دائماً ما نرى أطفالاً يتصرفون بجنون وبنشاط وطاقة مفرطة، وغالبًا ما نفترض أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ولكن يجب علينا أن ندرك بتعاطف كبير أن عوارض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مشابهة جداً لعوارض الصدمة النفسية .
تعتبر مشاكل التركيز ونوبات الغضب واضطرابات النوم والانعزال الاجتماعي أمثلة لعوارض تعرّض الأطفال لصدمة أو حدث مهم. تشمل عوارض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الصعوبة في التركيز وترتيب المهام والنشاط المفرط والتهوّر واتّباع التعليمات. تبدو هذه العوارض متشابهة، أليس كذلك؟
عندما يتعرّض الطفل لعنف منزلي أو لأهل مدمنين على المخدرات أو لبيئة منزلية غير مسقرة، نحن نتوقع أنه سيعاني.
ولكن ماذا لو خضع الطفل لعملية جراحية في عمر مبكر عندما لم يكن مدركاً لما يدور حوله. ماذا لو شعر بالعجز وهو يشاهد عائلته تنهار وألقى باللوم على نفسه عندما تطلّق والديه؟ ماذا لو تعرض الطفل لاعتداء جنسي غير معروف ولم يكن مستعداً (أو غير قادرا للتكلم عن الموضوع؟ هل نحن كأهل وأطباء واختصاصيين في مجال الصحة العقلية نتجاهل إمكانية تعرض أطفالنا لصدمة نفسية، ونعاملها على أنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
إن علاجات الصدمة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعبة للغاية. إذا لاحظ الطبيب أو المعلم أو أحد الوالدين أن سلوك الطفل يتخلّله النشاط المفرط أو التشتت، فقد يستنتجون أن الطفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه دون إدراك أن المشكلة الحقيقية قد تكون صدمة لم يتم التعامل معها. يمكن أن يؤدي إعطاء طفل تعرض لصدمة نفسية دواء منبهًا إلى إيذاء أجهزته العصبية بشكل كبير. لا جدوى من تعليمه مهارات التأقلم مع قلّة تركيزه إذا كان بحاجة إلى معالجة حادثة (أو أحداثاً) تسببت له بالصدمة.
تعدّ المراجعة الشاملة لتاريخ الطفل الخطوة الأولى للعلاج المناسب. فللتفريق بين الصدمة النفسية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، من المهم اكتشاف الأحداث التي قد مرّ بها الطفل كالعمليات الجراحية، وعمليات الأسنان الصعبة، والتغيرات المفاجئة في السلوك (التي قد تشير إلى الاعتداء الجنسي/الجسدي أو التنمر)، وتغيرات حياتية كبيرة (مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة).