبية مناسبة. تكمن نقطة الانطلاق في قدرتك على التعرف إلى مختلف الاستراتيجيات التأديبية الفعالة واختيار أفضل استراتيجية تناسبكِ وتناسب طفلكِ.
بعض المراجع قادرة على مساعدتكِ في التعرّف أكثر على الاستراتيجيات المختلفة التي يجب اعتمادها في “صندوق أدوات الإنضباط” الخاص بك.
مع ذلك، قد يتطلب سلوك طفلكِ تدخّل أخصائي في بعض الحالات. فمن الضروري طلب مساعدة أخصائي إذا كان سلوك طفلكِ:
- يشكل خطراً عليه وعلى الآخرين؛
- يسبب له ولعائلتكِ معاناة كبيرة؛
- يؤثر على حياته في المدرسة وعلى حياته العائلية؛
- يتزايد على الرغم من كل محاولاتكِ للتدخل والمساعدة؛
من القواعد الجيدة طلب المساعدة في كل مرة تجدين فيها أنكِ مرهقة أو غير قادرة على وضع الحد لسلوكه بمفردكِ. تذكّري أن ذلك نادراً ما يتعلّق بسلوككِ في التربية. فغالباً ما يكون اضطراب السلوك لديه أو بعض تقلباته المزاجية هي السبب في تصرفاته السيئة. الخبر السار هنا هو أن الأخصائيين قادرون على مساعدتكِ في اعتماد استراتيجية تناسب احتياجات طفلكِ.