مساعدة أطفالكم الصبيان على أن ينجح في المدرسة
يعتبر معظم الأهل المدرسة مكاناً يختفي فيه الولد لساعات يعود بعدها مع واجبات مدرسية وعلامات من الأساتذة وطلبات متنوعة ودفتر علامات بين الحين والآخر. لعلكم مقتنعون بأن النجاح في المدرسة ضروري لمستقبل أبنائكم لكن من المرجّح أنكم لا تعرفون فعلاً ما يحصل له كل يوم هناك. يرى الابن أن المدرسة هي المكان الذي يمضي فيه معظم الساعات التي يكون فيها مستيقظاً على مدى أشهر. والمدرسة هي المكان الذي يلتقي فيه أصحابه وحيث يتعلم عن العالم وحيث يكتشف رأي العالم فيه. والأهل أناس مشغولون إذ لديهم الكثير ليفعلوه في حين أن ساعات اليوم الواحد تكاد لا تكفي. إلا أنكم جزء أساسي في تعليم أبنائكم ويمكنكم أن تحدثوا فرقاً شاسعاً في تجربتهم في المدرسة.
من أجل مساعدة أطفالكم الصبيان عليكم ما يلي:
كونوا معنيين
ثمة العديد من الخطوات التي يمكن أن تتخذوها لتحسين تجربة أبنائكم التعليمية، ولعل أهمها أن تكونوا أهلاً معنيين بما يعيشه. تتوق معظم المدارس إلى أهل يمكنهم أن يتطوعوا للمشاركة في الصفوف. إذا كنت تعملين خارج المنزل فقد تجدين صعوبة في التطوّع بسبب ضيق الوقت لكن ما من طريقة أفضل لتري ما يحصل فعلاً خلال يوم ابنك. وسواء أكان ابنك يعاني من مشاكل أكاديمية أو سلوكية أم لا، تبقى المشاركة في الصفوف وفي الرحلات الميدانية وفي النشاطات المدرسية الأخرى طريقة فاعلة لتطّلعي على حياة ابنك في المدرسة ولتري ما يحصل فيها فعلاً.
وبدلاً من أن تسألي ابنك «كيف كانت المدرسة اليوم؟» اطرحي عليه أسئلة قابلة للمناقشة عن يومه في المدرسة. اسأليه «ما كان الجزء المفضّل لديك من اليوم؟» أو «مع من لعبت خلال الفسحة اليوم؟». اصغي جيداً إلى أجوبة ابنك. انتبهي لحياته العاطفية ولشعوره تجاه المدرسة.
اجعليه يشعر باهتمامك
لا تشكّل العلامات الجزء الأهم في التعليم. احرصي على أن يعرف ابنك أنك تهتمين بعمله المدرسي وبنجاحه وبكفاحه. تجنبي الانتقاد وإطلاق الأحكام وركزي على إيجاد الحلول عندما تظهر المشاكل. لاحظي نجاحات ابنك وشجعيها مهما كانت صغيرة.
ثمة طريقة أخرى تظهرين بها لولدك أنك تهتمين وهي أن تكوني المدافعة عنه ونصيرته. يتردد العديد من الأهل في التقرب من الأستاذ وطرح الأسئلة عليه، لأن تجاربهم المدرسية غالباً ما تكون سلبية نسبياً. إلا أن ابنك يحتاج لأن يشعر بأنك إلى جانبه، تناصرينه. يمكنك أن تتعاملي بكل احترام مع الأستاذ فيما أنت تستكشفين ما يحصل لابنك في الصف، فالأساتذة بشر أيضاً. وقد تظهر صراعات بين الشخصيات كما قد تقع بعض الأخطاء. شاركي بانتظام في المؤتمرات التي تضم الأهل والأساتذة واحرصي على أن تؤخذ حاجات ابنك الخاصة بعين الاعتبار.
يمكنك حتى أن تمضي قدماً في التزامك بتحسين تجربة ابنك في المدرسة عبر العمل مع المنظمات على إنشاء مدارس مناسبة للصبيان. تشكّل منظمات الأهل والأساتذة، ومجالس إدارة المدارس وغيرها من الهيئات والمجموعات، أمكنة رائعة للدفاع عن الصبيان. احرصي على أن تدرس مدرسة ابنك مسألة اعتماد مناهج وأساليب تعليمية جديدة فضلاً عن طرق فاعلة وغير عقابية للتأديب. قد تتفاجئين حين تلاحظين التغيير الايجابي الذي يمكن أن يحدثه شخص واحد ملتزم.