يشتمون أمام أطفالهم: سنبرهن لكم اليوم أن الأهل الذين يتفوهون بالشتائم والكلمات البذيئة أمام أطفالهم يتمتعون أيضاً بالعديد من الصفات.
“منذ بضعة أيام، تعلمنا أن نضيف أحرفاً على الكلمات فنحولها إلى أخرى. كانت التعليمات تقضي بإضافة حرف أو أكثر على كلمة “غد” فتصبح مثل “غداء” “غداً”…”
وأنا أبتسم بكل أدب، رحت أستمع إلى ما أخبرتني إياه معلمة فتاتي التي لا زالت في صف الأول ابتدائي، متأكدة مما سيأتي بعد ذلك. يمكنكم أن تتخيلوا معي أعزائي القرّاء…
أكملت المعلمة حديثها: “وهنا قالت ابنتك :”أتعرفين يا معلمتي، لو أضفنا حرف “و” في البداية…” فقاطعتها مخبرة إياها بأنها فكرة سيئة ومن الأفضل ألا نقوم بذلك!”
أقسم لكم بأنني ضحكت من كل قلبي.
أعلم أنه لكان من الطبيعي أن أرتعب لأن ابنتي البالغة من العمر 6 سنوات تقول كلمة “وغد” في مدرستها الإبتدائية.
ولكن في الواقع، نحن لا نظن أن الكلمات البذيئة هي مواضيع محظورة. أنا لا أحاول أن أكون أماً لا تبالي بقولي هذا… الحقيقة هي أني أحب أن أشتم.
أحب أن أقوم بذلك منذ أن درست اللغويات في الجامعة. أجل، تدرس اللغويات جميع أشكال اللغة، وبما في ذلك الشتائم.
ولطالما أدهشتني هذه الأخيرة.
في دراسة بعنوان The Science of Swearing ، أثبت علماء النفس أن الشتائم لا تؤثر إلا على قليل من الأطفال والأشخاص بشكل عام. أثبتوا أن الكلمة بحد ذاتها، مهما كانت، ليست مضرة. يمكن تحديد درجة ضررها من خلال الطريقة التي نستخدمها بها. مثلاً، إذا استخدمتم الشتائم لمهاجمة أطفالكم لفظياً وعاطفياً ورحتم تصفون طفلكم الصغير بالوغد اللعين، تكونون عندها أنتم الأوغاد والحمقى الذين لا يستحقون أن يكونوا أهلاً.
من ناحية أخرى، إذا أذيتم اصبع قدمكم في مكان ما ورحتم تصرخون “أيها الوغد!!!”
إذن، تهانينا! أنتم طبيعيون!
أنا أقول كلمات بذيئة أمام أطفالي، ولا أمنعهم من أن يقولوها أيضاً. ومع ذلك، أنا أطلب منهم ألا يستخدموها في المدرسة أو أمام زملائهم. وبالأخص، أنا أخبرهم أنه من الممنوع كلياً أن يستخدموها ليهينوا الآخرين. ولكن بشكل عام، من المسموح أن يستخدموا هذه الشتائم في المنزل. لا أظن أنها سيئة إجمالاً.
إليكم 7 صفات للأهل الذين يتفوهون بالشتائم أمام أطفالهم.
1. هم يقولون الأمور بكل صراحة
هم لا يحومون حول المواضيع الحساسة ولا يحاولون التخفيف من حدتها أو تبسيطها. بل يدخلون إلى صلب الموضوع مباشرة.
تخيلوا عدد حالات الحمل غير المرغوب بها التي يمكن أن نتفاداها إذا تطرقنا إلى الأسئلة الجنسية بكل صراحة!
2. هم يشعّون بالحيوية والشغف
عندما أحب شيئاً ما، قهوة، طعام، لوحة فنية، أو حتى الشوكولا، أحبه من أعماق قلبي.
نعم، أنا ألجأ للكثير من الكلمات البذيئة في حياتي.
ولكن، ما الذي قد يكون أفضل من أن أعلّم أطفالي أن يتمتعوا بالشغف تجاه الحياة والهدايا التي تقدمها لهم؟
3. هم لا يمانعون في أن يكونوا أوغاداً
لا يهمني قطّ كيف يراني الآخرون. ولا يزعجني أن أقول “كلا” في وجوههم.
لا يهمني إن ظن أحدهم أنني عاهرة لأنني أرفع صوتي عندما نخوض مواضيع مثل الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى.
أنا أدافع عن حقوق بناتي حتى الموت. هذا يعني أنني أثق بنفسي يا أعزائي!
4. هم لا يأخذون الأمور على محمل الجد
أنا أستخدم الشتائم لأعبر عن مشاعري. سواء كانت سعيدة أم لا. لا شيء أفضل من أن تستخدموا الكلمات البذيئة لتعبروا عن مشاعركم وتتحرروا من كل القيود. عندما أمرّ بمواقف صعبة وأستخدم الكلمات البذيئة، أصبح أقل عرضة لتراكم الضغط والإفراط في ردة فعلي.
هذه طريقة ممتازة لتجنب العنف في جميع المواقف.
أعتقد أنه درس لا مثيل له للأطفال. بالنسبة إليّ، يجب أن يكونوا قادرين على التعبير عن مشاعرهم بطريقة بناءة ومتساهلة. إذا كانت الشتائم تساعدهم على ذلك، فلِمَ لا!
5. هم يدافعون عن أطفالهم دون خوف
سأحطم كل شخص يعبث مع أطفالي إلى مليون قطعة بكلماتي الحادة.
أتحدى أي شخص أن يتعامل بوقاحة مع أطفالي.
وأنا أظن أن الأطفال بحاجة لهذا النوع من الدعم.
6. هم يخبرون القصص بطريقة مذهلة
غالباً ما يتميز الأهل الذين يتفوهون بالشتائم بقدرتهم المذهلة على تلاوة القصص المضحكة والمسلية.
إن تعليم أطفالكم تلاوة القصص المشوقة والجيدة هو هدية رائعة تساعدهم على تحضير واجباتهم في الجامعة.
سيساعدهم ذلك على تقديم عرض تقديمي رائع في فصل التاريخ وعلى اجتياز المقابلات المهنية.
7. هم منفتحون جداً
الآباء والأمهات الذين لا يمانعون في إلقاء الشتائم هنا وهناك، هم منفتحون وبعيدون كل البعد عن إطلاق الأحكام.
لا يهتمون بطريقة حكم الآخرين عليهم. هم لا يأخذون ذلك بالحسبان أصلاً.
يجب أن نعلم الأطفال على التسامح والتعاطف وعدم إطلاق الأحكام.
ولكن يجب أن نعلمهم أنه عندما ينتقدهم أحد ما بكل عنف وقسوة، لديهم كامل الحق في أن يخبروه بأن يذهب إلى الجحيم.
هل يمكننا أن ننسى اللغة الفصحى والقواعد الصحيحة وقواعد اللغويات؟ بالتأكيد لا!
ولكن، هذا لا يعني بالضرورة أنه يجب إبعاد الكلمات البذيئة عن حياتنا اليومية!
كما أوضحنا لكم اليوم، يتمتع الأهل الذين يتفوهون بكلمات بذيئة بالعديد من الصفات.
وإذا لم يعجبكم الأمر، فلتذهبوا بدوركم إلى الجحيم!