الصحة العقلية والنفسية للأسرة:
شخص من أصل خمسة أشخاص تقريبًا يصاب بمرض عقلي خلال حياته. ويعتبر الاكتئاب واضطرابات القلق (القلق العام، نوبات الهلع، الرهاب، الوسواس القهري، اضطراب ما بعد الصدمة) من بين الاضطرابات العقلية الأكثر شيوعًا. ويعاني بعض الأشخاص أيضًا من اضطرابات عقلية مزمنة، مثل الفصام، واضطراب المزاج ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية الحدّي. وفيما يتعلق باضطرابات التغذية، تتأثر بها بشكل خاص الفتيات والنساء التي تتراوح أعمارهن ما بين 13 و30 عامًا.
سنجيب فيما يلي على 4 أسئلة حول الصحة العقلية للأب والأم.
لقد أصبحت أبًا للمرة الأولى وأجد الأمر أصعب مما كنت أعتقد. هل يجب أن أستشير طبيبًا؟
لا تتردد. فالصحة العقلية غير السليمة يمكن أن تؤثر على علاقتك بشريكتك وعلى نمو طفلك. تشير الدراسات إلى أن الآباء المكتئبين يتراجع تفاعلهم الإيجابي مع أطفالهم، مما قد يسبب مشاكل عاطفية وسلوكية لدى الطفل. وقد يؤثر هذا أيضًا على تعلّق الأب بطفله.
يصيب الاكتئاب حوالي 10% من الآباء قبل أو بعد ولادة الطفل. وأشارت الطبيبة النفسية نانسي فيرو أن “الرجال يلجؤون عادة إلى التعبير عن معاناتهم من خلال الغضب، وقلة الصبر، والانفعال بدلًا من الحزن والبكاء كما تفعل النساء. ونتيجة هذا الاختلاف لا يَعتبر الرجال أنفسهم أو الأشخاص المحيطون بهم ذلك اكتئابًا.”
هل يمكنني أن أكون أبًا صالحًا على الرغم من مرضي العقلي؟
بالطبع، شرط أن تقوم بما يلزم للشفاء أو لكي تكون حالتك مستقرة. “تكمن الخطوات الأساسية في تقبّل التشخيص، والاعتراف بأن بعض جوانب المرض قد تؤثر على قدرتك في ممارسة دورك الأبوي، تقول الطبيبة النفسية ايزابيل لافيوليت “مع وجود الإرادة للشفاء، يمكنك طلب المساعدة لكي تتمكن من تخطي الصعوبات وتنمية مهاراتك الأبوية.”
كيف يمكنني أن أساعد زوجتي التي تعاني من اكتئاب؟ وهل يمكن أن تؤثر صحتها العقلية على أطفالنا؟
من المهم قبل كل شيء الاعتراف بمعاناة شريكتك. وحذرت الدكتورة ماري جوزيه بولين أنه “إذا ما قللت من شأن ما تشعر به، فذلك سيجعلها تشعر بالذنب والعجز. وقد يزيد الاكتئاب سوءًا. يُنصح بالإصغاء إليها دون إطلاق الأحكام عليها، ومن ثم تشجيعها على استشارة طبيب، واسألها كيف باستطاعتك مساعدتها”.
تقول الدكتورة اندريه آن ماركو، وهي طبيبة نفسية للأطفال، إن “الأم المكتئبة تكون أقل قدرة على الاهتمام بطفلها. فهي غير قادرة مثلًا على تهدئته، أو منحه العاطفة، أو مساعدته على التحكم بمشاعره، أو توفير الحوافز الضرورية لنمو دماغه بشكل سليم. كما يمكن أن يؤثر هذا الأمر على علاقة الأم بطفلها.” وبالتالي من المهم تقديم الكثير من الحب والاهتمام للطفل إلى حين تتحسن حالة أمه.
تعاني زوجتي من مرض عقلي. هل من الممكن أن يؤثر ذلك على طفلنا؟
من المرجح أن تتأثر صحة طفلكم العقلية، ولكن هذا لا يعني أنه سيصاب بمرض عقلي. إن معظم الأمراض العقلية لها جانب وراثي. لا يرث الطفل المرض، ولكنه يكون أكثر عرضة للإصابة به. “ومع ذلك، إذا لم تتم معالجة مرض الوالدين أو لم يكن مستقرًا، فهذا يشكل خطرًا إضافيًا. وبسبب تلك العوارض، قد يصعب على الوالد/الوالدة الاهتمام بالطفل وتوفير البيئة الآمنة التي يحتاجها”، حسب ما أشارت الطبيبة النفسية للأطفال أندريه آن ماركو. إن هذا الوضع يجعل الطفل يواجه ضغطًا كبيرًا، وبالتالي يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية.