الحمل والطبع
يتم رسم العديد من سمات شخصية الطفل منذ وجوده في أحشاء أمه. تنطبق هذه النظرية على السمات الجسدية تماماً كما تنطبق على السمات النفسية للطفل. فقد أظهر باحثون من معهد دوجلاس للصحة العقلية أن الصحة العقلية للمرأة الحامل من الممكن ان تخلق تغيرات في تكوّن جينات الطفل الذي سيولد. إن مزاج المرأة الحامل يؤثر بالفعل على مناطق دماغ الطفل المرتبطة بالتحكم في التوتر والعواطف. بالتالي، عندما تشعر المرأة الحامل بالاكتئاب أو بالتوتر، يصبح الطفل الذي تحمله أكثر عرضة للمعاناة من القلق والتوتر وحتى من نقص الانتباه بعد الولادة. لكن إليكم خبراً ساراً: من الممكن تغيير كل هذا. إذا كانت الأم بحال أفضل وتلقى الطفل رعاية جيدة وكبر في أسرة محبة، ستصبح حالته العقلية أقل عرضة للتأثر بشكل سلبي.
كذلك، إذا كان طفلكم يمتلك مزاجاً نشطاً للغاية، فستستفيدون من ذلك عبر منحه العديد من الفرص للتحرك، خاصة قبل الخروج في نزهات أو قبل تطبيق الأنشطة التي سيضطر فيها إلى التزام الهدوء. قد يساعده ذلك في الحفاظ على هدوئه في الوقت اللازم.
إن طبع طفلكم موجود منذ ولادته، ولكن شخصيته وسماته تتطور بمرور الوقت.
يتم وصف الشخصية بشكل عام على أنها طريقة تصرف الطفل وسلوكياته. توضح الأستاذة في كلية علم النفس بجامعة لافال جينيت ديون:”تتكون شخصية الطفل من خلال طبعه وخبراته الحياتية في الوقت نفسه. المزاج والشخصية يتلازمان بسرعة كبيرة. بالتالي يصبح من الصعب فصل ما هو وراثي وما يأتي من الخبرات والعلاقات مع الآخرين”.
على سبيل المثال، يبلغ عمر لوك 10 أشهر فقط وهو مشاغب بالفعل. يقول والده: “إنه يتظاهر بأنه يعض أنفي، لأنه يعلم أنني أبالغ في ردة فعلي كي أجعله يضحك. يحب اللعب والاستمتاع بوقته، تمامًا مثل والدته ومثلي”. من جانبها، تتسم الطفلة أوجيني التي تبلغ من العمر سنتين بالعناد مثل والدتها فاليري وجدها. تصف فاليري ابنتها قائلة: “عندما تريد شيئاً ما، تحاول الحصول عليه بكل الوسائل”. هل هي سمات الأسرة أم السلوك المكتسب؟ بالتأكيد القليل من الاثنين!