قرب الفتاة من أمها:
هل تعلمون أن قرب الطفل الشديد من أمه قد يؤثر عليه بشكل سلبي
أحياناً يظهر الإهمال على شكل محاولة مستمرة للتحكم والتلاعب بالاهتمام والمتطلبات، على حساب الطفل.
المفتاح الرئيسي لمعرفة ما إذا كانت الحالة على هذا النحو هو وجود غياب كامل للحدود في العلاقة بين الأم وطفلها.
حين نتخيل أماً لا تحب طفلها بما يكفي أو لا تلبي احتياجات طفلها العاطفية، غالباً ما نتخيل امرأة باردة تستمر بالانتقاد والحكم على الآخرين، وربما حتى قاسية.
لقد خلّدت الثقافة العامة هذا النوع من الأمهات على أنها أشبه بزوجة الأب الشريرة التي تظهر في حكاية بياض الثلح والأقزام السبعة الخرافية.
لا يوجد أدنى شك بان الإهمال العاطفي يكون احياناً على هذا النحو، لكن هذا النموذج لا يمثل الوجه الوحيد للإهمال العاطفي.
الإهمال هو نوع من عدم المراعاة لاحتياجات أطفالك، كما أنه نوع من التغاضي عن هذا الإحتياجات. ويمكن أن يتجسد هذا التغاضي عبر أمومة شديدة وتدخل مفرط لا فقط بالإهمال والتجاهل أو النقد.
الحدود هي مفاتيح كل علاقة سليمة صحية
يعد فهم هذه الحدود اليوم مهماً بشكل كبير، بعد أن أصبحت العلاقة بين الأم وابنتها أكثر شيوعاً على النحو التالي، حيث تتنفس الأم حرفياً خلف رقبة ابنتها وتتدخل بكل تفاصيل حياتها، محاولةً أن تكون صديقتها المفضلة.
تعتبر الأم التي تلعب دور “الصديقة المفضلة” نموذجاُ خطيراً يتيح للأمهات تجنب القيام بدورهن الأساسي، على اعتبار أن العلاقة التي تجمعهن ببناتهن متساوية.
الحقيقة هي أنه وبغض النظر عن مدى قربكِ من ابنتكِ، لا يمكنكما أن تكونا متساويتين أبداً.
الطفل كامتداد لشخصية الام – نموذج مختلف من نماذج الإهمال العاطفي
هناك العديد من أشكال الأمومة التي لا تولي أي احترام لحدود الطفل، ولكل منها تأثير كارثي على نموه.
الأمهات اللواتي يعانين من نرجسية قوية، أو اللواتي يملن إلى التحكم بالآخرين بطبيعتهن، لا يعتبرن أطفالهن سوى امتداد لشخصيتهن ويفرضن على أطفالهن التصرف وفق القواعد التي يضعنها.
باختصار، على الأطفال أن يدوروا حول “شمس” أمهن كالكواكب، وأن يتعلموا منذ صغرهم على رؤية أنفسهم كما تراهم أمهاتهم.
أما عن بنات الأمهات النرجسيات فغالباً ما ينفصلن عن أفكارهن ومشاعرهن الخاصة، وحين يبلغن سن الرشد ينجذبن إلى عشاق وأصدقاء يتعاملون معهن بنفس طريقة أمهاتهن.
كذلك تستمر تلك الفتيات باعتبار الحب أمراً يجب ان نسعى إلى الحصول عليه كي نكسبه.
بنات الامهات المسيطرات حالهن ليس أفضل بكثير. فهن لا يستطعنَ رؤية أنفسهن بشكل واضح، يعانين من صعوبة في تقبل مشاعرهن وأفكارهن لأنهن يفتقرن إلى الإحساس الحقيقي بالذات.
يعتبرن أي نجاح يحققنه هو نتيجة الصدف، وأي فشل يتعرضن له هو نتيجة لضعف شخصيتهن.
بالتالي، تفتقر تلك الفتيات إلى الثقة بالنفس وينجذبن إلى النماذج المسيطرة؛ هو النموذج المألوف بالنسبة إليهن والذي يوفر لهن الشعور بالأمان.
أما الأم المحبة فتعلم ابنتها أنها شخصية مستقلة عنها، وفي نفس الوقت باستطاعتها توقع أن تتفهمها والدتها وتدعمها في أي وقت.
تعيين حدود واضحة يتيح للطفل القدرة على العيش كفرد كامل مستقل.
ليس على الإبنة أن “تندمج” بشخصية أمها النرجسية أو المسيطرة؛ هي تملك كامل الحرية في اكتشاف نفسها.