Site icon التربية الذكية

نوبات الغضب عند البنات: كيف تتعاملين وتعالجين مشكلة الغضب عندهن بنجاح وذكاء

نوبات الغضب

premium freepik license

نوبات الغضب عند البنات:
حتّى وإن سعيت بكل جهدك لتربية طفلة تصغي بشكل جيّد، يحدث في بعض الأوقات أن ترفض الطفلة الأحسن تدريباً أن تصغي للماما أو البابا. وغالباً ما يحدث ذلك عندما تمرّ ابنتك الصغيرة بيوم سيء. قد يكون يوماً مليئاً بجميع أشكال الإحباطات، فتقوم فجأةً بشيء لم تفعله من قبل: تستسلم لنوبة غضب. ويمكن أن تحدث انفجارات الغضب هذه من حيث لا ندري.

تسبّب هذه النوبات شعوراً بالإحباط عند الوالدين وتنهك قواهما، ولكن يمكن التغلّب على أسوأ نوبات الغضب بالثبات في الموقف والعزم والتفهّم.

نوبات الغضب

يمكن أن تحدث نوبات الغضب بشكل مفاجئ ومن دون سبب ظاهر. لكنك، أنت الأم المطّلعة والمستعدّة، ستعرفين كيف تتعاملين مع الوضع. مثلما يحدث في معظم المآزق التي تواجه الوالدين، ما إن تعرف ماهية نوبة الغضب وسبب حدوثها تكون قد نجحت عملياً في تسكينها.

غالباً ما تُعرّف نوبة الغضب بأنها انفجار انفعالي ينمّ عن سوء المزاج. فتاتك الصغيرة اللطيفة عادة، ترمي بنفسها على الأرض، تصرخ من دون سبب، وتضرب رأسها بالحائط.

بحسب كاي ألبرشت، المديرة التنفيذية لمركز هارتشوم للتعليم المبكر، تندلع نوبات الغضب لأن الطفل لا يستطيع التعبير عن نفسه كما يرغب حتّى وإن كان مجموع مفرداته كبيراً في هذه المرحلة، إذ قد يصل إلى 300 كلمة.

وما يولّد الإحباط في نفس الأهل هو أنه مهما يكن عدد المرّات التي يقولون فيها لابنتهما أن تكفّ عن نوبة الغضب، وحتّى وإن رفعوا صوتهم، فإنها لا تتوقّف. في وقت لاحق، عندما يسألون ابنتهم الصغيرة عمّا كانت المشكلة، لا تكون على الأرجح قادرة على الإجابة عن هذا السؤال لأنّها تعرّضت لحمل مفرط من الإحباط. من الضروري أن تفهمي إذن أن هذا وقت صعب بالنسبة لابنتك وبالنسبة إليك (ولأبيها)، ولكن لا تفقدي أبداً أعصابك.

adobe
تنبيه

لا تصفعي أبداً طفلتك على مؤخّرتها عندما تكون في نوبة غضب. أوّلاً، لا ينجح ذلك لأنّه لا يمكن الوصول إليها والتأثير فيها خلال نوبة الغضب. وثانياً، ستتشجّع للاستمرار في الاستسلام إلى نوبات الغضب ـ ولكن فقط عندما لا تكونين موجودة. استخدمي طرقاً أخرى لتهدئتها.

يستحسن تجاهل نوبة الغضب عندما تحدث في البيت. انسحبي فقط واذهبي للقيام بأعمالك المعتادة وتجاهلي فتاتك الصغيرة التي تمرّ بنوبة غضب. أو حاولي التحدّث إلى ابنتك الصغيرة وقولي لها: «أعلم أنك غاضبة لأنه لا يمكنك الحصول على مثلجات الآن فوراً. عندما تهدأين وينتهي غضبك، تعالي واجلسي معي، وسنناقش الأمر».

ولكن عندما تحدث نوبة الغضب في مكان عام، لن يأتي تجاهلها بأي نتيجة. وبالتالي ينبغي استعمال طريقة أخرى. إذا حدث وانفجرت غاضبة أثناء التبضّع في السوبرماركت أو أثناء التنزّه معاً في الحديقة العامة، قومي عندئذٍ بما يلي:

توقّفي عمّا تفعلينه، مهما يكن، واصطحبي ابنتك إلى المنزل على الفور. قد تضطرين إلى حملها ـ وهي تتخبّط وتصرخ ـ إلى السيارة. قومي بذلك مهما يكن.

بعد أن تكون قد هدأت، أخبريها أنها ستبقى في البيت من الآن فصاعداً عندما تذهبين للتسوّق أو التنزّه.

نفّذي ما قلته بدقّة ـ اتركيها في البيت في المرّة التالية، مع وجود شخص آخر يعتني بها طبعاً. قد يسبّب ذلك نوبة غضب أخرى، تتجاهلينها بهدوء.

بعد مضي بضعة أسابيع، جرّبي الخروج معها من جديد. إن القيام بتغيير أو تغييرين قاسيين في البرنامج ينجح عادة في حلّ المشكلة، خصوصاً إذا كنت متيقّظة واصطحبتها فوراً إلى البيت عند أقل إشارة لحدوث نوبة غضب أخرى. فكّري في نوبة الغضب كعشبة ضارّة تنبت في حديقتك. إذا تجرّأت على النموّ بين شتلات الطماطم المفضّلة عندك أو ورودك التي تشتركين بها في المعارض، فستقتلعينها على الفور. يجب أن تتعلّم ابنتك كيف تتصرّف وتعبّر عن مشاعرها وأفكارها من دون التسبّب بهيجان وصخب، وبأسرع وقت ممكن.

Exit mobile version