هل الصبيان فاشلون في المدرسة أكثر من البنات:
ليس غرضنا من هذه المقالة التقليل من قيمة الصبيان وإعلاء قيمة البنات بل الغرض هو الإضاءة على الأسباب التي تجعل الصبيان في هذه الأيام أكثر فشلاً من البنات علماَ أن ذكاء بعضهم قد يفوق ذكاء البنات بأشواط.. فما قصة الصبيان والفشل المدرسي؟
ناقش الخبراء على مر السنين نقاط القوة النسبية للصبيان والفتيات في الصف. كتب مناصرو الفتاة مثل كارول غيليغان والدكتور ماري بايفر ببلاغة عن أن القدرة على إثبات الذات لدى الفتيات تقيّدها الحضارة والأساتذة الذين يفضلون الصبيان.
إلا أن نتائج الاختبارات والإحصاءات ترسم صورة مختلفة إذ يبدو اليوم أن الفتيات يحققن النجاح. فعدد الفتيات اللواتي يلتحقن بالجامعات اليوم يفوق عدد الصبيان كما أن معدلات نتائج اختبارات الفتيات في الرياضيات والعلوم ارتفعت بشكل لافت في العقد الأخير. وفي حين أن العديد من الصبيان هم طلاب متحمسون وأصحاب انجازات، يفقد عدد أكبر من الصبيان الاهتمام بالتعليم قبل أن يبلغوا امتحانات الدخول إلى الجامعة بكثير.
معلومة ضرورية
إن أحد أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى نجاح الصبي أو فشله في المدرسة لا يتعلق أبداً بالمسائل الأكاديمية، فإحساس الطفل بأن الأستاذ يحبه أو لا يحبه يؤثر في رغبته في التعلّم. يجب أن يشعر الأطفال بالانتماء وبالتواصل في الصف كي يبذلوا جهدهم ويتعلموا بشكل جيد.
كيف يتعلم الصبيان؟
يحب الصبيان الحركة، فالحركة مثيرة وممتعة سواء في الحديقة أو على شاشة السينما (يرى العديد من الخبراء أن التلفزيون والألعاب الالكترونية قصّرت مدى انتباه الأطفال وقللت من قدرتهم على النجاح في المدرسة.) يعتقد معظم الصبيان للأسف أن الحياة في الصف مملة للغاية.
في الواقع، يعتقد بعض الخبراء أن الصبيان يحتاجون إلى ما لا يقل عن خمس فترات راحة في اليوم كي يحافظوا على تركيزهم على العمل الأكاديمي. إلا أن الاستراحة هي عادة أول ما يُحرم منه الصبي حين يسيء التصرّف أو يفشل في إنهاء ما هو مطلوب منه. يُطلب من الصبي أن يجلس لساعات في مقعده وان يستمع بهدوء وصمت وأن يتبع الإرشادات، فالحركة في الصف غير مقبولة كما هو حال المزاح واللعب اللذين يحبهما الكثير من الصبيان.
في كتابه Real Boys ، يتحدث الدكتور ويليام بولاك عن الحاجة إلى «تذكير» المدارس، وجعلها مكاناً جذاباً أكثر للصبيان: «ينجح الصبيان كالفتيات في المدارس التي تمنحهم فرصة المشاركة في النشاطات التعلمية التي تتناسب مع اهتماماتهم وكفاءاتهم الشخصية ما يمكنهم من أن يعبّروا عن حقيقتهم وأن ينجحوا كأفراد». يجب أن يتمكن كل تلميذ، بغض النظر عن جنسه أو قدرته، من أن يشعر بالانتماء والأهمية في صفه. قد لا تكون المدرسة مسلية دوماً إلا أنه لا ينبغي أن تكون مذلة أو مخزية أو محبطة.