صراعات المراهقة:
من السهل طبعاً أن نعلق في شباك صراعات المراهقة وهمومها. قد تنظرين إلى ابنك الذي يكاد يصبح راشداً فتسمعين صوت عقارب الساعة في الخلفية. إن الوقت يمرّ وأمامه الكثير ليتعلّمه. على ايّ حال، إن الصبي الذي لطالما أحببته لا يزال يعيش داخل هذا الجسم المتغيّر، على الرغم من مواقف التحدي بين الحين والآخر ومن اللحظات الحرجة.
يمكن أن تشعري بالقلق فيما ابنك يختبر سلوكاً جديداً ويمضي المزيد من الوقت مع أصدقائه ووقتاً أقل معك. يطالب العديد من المراهقين بمزيد من الخصوصية وقد يلتزمون الصمت عندما يشعرون بالحزن أو بالغضب. قد تمران أنت وابنك بلحظات صعبة وحرجة، فقد يكذب أو يتسلل من المنزل أو يعود إلى البيت ثملاً. يمكن ألا يذهب إلى المدرسة أو يُخفق في مواد هامة. يمكن أن يلحق الضرر بسيارتك الجديدة أو أن يقيم حفلة في المنزل أثناء غيابك. يمكن حتى لأكثر الأبناء حناناً وأكثرهم قدرة على تحمّل المسؤولية أن يرتكب أخطاءً، وأخطاء جسيمة أيضاً.
إذا ركّزت على سلوك ابنك فقط، فلن تكون سنوات المراهقة سارة لكليكما. ركّزي بدلاً من ذلك على بناء علاقة متينة بينكما.
إليك بعض الأفكار للاستمتاع علاقتك بأبنائك بعيداً عن صراعات المراهقة :
أظهري بعض الفضول . يحب المراهقون غالباً الموسيقى أو السياسة أو المسائل الاجتماعية. شجعي ابنك على أن يشاركك اهتماماته وآراءه؛ ركزي على الإصغاء بدلاً من النقاش.
كوني حاضرة دوماً . ستتفاجئين بعدد المرات التي سيلجأ فيها ابنك للتحدّث إليك إذا كنت موجودة إلى جانبه. يمكنك أن تفكري في تحديد موعد غداء منتظم أو في تخصيص وقت معيّن للعب الغولف أو ممارسة أيّ هواية أخرى معاً.
قدّري صفات ابنك الايجابية . يتمتع حتى أكثر المراهقين تشوشاً بنقاط قوة؛ ويكفي أن تنظري جيداً لتكتشفيها. احرصي على أن يعرف ابنك ما تحبينه فيه فضلاً عما يثير قلقك.
ثمة الكثير لتحبيه في ابنك المراهق. استثمري الوقت في نفسك وفي علاقاتك مع الراشدين بحيث تتمكنين من الحفاظ على قدرتك على رؤية الأمور وفقاً لأهميتها وحقيقتها. بعدئذ، ابذلي ما في وسعك كي تسترخي وركزي على تعليمه مهارات بناء الشخصية واستمتعي بوقتك معه كلما أمكنك ذلك.