صعوبات النوم عند الطفل
يجد الطفل صعوبة متزايدة في الخلود إلى النوم، ويطالب بحضور والديه، وبإبقاء النور مضاءً، ويرفض الذهاب إلى سريره، ويعاني من “نوبات غضب”. غالباً ما تعود هذه الاضطرابات إلى صعوبات الإنفصال عند موعد النوم. يجب استباقها وتصحيحها بسرعة تجنباً لإمكانية الوقوع في علاقة مؤلمة ومعقدة تسودها الخلافات عند موعد النوم.
بعض النصائح التي يمكن اتباعها:
- يتولى الأهل تحديد قواعد النوم وليس العكس إلا أن عليهم أن يحرصوا على احترام وتيرة الطفل. لا يتشابه الأطفال جميعاً في وتيرة نومهم، هم كالكبار بعضهم ينام لساعات قليلة وآخرون لساعات طويلة، وبعضهم يستيقظ باكراً فيما ينام البعض الآخر متأخراً. يجب أن ترصدي علامات التعب في وقت مبكر.
- يجب أن تكون الغرفة مظلمة، ولكن اتركي له ضوءً ليلياً خافتاً، وفي بعض الأحيان صندوق موسيقى.
- في المساء، يجب أن تتوفّر للأطفال بيئة هادئة. من الضروري تجنب الأنشطة التي توتّرهم (خاصة التلفاز، وكذلك الأجهزة اللوحية وكل الشاشات التي يجب ألا تتواجد إطلاقاً في غرف نوم الأطفال.)
- يتعين على الأهل أن يعرفوا كيف يشاركون أطفالهم هذه الأوقات، قراءة كتاب، رواية قصة.
- يمكن للالتزام بطقس محدد أن يطمئن الطفل. اتركي له غرضاً ما كمرحلة انتقالية
- يجب أن ينام الطفل في سريره وفي غرفة نومه.
- يجب أن ينام بمفرده، يجب وضعه في السرير ومغادرة الغرفة قبل أن ينام.
- تجنبي إعطاءه كوب ماء أو زجاجة حليب، فثمة أوقات محددة لتناول الطعام وأوقات أخرى محددة للنوم.
- يجب أن يستيقظ في وقت محدد ومن الضروري احترام وقت القيلولة.
- كوني حازمة ولا تسمحي له بالخروج من غرفة نومه في وقت النوم.
يمكن أن ترتبط مشاكل النوم هذه أحياناً بمرحلة المعارضة وبرغبة طفلك الصغير في إثبات ذاته. ولكن إذا استمرت، فيمكن أن تكون تعبيراً عن القلق من الانفصال (حضانة، مدرسة، إجازات من دون الوالدين، دخول المستشفى). في هذه الحالة، عليكِ التحدث إلى طفلكِ بهذا الشأن لأن توضيح هذه الأمور له ستسمح بطمأنته، ومساعدته على النوم بهدوء.
إذا كان طفلك الرضيع لا يستطيع النوم وحده
عدم القدرة على الخلود إلى النوم بشكل طبيعي هو اضطراب النوم الأكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار: الطفل لا ينام في غرفة نومه؛ وهو لا يستطيع النوم من دون قنينة الحليب أو رضاعة طبيعية أو هزّه أو من دون اصطحابه في جولة في السيارة أو إلا إذا استلقى بالقرب من والديه. كما أنه لا يستطيع النوم من دون وجودهما بالقرب منه إلى أن يغفو. غالباً ما يكون نوم الطفل مستقراً ومطرداً قبل منتصف الليل، لكن الاستيقاظ بشكل متكرر يحدث بعد منتصف الليل. لا تكمن المشكلة في الاستيقاظ، فهذا أمر طبيعي لأن المرء يستيقظ عادة مع تغيّر كل مرحلة من مراحل النوم، بل في عدم قدرة الطفل على العودة إلى النوم بمفرده من دون مساعدة والديه.
ما العمل في هذه الحالة؟
علّميه تدريجياً أن ينام بمفرده: بعد انتهاء طقوس النوم، غادري غرفة طفلك الرضيع قبل أن يغفو.
لا ينبغي أن تربطي بين شرب زجاجة الحليب ونوم طفلكِ. يجب أن يشربها خارج الغرفة وخارج السرير.
إذا بقي يطالب بالأكل ليلاً، فخففي تدريجياً كمية الحليب بمعدل 20 مل في كل مرة. فالطفل الذي تجاوز الستة أشهر وهو بصحة جيدة لا يحتاج إلى تناول الطعام ليلاً. إذا كنتِ تقومين بإرضاع طفلك، فلا يصحّ هذا تماماً: فبعض الأطفال الذين يرضعون يحتاجون إلى الرضاعة ليلاً حتى بعد بلوغهم 6 شهور، والإرضاع ليلاً يسهل نوم الأم بعد الإرضاع لأسباب هرمونية.
إذا كان طفلكِ يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي
كثيراً ما يجري الحديث عن مرض الارتجاع المعدي المريئي Gastroesophageal reflux disease (GERD) عند الرضع دون سن الستة أشهر، إلا أنه من المؤكد أن الارتجاع المعدي المريئي الفعلي الذي يسبب اضطرابات النوم أكثر ندرة مما نتخيّله. تتسبب هذه الحالة في أغلب الأحيان بالتقيؤ. لكن الألم قد يمنع طفلك أحياناً من النوم. حاولي أن تأخذي استراحات قصيرة أثناء إرضاعه للحد من كمية الهواء التي يبتلعها طفلك، وتجنبي الحفاظات أو الملابس الضيقة جداً التي تضغط على معدة طفلك. أخيراً، ضعي طفلك على ظهره في السرير واستشيري طبيب طفلك لاختيار نوعية حليب أكثر سماكة إذا كان يرضع بالزجاجة، وقد يصف لك علاجاً ما.
كما يمكن للحساسية على بروتين حليب البقر Cow’s milk protein allergy (CMPA) أن تؤدي إلى اضطرابات في النوم، فضلاً عن أعراض أخرى متنوعة جداً مختلفة مثل التقيؤ أو المشاكل في التنفس، أو الأكزيما. إذا شعرت أنّ طفلكِ يعاني من حساسية على بروتين حليب البقر فيجب أن تلجأي إلى طبيبه كي يؤكّد التشخيص ويضع للطفل نظاماً غذائياً مناسباً.