الولد المبدع:
في التربية الإيجابية، قليلةً هي الأدوات التي تفيدنا فيما يتعلق بتدريب الأطفال على البحث عن حلول. أحياناً أفكر بأنه لو استطاع الجميع اتقان مهارة البحث عن حلول، لأصبحت العلاقات البشرية أكثر سهولة.
الهدف هو الابتعاد عن الصراع على السلطة، والدخول فعلاً في نهج نشط ومشترك ومحاولة العثور على حل يناسب الجميع.
كما ألاحظ جيداً أن هذا النهج لا يتوافق إطلاقاً مع النماذج التي يواجهها أطفالنا في ملاعب المدارس، وهذا الأمر يحزنني. لكن ذلك لا يدفعني إلى غض النظر عن الأمر، بل أسعى إلى نشر هذه الفكرة قدر الإمكان.
في الواقع، هناك 3 طرق لحل النزاعات، تمثل القوة إحدى هذه الطرق. وهنا، أود أن أتحدث إليكم عن السعي إلى الحصول على توافق وإجماع، أو عل الأقل على تسوية.
لأننا كلما تقدمنا في طريقنا نحو التربية الإيجابية، كلما لاحظنا أن النتيجة على الرغم من كونها أحياناً ضرورية، إلا أنها ليست في الحقيقة الوسيلة الأكثر إفادة والأكثر احتراماً.
لدى توماس غوردون فكرة محددة جداً حول هذه المسألة: فهو يعتبر بشكل قاطع أن النتيجة لا علاقة لها بالتربية.
أنا، مثلكم، ما زلت أسير في هذه الطريق، يجب أن أقول إنني ما زلت أعتمد على النتيجة، عندما أجد ذلك ضرورياً فيما يتعلق بالسلوكيات والأفعال التي تتكرر، وإنني لا يمكنني الاقتراب بطريقة أخرى.
ومع ذلك، فإن الأداة التي يجب أن نعتمدها، والتي تسمح لنا بأن نتفدم فعلاً ونتعلم وان نحترم الآخر، هي بكل وضوح البحث عن الحل.
ما هي عملية البحث عن حل؟
إن البحث عن حل هو مسار يقتضي بالجلوس مع الشخص الآخر، في الحالة التي نتناولها في هذا المقال يكون هذا الطرف طفلنا، لمحاولة العثور على حل للمشكلة التي تواجهنا المطروحة معاً.
مما يعني أننا، وعوضاً عن فرض طريقتنا في رؤية الأمور، نتشارك في عالم متعاون، نترك عبره الفرصة لكل شخص كي يعبر عن رأيه من أجل النجاح في العثور على حل للمشكلة.
إنه نهج فعال وقوي بشكل لا يصدق، بما أنه لا يؤدي على الأرجح إلى الحصول على الحل فحسب، بل يتبح فرصة لتعليم أطفالنا أنه من الممكن العمل بهذا الشكل. وأن المرء ليس مجبراً على فرض حدوده، بل من الممكن مناقشتها، وأخذ أفكار الآخرين بعين الاعتبار أيضاً.
وفي الكثير من الحالات سنتمكن من العثور على حل يناسب الجميع.
مراحل خطوات نهج البحث عن حل
هذا النهج ليس سرياً، يمكننا أن نجد معلومات عنه لدى الكثير من المؤلفين الذين يتناولون مواضيع التربية الإيجابية (فابر ومازيليش ، وجين نيلسن ، وتوماس جوردون ، وإليزابيث كراري …).
والخطوات هي على الشكل التالي:
- الاهتمام بمشاعر طفلنا واحتياجاته والاستماع إليه
- التعبير عن مشاعرنا الخاصة ومتطلباتنا
- اقتراح أفكار – العصف الذهني (وهو أحد أساليب الابداع الجماعي حيث تحاول المجموعة إيجاد حل لمشكلة ما عن طريق تجميع قائمة من الأفكار والحلول التي يساهم بها افراد المجموعة بشكل عفوي.)
- اختيار حل لوضعه قيد التطبيق والفترة الزمنية التي سنجربه خلالها
- المتابعة (المراقبة)
دعونا ندخل في مزيد من التفاصيل في كل مرحلة من هذه المراحل لتوضيح طريقة تطبيق هذا النهج.
ترقبوا التفاصيل في المقالة القادمة: 5 خطوات عملية تحول طفلكم إلى مبدع يبتكر الحلول بنفسه