الولد الصايع:
في معظم الأحيان، لا يكون الأشخاص الذين نعتبرهم “ضائعين” أو “صايعين” قد تاهوا في الطرقات بعد أن كبروا. ربما قد بدأ ذلك منذ أولى سنوات حياتهم، في مرحلة الطفولة.
يمكن للأهل الدائمي الانشغال والذين ليس لديهم الوقت الكافي للاعتناء بأطفالهم، أن يساهموا بشكل كبير في الوصول إلى هذا الوضع، لأنهم لا يهتمون بمشاعر أطفالهم ولا يتمكنون من تربيتهم وإرشادهم بشكل صحيح.
طبعاً لا يمكننا التعميم. من الممكن أن “يضيع” بعض الأشخاص في بيئة أسريّة صحية ومحترمة كما من الممكن أيضاً أن ينمو شخص ما بشكل “جيد” في أسَرٍ مختلة.
على الرغم من أننا كمجتمع مسؤولون أيضاً عن تربية الأطفال، إلا أن التأثير الأكبر على عقولهم ومشاعرهم والقيم التي سيلتزمون بها في حياتهم، يبقى للعائلة.
كيف يؤثر الأهل على تربية الطفل الصعب المراس
كلنا نعرف على الأقل طفلاً أو مراهقاً صعب المراس يتفاعل بخبث أو طغيان، يرفض تحمل مسؤولية أفعاله واحترام الآخرين. ما يجب علينا فهمه من هذا الموضوع، هو أن هذا النوع من السلوكيات كان موجوداً منذ البداية، لم يسببه الإنترنت ولا الألعاب ولا المدرسة.
تصرفات هؤلاء الأطفال/المراهقين السلبية هي نتيجة الغياب والاحتياجات نفسها التي لطالما كانت موجودة، ولكنها اندمجت بسياقات جديدة. لذلك علينا ألا نتعامل مع الطفولة أو المراهقة على أنها المصدر الحقيقي للمشكلة.
إذاً علينا أن نتحمل مسؤوليتنا كجزء لا يتجزأ من المجتمع ونستوعب أن إيجاد بيئة صحية للأطفال هو أمر حيويّ، لأنهم مستقبل عالمنا.
ما الذي يبني تربية جيدة
غالباً ما يُظهر الأهل حبهم بطريقة خاطئة، خلال محاولاتهم تأمين تربية جيدة وقيم جيدة لأطفالهم.
أن نحب أطفالنا يعني أن نعلمهم كيف يصبحون أشخاصاً حكماء ونزيهين. هذا لكي نرشدهم إلى طريق الخلُق والمسؤولية، لكي نجعلهم يستوعبون أن سماع كلمة “لا” ليست نهاية العالم، فقد يكون ذلك دليلاً على الحب والاهتمام.
لا يمكن للتربية الجيدة أن تتواجد بدون صبر. لا يوجد جدول زمني محدد للأسئلة، الشكوك، الحاجة إلى التحفيز والحوار، مما يستدعي أن يكون الأهل على استعداد دائم لإعطاء أفضل ما لديهم.
إمضاء الوقت النوعي هو عامل مهم أيضاً يدعم علاقاتنا مع أطفالنا. لقد أصبح لدينا في العالم الحالي، مسؤوليات أكثر ووقت فراغ أقل، وهذا ما يجعل تكريسنا للوقت كي نكون إلى جانبهم أمراً أساسياً.
الأهل الذين يلعبون دورهم في حياة أطفالهم، يعتنون بهم، يرشدونهم ويقومون بتربيتهم، يزرعون بذرة في قلوب أبنائهم، مقدمين لهم سبباً وجيهاً كي لا “يضيعوا” في دروب الحياة.