Site icon التربية الذكية

9 نصائح إلى الأهل لتربية مراهق سعيد ومطمئن القلب

مراهق سعيد

ado

لديكم مراهق يتراوح عمره بين 12 و18 سنة؟ إليكم جميع النصائح التي يمكنني تزويدكم بها لتربية مراهق سعيد وبصحة جيدة.

لدي ثلاثة أطفال، ابنتي تكبر أخوتها الصبيان بأربع سنوات. في يوم من الأيام أثناء رحلة طويلة بالسيارة، أصيبت ابنتي بنوبة غضب كبيرة.

كانت تصرخ وتركل برجليها، الأمر الذي شتت انتباهي عن القيادة. ركنت السيارة وحاولت تهدئتها. صدقاً، لم أفهم حتى لماذا كانت تبكي، أو بالأحرى تصرخ.

بعد لحظات قليلة، استوعبت أنها غضبت بسبب عدم قدرتها على ارتداء حذائها الذي وقع من تلقاء نفسه. نعم، قد استفزها هذا التفصيل الصغير.

قلت لنفسي إن هذا الأمر ينبأ بالمراهقة!

حينئذ، استدرت نحوها وقلت لها، “أتعلمين، يمكنك اختيار أن تكوني سعيدة!”. وهنا، من خلال دموعها، أجابتني بحالة من الهدوء المثير، “لا أرغب في أن أكون سعيدة”.

ها، كما لو أنها طعنتني بسكين في المعدة!

يمكن أن يكون التقارب مع شخص حزين أمراً بائساً. وخاصة إن كان حزنه “خياراً” بالنسبة له. تدفعنا فطرتنا كأهل إلى أن نبذل قصارى جهدنا كي نسعد أطفالنا. الحقيقة أن سعادتنا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسعادة أطفالنا. لذلك، نقلق. والواقع أننا لا نرغب لأطفالنا أن يعانوا، حتى ولو كان بسبب أمر نعتبره غير صحيح.

أخيرا، فهمت أنني لا أستطيع إسعاد طفلتي. جل ما يمكنني القيام به هو تشجيعها ومساندتها حتى تختار أن تكون سعيدة.

يمكنني أن أرشدها إلى الطريق…

الآن وقد دخلت مع أولادي في مرحلة المراهقة المربكة، إليكم 9 نصائح لتربية مراهق سعيد تلقيتها من والدتي وأطبقها.

أقترح عليكم اتباعها أيضاً.

Sad girl and her mother stand at home after they quarreled. Family relationships.
لتربية مراهق سعيد ضعوا قوانين وحدوداً واضحة وصريحة

قد يبدو هذا أمراً غريباً، إلا أن من الصعب أن نكون سعداء عندما نشعر بالأمور تتغير باستمرار أو أننا ينبغي أن نبقى في حالة تأهب.
عندما يعلم المراهق ماذا يتوقع، يمكنه أن يركز على أمور أخرى. يعتبر الروتين والقدرة على توقع الأشياء من الأمور ذات الضرورة القصوى في هذا العمر.

استمعوا إلى ابنكم/ابنتكم المراهق

من الأمور الأخرى التي تجعل المراهق سعيداً هي الشعور بأنه مقدّر ومهم. على الرغم من وجود حدود لا يمكن تجاوزها بصفتكم كأهل، إلا أن السماح لابنكم/ابنتكم المراهقين بالتحدث في بعض الأمور يظهر لهم أنكم تقدرون رأيهم.
حددوا النقاط التي لا يمكن التناقش بها، وتحلوا بالمرونة فيما تبقى. يصبح هذا الأمر أكثر أهمية كلما كبر المراهق.

مارسوا الاعتناء الإيجابي

يعتبر التواصل مع الأحبة أحد الطرق الأساسية لخلق السعادة. حتى أن دقائق قليلة من النهار يمكن أن تحقق تقدماً كبيراً!
بالتالي، إن كان طفلكم يشارك في نشاط رياضي أو في أي حدث آخر، رافقوه. الواقع أن تواجدكم يظهر له أنكم مهتمون بما يقوم به. اسألوا أصدقاءه عن كل ما هو جديد ونظموا نشاطات تناسبكم.

