العلاقة بينكم وبين أولادكم:
بعدما فهمت الحياة اكثر وجدت ان علاقتي بأهلي كانت مثالية في مراهقتي. المراهقة هي الوقت الذي نكتشف فيه العالم من حولنا وهو الوقت الذي نتعلم فيه ونتأقلم فيه وقد دعم اهلي ذلك من خلال تركي أعبٓر عن نفسي ومن خلال إعطائي المزيد من المسؤوليات والامتيازات وأنا اكبر.
كنت اقوم بفروضي المدرسية واحصل على درجات جيدة لأنهم كانوا يتوقعون مني ذلك وكانوا يوضحون لي أنه من المهم بالنسبة لي أن أكون ناجحًا في المستقبل. عندما كنت اتأخر عن المنزل كنت اتصل بهم لأنني لم ارغب في الإضرار بعلاقتي بهم وفقدان الامتيازات التي اكتسبتها. بعد كل شيء ، لقد وثقوا بي وأنا وثقت بهم للاعتناء بي. ولم اكن اغضبهم او اسبب لهم الانزعاج حينما كانوا يطلبون متي التوقف عن اللعب بألعاب الفيديو لتناول العشاء معهم ومع أخي لأنني كنت أعرف أنه من الهام بالنسبة لهم أن نتناول الطعام كعائلة. في المقابل ، كنت اذهب إلى عروض موسيقى البانك روك ، واتسكع مع اصدقائي في ليالي نهاية الأسبوع. أنا أعتبر نفسي محظوظاً جدًا لأنني نشأت بهذه الطريقة الراعية والداعمة.
نحن الآن بتنا نعرف أكثر أكثر من أي وقت مضى عن المراهقين ونموهم وعن دور العلاقات الاسرية في إعدادهم ليكونوا قادة الغد. تؤكد الأبحاث الحديثة من أستراليا أن العلاقات الاسرية القوية تحتوي على أربعة أجزاء هامة.
التقارب بين افراد الاسرة
التقارب يؤمن لأفراد الاسرة الدعم والرعاية .. ويمكن تقسيم التقارب الى قسمين : الدعم العاطفي والصحبة
الدعم العاطفي
بالنسبة للمراهقين ، يعني الدعم العاطفي أنه يمكنهم التحدث إلى اهلهم عن التحديات ، ويتوقعون أن يستجيب الآباء لهم بطريقة تستند إلى الحب غير المشروط الخالي من النقد والأحكام المسبقة. سيرشد الآباء أبناءهم المراهقين لإيجاد حلول لمشاكلهم. قال أحد المراهقين، في الدراسة التي كنت اجريها ، عن اهله ، “كلما كان لديك مشكلة ، أخرجها من صدرك ،بُح بها، فأهلك هناك للتحدث عنها وإيجاد حلول لها ” والجدير بالذكر أن العديد من المراهقين قالوا أيضًا إنهم يفضلون التحدث إلى أهلهم بدلاً من أقرانهم عن المشاكل لأن الاهل اكثر أهلية من اي شخص آخر .
بينما كنت أقرأ هذا ، تذكرت الدعم العاطفي الذي قدمه لي أهلي خلال فترة صعبة في حياتي. بعد المدرسة مباشرة ، ذهبت إلى الجامعة. ما بدأ كفرصة مثيرة سرعان ما تلاشى. أدركت أن أقرب أصدقائي وعائلتي كانوا بعيدين. كنت أشعر بالحنين إلى الوطن وحزينًا. ولكن اهلي كانوا موجودين دائماً لدعمي إما عبر اتصالهم بي يومياً عبر سكايب وإما عبر منحهم إياي كتفاً أبكي عليه عندما كنت اعود الى البيت لقضاء عطلة ما .. كان اهلي يسمحون لي بالتعبير عن مشاعري بدون إصدار أحكام مسبقة ومساعدتي في اختبار طرق جديدة للتفكير في العوامل الرئيسية التي تساعد في معالجة محنتي الصعبة بطرق جعلتني أكثر نضجًا عاطفياً.
الصحبة او الرفقة
تتضمن الصحبة قضاء وقت ممتع معًا والاستمتاع بصدق برفقة بعضنا البعض. يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الاحترام والثقة والاهتمام بين الأهل والمراهقين ، الامر الذي يساعد المراهقين على استكشاف أرضية جديدة. اثناء القيام بدراسة حول اهمية الصحبة بين المراهقين والاهل قالت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا ، “لم يكن لدينا الكثير من اللحظات المحرجة لأننا كنا نتحدث مع بعضنا كثيراً وكان لدينا اهتمامات مشتركة وقد أثر ذوق أمي في الموسيقى فيّ”. يذكرني ما قالته هذه الفتاة بتجربتي في سن المراهقة. في مرحلة ما في الثانوية ، كنت افضل التحدث مع أمي في غرفة الجلوس بعد المدرسة ، على الاستلقاء أمام التلفزيون. لقد وجدت أن أفكارها ونصائحها التي اعطتني اياها اثناء انتقالي الى الجامعة لا تقدر بثمن .. حينما ننتقل الى حياة جديدة سيكون من المفيد لنا ان يكون لدينا مرشد ، شخص مر على هذا الطريق قبلنا.
ترقبوا المقالة القادمة : 3 مكونات أساسية من أجل علاقات أسرية قوية