التنمّر عبر الانترنت
خلال سنوات قليلة، منحت التكنولوجيا المتقدّمة المتنمرين بعض الأسلحة الجديدة القوية. يمكن للأطفال اليوم أن يستخدموا الهواتف الخلوية المزوّدة بآلات تصوير، والحواسيب، والشبكات الاجتماعية والبرامج المتطورة ليهاجموا أهدافهم ويلحقوا بهم الخزي ويهينونهم، مع جمهور من المئات يواكب الحدث عبر الشاشة. وجد العديد من الدراسات رابطاً ما بين التنمّر عبر الانترنت والاكتئاب وفكرة الانتحار.
احذري من أن يكون ما يجري في عالم ابنك يتجاوز بكثير ما تعرفينه. تعلّمي كيف يكون عالم الانترنت آمناً وادعي ابنك لأن يتحدّث إليك غالباً عن حياته على الانترنت.
لِمَ يصبح الصبيان متنمرين؟
شارك عدد لا يستهان به من الصبيان في التنمّر… وهو أمر يخشى الكثير من الأهل أن يعرفوه. ولقد تعرّض معظم المتنمرين للتنمّر هم أنفسهم، ومن قبل أهلهم في بعض الأحيان. ويمكن للسخرية والمضايقات القاسية أو الإهمال أن تدفع الصبي لتصريف ألمه على المحيطين به. يؤذي المتنمر الآخرين لأنه لا يشعر بالأمان أو لأنه عانى من صدمة يجد صعوبة فائقة في التحدّث عنها.
لكن لا عذر للتسبب بالألم عمداً. ويمكن للأهل أن يكافحوا التنمّر عبر تخصيص الوقت للتواصل، وعبر تعليم الصبيان كيف يتحكمون بغضبهم ويستخدمون الكلمات للتعبير عن المشاعر وعبر وضع حدود واضحة بشأن إلحاق الأذى بالآخرين. ويمكن للمدارس أيضاً أن تساعد عبر عقد اجتماعات لكل صف لمناقشة التنمّر والتسبب بالخزي والمضايقة. تظهر الأبحاث أن المدارس، التي تضم مدراء ناشطين ومعنيين بشؤون المدرسة ومدرّسين متدربين، تسجّل نسبة أقل من التنمّر.
هل ابنك هدف؟
- يعاني العديد من الصبيان على يد متنمّر مرة أو اثنتين على الأقل خلال سنوات الدراسة. إليك العلامات التي تنذر بأن ابنك مستهدف من قبل متنمر:
- التظاهر بالمرض: غالباً ما يعاني الولد، الذي يتعرّض للتنمّر، من ألم في المعدة أو في الرأس في كل صباح قبل التوجّه إلى المدرسة أو يعود إلى المنزل «مريضاً» قبل الفسحة أو الغداء.
تجنّب الذهاب إلى المدرسة: يمكن للصبي الذي كان يحب المدرسة أن يبدأ بالبكاء أو بالتوسّل للبقاء في المنزل أو أن يخترع العطل المدرسية.
تغيير العادات: قد تلاحظين أن ابنك يعاني من الكوابيس أو يعجز عن النوم، ويمكن أن تخف شهيته على الطعام أو أن يمضي ساعات في غرفته وحده. ولعله سيرفض الخروج للعب أو يبدأ بتغيير طريقه من وإلى المدرسة أو إلى موقف الحافلة.
عدم التركيز: قد يواجه ابنك مشكلة في تركيز انتباهه في المدرسة، وفي تذكّر الواجبات المطلوبة منه أو في القيام بواجباته المدرسية. قد يبدو حائراً وغريب الأطوار.
إذا بدأ ابنك يتعرّض للمضايقات فسيحتاج إلى دعمك وحبك غير المشروطين. غالباً ما يجعل التنمّر الصبي يفقد الكثير من احترامه لذاته وثقته بنفسه. أوجدي فرصاً للإصغاء؛ دعيه يعلم أنك لاحظت التغييرات في سلوكه وتصرفاته. يمكنك أن تطرحي أسئلة لطيفة لتعرفي المزيد عن يومه. يمكنك على سبيل المثال أن تسألي «ما الذي حصل على الطريق إلى المدرسة اليوم؟» أو «تبدو صامتاً وحزيناً؛ ماذا يمكنني أن أفعل لأساعدك؟». يمكنك أيضاً أن تطلبي من معلمة ابنك أن تنتبه أكثر لما يجري أثناء الفسح أو الغداء أو في الممرات وأن تعلمك بما تلاحظه.
تحذير!
احرصي على ألا تشجعي عن غير عمد سلوك ابنك المتنمر عبر تقديم مثال له يبجّل العدائية. المتنمر ليس شخصاً قوياً أو شخصاً يتمتع بصفات الرجل فالرجال الحقيقيون لا يحتاجون إلى إلحاق الأذى بسواهم ليشعروا بالأمان والثقة.
قد تشعرين بالرغبة في أن تشجعي ابنك على مواجهة المتنمر إلا أنّ مقابلة الأذى بمثله نادراً ما تحلّ المشكلة. على أيّ حال، لا يحق لأحد أن يؤذي ابنك. لعلك ستتمكنين من أن تعلِّميه أن يحافظ على أعصابه أو أن يستخدم الفكاهة لتهدئة الوضع أو أن يطلب من صديق أن يرافقه عند تواجد المتنمر في المحيط. إلا أنّ بعض الأوضاع تتطلّب تدخّل شخص راشد. احرصي على أن تعملي مع ابنك على وضع خطة.