زوجي لا يدعمني:
طرح أحد القراء المشكلة التي أود أن أناقشها معكم اليوم، والتي من الممكن أن تكونوا قد واجهتم مثلها من قبل. إنها حالة خاصة تتعلق بالأهل الذين يتواجهون مع ولدهم المراهق:
“زوجكم لا يساندكم ولا يدافع عنكم عندما يهينكم ولدكم المراهق.”
يشعر الوالد الذي تعرض للإهانة، سواء كان الأب أو الأم بمشاعر قوية جداً: أولاً يشعر بالغضب يعتريه ويسيطر عليه بسبب تعرضه للإهانة، ثم بالمرارة والحزن، كما أنه يشعر بأن شريك حياته قد تخلى عنه لأنه لم يتخذ موقفاً مما حصل.
أن تتم إهانتنا من قِبل ولدنا المراهق، أمر صعب جداُ…
سوف نتحدث عن جانبين للمشكلة:
خفض الضغط
إن الغضب والمرارة والشعور بالتخلي مشاعر قوية جداً، لذا فالأولوية هنا تكمن في محاولة خفض حدة الضغط والتوتر، للتمكن من التعافي من هذه المشاعر القوية واستعادة هدوئنا.
من ثم أظن أنه من المهم التمييز بين مشكلتين يجب معالجتهما:
- المشكلة الأولى: تعرضكم للإهانة من قبل طفلكم المراهق.
- المشكلة الثانية: عدم دعم شريك حياتكم لكم.
المشكلة الأولى : “ولدي المراهق يتعمد إهانتي”
أولاً، يجب أن تقولوا له: “أنا لا أتقبل طريقتك هذه بالتكلم معي، أفضل أن أبقى بمفردي لبضع دقائق”.
بهذه الطريقة ستتمكنون من الحصول على الوقت والمساحة الكافيين للتمكن من خفض نسبة الضغط والتوتر.
ثم اعترفوا أن هذا الموقف صعب عليكم، لتتقبلوه، ولتتمكنوا من مواجهته بطريقة هادئة.
في مرحلة المراهقة، يمكن استخدام الإهانة أيضاً بكثرة! بحيث يعتبر ابنك المراهق أن الموقف صعب عليه أيضاً، وأنه لا يستطيع التعبير عن مشاعره دون عنف أو انفعال.
أخيراً، بمجرد التخلص من مشاعر الغضب، اطلبوا من ولدكم المراهق أن تحاولا التفكير معاً بطريقة مختلفة للتعامل مع الموقف. بالتأكيد سيخبركم طفلكم حينها بأن “الأمور تسير على ما يرام” وبأن “المشكلة تكمن فيكم أنتم”.
لا تترددوا حينها في إخباره أنه من الضروري بالنسبة إليكم ألا تضطروا لمواجهة هذا النوع من المواقف مرة أخرى.
المشكلة الثانية: “زوجي لا يدعمني”
ها نحن الآن نواجه المشكلة الثانية، وهي أن ابنكم يقوم بإهانتكم وأن شريك حياتكم لا يتدخل لدعمكم. بل على العكس يدافع عن ولده المراهق أيضاً…
أولاً يجب عدم إظهار رد فعل مباشر ومبالغ به.
يجب إيجاد وقت بعد أن تهدأ المشاعر القوية، للتحدث مع شريك حياتكم على انفراد.
للتمكن من التحدث مع شريك حياتكم على انفراد وبطريقة مفيدة، من الضروري أن تتوفر ظروف وشروط معينة:
- الشرط الأول: أن تكونا أنتما الاثنان هادئين، وألا تكونا منفعلين وغاضبين من بعضكما البعض، أو من أي شيء آخر، أو حتى من أي حدث خارجي.
- الشرط الثاني: عدم وجود أي حالات طارئة أو ضرورية يجب التعامل معها، كتحضير الطعام أو حصص الرياضة في النادي، أو الذهاب لإحضار صغيركم من فصل الجودو، وما إلى ذلك..
- الشرط الثالث: أبعدوا الهواتف الخليوية خلال فترة نقاشكم. يجب أن تستغلوا هذا الوقت لأجلكما، وللتحدث في المشكلة التي تواجهانها.
- الشرط الرابع: استخدام “أنا” بدلاً من “أنت”.
على سبيل المثال، بدلاً من قول “أنتَ لم تدعمني، أنتَ لا تقف في صفي أبداً”. يجب قول “أنا لم أشعر بأن هناك مَن يدعمني عندما قام ولدي بإهانتي، لقد جعلني ذلك أشعر بالحزن عندما لم تظهر أي ردة فعل أو تصرف لدعمي ومساندتي”. - الشرط الخامس: دعوا شريك حياتكم يعبر عما يود قوله. ربما قد يفاجئكم أحياناً ما سيقوله في هذه اللحظات، في حال شعر بالثقة الكافية لإمكانية مناقشة الأمر معكم.
على سبيل المثال قد يقول لك: “أنا لم أساندك لأنكِ تستمرين في انتقاده ولومه، وأنا لا أؤيد هذه التصرفات. برأيي هناك طرق مختلفة كي تطلبي منه أشياء معينة”.
قد تكون هذه فرصة للاتفاق على محاولة تغيير الطرق التي لا تنجح معاً، والإصغاء إلى ما يريد الآخر قوله. - الشرط السادس: يجب أن تنهوا النقاش عبر التوصل إلى اتفاق مشترك بينكم وبين شريك حياتكم لتغيير الأساليب التي لا تنجح في الحياة الأسرية اليومية.
في الختام، لا تقلقوا إن لم تتمكنوا من تطبيق هذه النصائح. أحياناً، يتطلب تغيير طريقة تصرفنا وقتاً. يجب أن لا تشعروا باليأس والإحباط بسرعة.