الإهمال العاطفي في الطفولة:
لا أدري ما يحدث معي ..أنا الآن امرأة راشدة ..تملك طاقات وقدرات مميزة ومع لك ،لا أشعر ولا أقيّم ذاتي إيجابياً.. كلمة سلبية قادرة على إنزالي إلى سابع أرض.. كلمة انتقاد ولو بسيطة قادرة على إحباطي وجعلي أشعر بأني شخص ليس له قيمة.. كل ما بنيته في سنوات تقضي عليه نظرة قاسية وكلمة جارحة ..فما خطبي ؟أين ثقتي بذاتي؟ أين شخصيتي؟ عندما أتعمّق في قراءة نفسي.. أتذكر دائماً الإهمال العاطفي الذي شعرت به.. أهلي أناس بسطاء ولكن الحياة وشظفها أبعدتهما عني ..كانا موجودين ولكنهما في الواقع هما عكس ذلك والنتيجة أني عشت طفولتي وأنا أشعر بأني وحدي تتجاذبني أمواج الحياة بدون أن تُمدّ يد لإنقاذي.. أعرف أن هذا الإهمال العاطفي أعاق مسيرة حياتي .. ولكني قررت أن أخطو نحو الحل وأن أتخلص من جراح طفولتي .. فماذا بعد؟
هذا كان لسان حال إحدى مرضاي التي يقض الإهمال العاطفي بالطفولة حياتها اليوم.. فماذا عن الإهمال العاطفي ..ما هو؟
في سن الرشد ، الشخص الذي تعرض للإهمال العاطفي في الطفولة يشعر وكأن سحابة ما معلقة فوق رأسه تلوّن عالمه باللون الرمادي.
لكن في الطفولة، عندما يحدث الإهمال العاطفي، يشعر الطفل بهذا الإهمال كتجربة يومية عادية.
أعرف هذا لأنني تحدثت مع عشرات الأشخاص الذين نشأوا في أسر تعرضوا فيها للإهمال عاطفياً. لقد استمعت إلبهم وهم يصفون ما يعانون منه اليوم، كما سمعتهم يصفون ما شعروا به وهم أطفال .
ما هو الإهمال العاطفي في الطفولة؟
ما هو بالضبط الإهمال العاطفي في الطفولة ؟ يحدث الإهمال عندما لا يستجيب أهلك بشكل كافٍ لمشاعرك أثناء تربيتهم لك. هذا يعني أن الإهمال العاطفي في الطفولة هو غياب استجابة الأهل لك كطفل.. إنه ليس شيئاً يرتكبه أهلك بل هو شيء يهملونه (عن غير قصد غالباً) .. الإهمال العاطفي في الطفولة لا ينتج عن فعل ما كسوء المعاملة أو الصدمة النفسية بل هو شيء لا يحدث كواقع. إنه شيء يشعر به الطفل..
إذن كيف يبدو الإهمال العاطفي في حياة الطفل؟ غالبًا ما أصفها كخلفية في صورة العائلة. يراها المراقب من الخارج وكأنه شيء يطير تحت الرادار .. قد يبدو وكأنه غير موجود على الإطلاق. كيف يمكنك أن تعرف أن شيئًا ما مفقود إذا كنت طفلاً؟
ما هي الأشياء التي علينا كأهل القيام بها؟
- أحاول كأهل أن ألاحظ إن كان طفلي يشعر بشيء ما.
- ابذل جهدي لتحديد ما يشعر به.
- أظهر الاهتمام والقلق على ما يشعر به.
- أتحدث مع طفلي عن مشاعره.
عندما يتخذ الآباء هذه الخطوات مع أطفالهم، فسيعلّمون أطفالهم أن يفهموا ما يشعرون به وأن يتعرفوا إلى هذا الشعور. وسيعلّمونهم أيضاً كيف يهتمون بمشاعرهم وكيف يتحدثون عن هذه المشاعر ويعبرون عنها.. بذلك، يقوم الأهل بتعليم أطفالهم المهارات الحياتية الحيوية التي تجعل الطفل يعيش حياته وهو يعي مشاعره مدركأ لها ، متصلاً عاطفياً بالحياة .
لكن ، للأسف ، العكس هو الصحيح أيضاً. فإن لم يلاحظ الأهل أو يفهموا ما يشعر به طفلهم أو يبدوا اهتماماً بهذه المشاعر فلن يحصل الطفل على الدورة التدريبية العاطفية التي يحتاجها كل طفل.. والأنكى أن هناك أضراراً أخرى أشد وطأة سيخلفها الإهمال العاطفي.
إن نشوءك وأنت تتجاهل حياتك العاطفية يعلمك أن تتجاهل مشاعرك أو تقلل أو حتى تخجل من واحدة من أكثر المصادر المساعدة ألا وهي مشاعرك. من خلال العمل مع مئات الأشخاص المهملين عاطفيًا ، رأيت بنفسي الضرر الناجم عن ذلك.
اقرأ أيضاً: الإهمال العاطفي في الطفولة: جرح عميق ينزّ ..كيف تعالجه وتتخلص منه؟