علقوا بإيجابية

الكثير من الأمور السلبية تحيط بالمراهقين. يمكن أن تكون ناتجة عن تصرفات المراهقين الآخرين والأشخاص الذين يحيطونهم بشكل عام. ولكنها نتاج تفكيرهم أيضاً. ولمساعدة مراهقيكم، ارسلوا إليهم رسائل نصية، واتركوا ملاحظات، تحدثوا عن أشياء أنجزوها بجدارة وتجنبوا التعليق بسلبية قدر الإمكان.

ابتكروا طقوساً عائلية ممتعة لتربية مراهق سعيد

إن الطقوس تعزز الروابط العائلية وتعطينا دوافع للابتهاج. يمكنها أيضاً أن تساعدنا على تذكر اللحظات الجيدة التي قضيناها معاً، الأمر الذي يجعلنا سعداء عندما نشعر بالتوتر، أو الحزن، أو الاكتئاب.

تشعر ابنتي مؤخرا بحنين شغوف إلى الماضي، أراها تستمع إلى موسيقى برامج تلفزيونية قديمة كانت تشاهدها سابقاً وتجلس مع أخوتها لتشاهد أفلاماً شاهدوها معاً منذ سنوات عدة.

ساعدوا مراهقكم ليكتشف نقاط قوته

كيف يمكن للمراهق أن يؤثر على العالم ويحسنه؟ بأي موهبة يتمتع؟ ماذا يحب؟ ما الذي يحفزه أو يبقيه مندفعاً؟ يمكنكم أن تجعلوه يلاحظ هذه الأمور شفهياً أو من خلال الطلب منه أن يساعدكم على القيام بشيئ تعرفون أنه ماهر به.

علموا مراهقكم أن يضع أهدافاً

تنشأ السعادة عندما نكبر، ونتعلم، ونعمل على إنجاح شيئ ما. لم نخلق كي نبقى جالسين في مكاننا… مهما كان يفكر به مراهقكم.

بالطبع، لا يمكنكم إجباره على وضع الأهداف وتحقيقها، لكن يمكنكم أن تظهروا له كيفية اختيار الأهداف، والتحدث إليه عن أهدافكم أو تشجيعه على تجربة أمر جديد. لستم مرغمين على تسمية هذا الأمر ب “تحديد الأهداف” إن كان لا يتناسب مع ابنكم. كونوا مبدعين وساعدوه على اكتشاف السعادة والتقدم والتحسن.

وفروا لمراهقكم فرصة لخدمة الآخرين وإظهار اللطف

يمكن لهذين الأمرين إعطاء قدر كبير من السعادة الدائمة. هناك مقولة جميلة: “السعادة مثل المربى. لا يمكنك أن تنشرها، ولو قليلاً، دون أن تلطخ نفسك.”

قوموا ببعض الأمور اللطيفة في العائلة، وفروا الفرص، اعثروا على طرق يمكن لمراهقكم من خلالها تأدية خدمة لها فائدة فورية أو تعني شيئاً لأحد ما. بالإضافة، دعوه يشارك في المجتمع إن استطعتم، اطلبوا منه تحضير الغذاء أو إحضار تحلية لأحد ما.

ساعدوا ولدكم على الاعتناء بصحته الجسدية

الغوا الشاشات قبل النوم، وحضروا عشاء ووجبات خفيفة صحية، وذكروا ولدكم المراهق بأن يشرب المياه من وقت إلى آخر، وقوموا بنشاطات جسدية عائلية.

من الصعب أن نكون سعداء عندما نشعر بالجوع والتعب! الواقع أن هذا الأمر يؤثر أيضاً على المزاج. بالمناسبة، ألا تشعرون أنكم تميلون إلى الصراخ أكثر عند الشعور بالتعب أو الجوع ؟

نصيحة: مارسوا الامتنان معاً

يمكن أن نضيف الكثير من السعادة إلى حياتنا عندما نقدر ما لدينا. اسألوا مراهقكم عما هو ممتن له عند العشاء، وقولوا له عما أنتم ممتنين له أيضاً، واكتبوا كلمات شكر للآخرين، واهدوه

دفتر لكتابة ما هو ممتن له إن كنتم تعتقدون أنه سيكتب فيه من وقت إلى آخر، إلخ.

Exit mobile version