طفل مشتت الذهن
: عندك عطلة وتنوين الكتابة. ها انت تجهزين اللابتوب وتجلسين لعصر أفكارك والمباشرة في الكتابة.. فجأة يدق الباب فتنزعجين وتذهبين لفتح الباب فإذا جارتك ، التي هي في الوقت ذاته صديقتك، بالباب.. لقد اختارت الوقت غير المناسب للمجيء فهي قطعت عليك حبل أفكارك ومع أنك تحبينها إلا انها قطعت عليك تركيزك .. أتعرفون ان أشياء كثيرة كهذه تحدث مع أطفالكم. اطفالكم أيضاً يعانون من كثرة الاشياء التي تقطع حبل أفكارهم وتركيزهم.
نحن لا نفكر ولو للحظة في تأثير ما يتعرض له الاطفال الدارجون والاطفال الاكبر سناً من مقاطعات تشتت اذهانهم ربما لأننا لا نقدر ما يقومون به ولا نعتبر ان لما يفعلونه قيمة .. ومع ذلك نريد لهم ان يتعلموا ويتفوقوا.
نريدهم أن يكونوا قادرين على الإصغاء بصبر في المدرسة وان يمتلكوا القدرة على المثابرة لحل المشكلات الصعبة وتحقيق أحلامهم. نريد انتباههم ان يكون شيئاً فطرياً والتعلم شيئاً ممتعاً.
السنوات الأولى من الحياة اساسية لتنمية القدرة على التركيز والانتباه.
فيما يلي 3 طرق لإطالة مدة التركيز عند الطفل :
1) الحد الأدنى من الترفيه والتحفيز. الأطفال هم مخلوقات العادة وقد يتعوٓدون على الترفيه بدلاً من فعل ما يأتي بالفطرة.
يؤدي التحفيز المستمر إلى إرهاق الأهل وإلى جعل الطفل ،الذي يتم تحفيزه بإفراط ، يمل بسرعة. علّمت خبيرة الأطفال ماجدة جربر الآخرين أن الأطفال لا يصابون بالملل بشكل طبيعي. بل الاهل هم من يجعلونهم يملون. فالأطفال يشعرون بالذهول من الطريقة التي يمكن أن تتحرك بها أجسادهم ، وتجتذبهم المشاهد والأصوات والروائح والزوايا والشقوق التي نأخذها نحن الكبار كأمر مسلم به. إنهم بحاجة إلى وقت لتجربة تلك الأشياء واستيعابها.
2) ممنوع التلفزيون أو الفيديوهات في العامين الأولين من عمرهم
يعد التلفزيون والفيديوهات اقسى طريقة لتقويض مدة انتباه الطفل وتركيزه فهذه الاشياء تجذب انتباه الطفل وتستولي على كل تركيزه وتجعله لا يقوم بالأنشطة التي تجعل عضلات التركيز مرنة. تخيل قوة الجذب الذي يولدها التلفاز .. قد تجلس مع اروع الناس في العالم ، ولكنك تجد عينيك تنجذبان إلى التلفزيون اللعين. (للحصول على دراسة معمقة عن تأثير التلفزيون ، أوصي بشدة بكتاب : Endangered Minds: Why Children Don’t Think – And What We Can Do About It, by Jane M. Healy (العقول المهددة بالانقراض: لماذا لا يفكر الأطفال – وما يمكننا فعله حيال ذلك ، بقلم جين إم هيلي ، دكتوراه)
3) نعم للمكان الدافئ الآمن.
حتى يبقى الطفل منشغلاً لفترة طويلة يجب أن يكون لديه مكان آمن. قد يبدأ الأمر بسرير أو مهد صغير ، وينمو مع الطفل ليكون روضة له ، وأخيراً تخصيص منطقة لعب مغلقة أو مسورة. الأماكن الكبيرة التي نجد فيها أشياء غير آمنة للطفل ليست هي المكان الآمن المريح الذي يحتاجه الطفل للتركيز الشديد. . لا يستطيع الطفل اللعب لفترات طويلة من الوقت عندما يتشتت انتباهه بسبب توتر الأهل القلقين على سلامته وتكرارهم لكلمة”لا” كلما لمس شيئاً.