Site icon التربية الذكية

إهمال الوالدين للطفل نوع رهيب من الغياب: كيف يحدث الإهمال ولماذا؟

إهمال الوالدين للطفل

Adobestock License

سيستفيد المجتمع ككل إذا تم فهم إهمال الأهل للطفل بشكل أفضل. يُعتبر هذا النوع من الإهمال اليوم متلازمة نفسية اجتماعية مذكورة بشكل واضح ضمن سجل إساءة المعاملة، يعد إهمال الأهل للطفل غياباً للتصرفات والإجراءات اللازمة التي تؤمن له الأمان، والنمو والرفاهية. غالباً ما يتم رصد هذا الإهمال بطريقة غير مباشرة، أي عن طريق مراقبة العواقب الناتجة عنه. يُعتبر إهمال الوالدين مدمراً بشكل أساسي، نظراً لكونه خفياً وغير جليّ في أغلب الأحيان.

ما هي عوامل الخطر؟

تشكّل العزلة، والاكتئاب، والقصور العقلي أو الإعاقة العقليّة لدى الأم، والإدمان، عوامل مهمة تؤدي إلى خطر ظهور إهمال الوالدين. والأهل الذين تعرّضوا لتعنيف جسدي وفكري، وللإساءة والإهمال في طفولتهم هم أكثر ميلاً لأن يهملوا أطفالهم.

خياراً

يلفت إيمانويل دي بيكر الانتباه إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية. “يمكن للوضع المادي السيء وتراكم الديون أن يؤديا إلى تفاقم الصعوبات في علاقة الأهل بالأطفال.” كما يشير أيضاً إلى مدة إقامة الأم في المستشفى. “الوقت الذي تقضيه الأم مع طفلها الحديث الولادة في جناح الولادة أصبح قصيراً جداً بالنسبة إلى العديد من الأهل.

تجد الأم نفسها وحيدة بعد خروجها من المستشفى وذلك في العديد من العائلات التي تعاني من خلل أو ضرر في الروابط، فلا تجد من تعتمد عليه. من المؤسف برأيي ألا يتوفّر دعم حقيقي ومستمر لأكثر من بضعة أيام تقضيها الأم في المستشفى بعد الولادة. هذه الأيام القليلة بالكاد تتيح الوقت للأم كي تتحسن وتستعيد صحتها الجسدية والنفسية، فيما عليها أن تقيم روابطها الأولى مع طفلها. صحيح أن ثمة مساعدات اجتماعيات في بعض المؤسسات التي تعنى بتعليم الأهل الاعتناء بالمولود الجديد، إلا أنّ المهام الموكلة إليهن تفوق طاقتهن. لذا فإن خطر عدم تمكّن الأم من تلبيّة حاجات طفلها بسبب عدم استعدادها النفسيّ أمر حقيقي للغاية”.

أخيراً، يتحدث الطبيب النفسي للأطفال عن حالات الطلاق التي تولّد الإهمال العاطفي. “تكون إجراءات الطلاق معقّدة للغاية وطويلة الأمد في بعض الأحيان ما قد يحرم الطفل من أحد والديه لفترة طويلة. عندما يترافق الطلاق مع ضغوطات ونزاعات تستمر مع مرور الوقت، يجد الطفل نفسه وسط “منطقة حرب” ويكون خطر الإهمال العاطفي كبيراً. أحياناً يعاني الطفل من صراع على الولاء ما يفشل محاولات تواصله مع أحد والديه”.

Exit mobile version