اضطراب الأكل عند المراهق
هل تعاني ابنتكم المراهقة من اضطراب الأكل؟
تركّز ابنتنا اهتمامها على الأكل بشكل هوسيّ: فهي مقتنعة قناعة راسخة بأنّ قامتها ممتلئة ما يدفعها إلى تقليص كميات الأكل التي تتناولها إلى حدّ كبير… لقد تحوّلت الوجبات إلى جحيم… والحوار معها أصبح مستحيلاً… لم نعد نعرف ابنتنا التي كانت إلى وقت قريب الفتاة الصغيرة المثاليّة…
السيناريو الكلاسيكيّ
“قلنا أنا وزوجي: “لم يعد هذا يُحتمل… حصل الكثير من التغيير منذ بضعة أسابيع من دون أن نلاحظ أيّ حدث يمكن أن يكون السبب في ذلك… كانت الأمور تسير على ما يرام حتى الساعة… أصبح الوزن مسألة هوس بالنسبة إلى ابنتنا، فكرة ثابتة جعلتها تفرض على نفسها قيوداً غذائية صارمة (تخفيها أحياناً بشكل ذكي) عبر إجراء فرز لما تأكله، ووجبات لا تنتهي، وفرار إلى الحمام فور الانتهاء من تناول الطعام (هل تعمد إلى التقيؤ خفيّة؟)، ومزاج غير مستقر، وصراخ يستتبعه لحظات صمت طويلة، ونقاش متسلط لا تفقه خلاله تحذيراتنا، وحياة اجتماعية تقتصر على العائلة، في حين أنها تبذل جهوداً مضاعفة في المدرسة (نلاحظ من هذه الناحية ميلاً إلى اتقان عملها)…
ولعل الأسوأ هو أنها تعدّ الطعام للجميع، تحضّر أطباقاً لذيذة لا تتذوّقها، فضلاً عن عملية التسوّق التي تحوّلت إلى كابوس من التردد… وعندما يخطر لنا أن نشير إلى نحولها المتزايد، تجيبنا بطريقة عدائية أنّ العكس هو الصحيح وأنها سمينة جداً بالتأكيد!
نحن نتأرجح بين الشعور بالعجز وبالذنب (أين أخطأنا؟) وبين فرض سلطتنا…”
هل تعاني ابنتكم المراهقة من اضطراب الأكل؟
للرد على هذا السؤال، أعيدت صياغة استبيان Scoff الموجّه في الأصل إلى المراهق، ليجيب عليه الأهل:
- هل تقدم على التقيؤ لأنها مقتنعة بأنها أكلت كثيراً؟
- هل تقلق من فقدان السيطرة على ما تأكله؟
- وهل خسرت أكثر من 6 كلغ في الأشهر الثلاثة الأخيرة؟
- هل هي مقتنعة بأنها سمينة على الرغم من أنكم تأكدون لها أنها نحيفة؟
- هل تشغل مسألة الأكل والطعام أفكارها إلى حدّ كبير؟
جوابان بالايجاب يمكن أن يوحيا بشدة بوجود اضطراب أكل.
يجب أن ندرك نحن كأهل أننا لن نحصل على جواب واضح حول ما يخيفنا أكثر. وعدم اليقين هو أصعب عبء نحمله. يجب أن نفهم أنه من الضروري أن نلتزم على المدى الطويل وأن نتعلّم طريقة جديدة في ممارسة دورنا كأهل عبر المحاولة وارتكاب الأخطاء، عبر محاولاتنا فك شيفرة أولادنا، واستباق الأحداث، ودعمهم وتقبّل هذا الشعور بالعجز… عبر إعطاء فرصة للوقت، عبر طلب المساعدة، عبر الاعتناء بأنفسنا وبالعائلة…