إشارات الاستغاثة من المراهق:
تتساءلون أحياناً ما إذا كان من الأفضل أن تستسلموا وتدعوه ملتصقاً بألعاب الفيديو وأن تضعوا صواني الطعام أمام غرفته، علماً أنّ المراهق يخفي ضعفه وحساسيته.
فالمراهقة هي أن ننفصل، أن نختلف عن الآخرين وأن نتميّز عنهم وأن نبحث عن طريقنا الخاص. ويمكن للرفض والمعارضة والعدائية أن تكون مظهراً لهذا كله. ولا يدوم هذا في أغلب الأحيان لا سيما وأن الشاب يعاني من هذا السلوك أيضاً.
إنّ المراهق الذي لا يتواصل مع أحد يعاني على المستوى النفسي ولا يعرف أن يعبّر هو نفسه عن الخطب الذي فيه. بالتالي، يعبّر عن أزمته ومحنته بإشارات تحذير أو تنبيه.
فهو ينغلق على سبيل المثال على نفسه حتى في ما يتعلّق بعلاقته بسواه من الشبّان. لا هوايات له ولا يجد تسلية إلا في مراهنات خطرة وأفعال غريبة، وهو يوحي بأنّ “الحياة لا قيمة لها”. وهنا يحين الوقت لاستشارة إخصائي.
طلب المساعدة عندما تتخطى الأمور الحدود
لا يتساوى المراهقون أمام عاصفة الهرمونات التي تضربهم في مرحلة البلوغ والتي عليهم أن يتعاملوا مع نتائجها على المستوى النفسيّ وعلى مستوى العلاقات.
هذا الاختبار المهني والاجتماعي على حدّ سواء يتخذ منحى خاطئاً لدى بعض الشباب من دون أن يكون موقف الأهل وسلوكهم هو السبب المباشر لذلك.
إنّ حال المراهق الذي يجنح نحو الجريمة أو الذي يعاني من الجنون ليس نهائياً ولا يمكن إصلاحه، شرط أن نأخذ المشكلة سريعاً بعين الاعتبار عبر التواصل مع إخصائيين.
سيقترح هؤلاء بالتكامل مع الأهل، أماكن تبادل وتلاقي حيث يمكن لكل شخص أن يعبّر عما يدور في داخله ويزعجه فيتم الإصغاء إليه والتخفيف عنه.
إذا اضطر المراهق لأن يمضي بعض الوقت في مؤسسة ترعاه، فهذه الرحلة المزعجة نحو سن الرشد ستساعده على أن يُصلح حاله أو على أن يأخذ استراحة ويتوقّف قليلاً في انطلاقته الصعبة نحو سن الرشد. وستسمح له المتابعة النفسيّة في الخارج أن يتوجّه ويفكر ويحب بشكل أفضل.
أن نكون أهلاً هي عملية متواصلة حيث…
- نشعر بالحاجة إلى إعادة النظر في حياتنا باستمرار
- نتفاجأ على الدوام
- نتجنّب العقبات والورطات
- نورث الحياة جيلاً تلو الآخر
- نرتبط بالآخرين
- نقدّم مساعدة لصديق أو جار أو قريب أو نطلب المساعدة منهم ونسعى أحياناً للحصول على مساعدة أهل الاختصاص.