الشعور بالوحدة: تشعر الأم بالوحدة بعد انجاب طفلها الأول بشكل خاص فبعد أن اعتادت على العيش بحرية تامة، من دون قيود وواجبات، ها هي تجد نفسها مسؤولة عن طفل لا حول له ولا قوة. ستودّع الجلسات الطويلة مع الزملاء والأصدقاء، وتنسى الاتصالات الهاتفية التي لا تنتهي لتركّز على كائن ضعيف يأخذ وقتها كله. ويتضاعف شعورها بالعزلة والوحدة حين لا تجد من يساندها ويساعدها كي تتمكن من اجتياز هذه المرحلة الجديدة من حياتها.
التغلب على الشعور بالوحدة: البحث الجاد عن أمهات أخريات
ودّت مارين لو قال لها أحدهم: أنا قادم لمساعدتك. سنتمكن معاً من تجاوز هذه الأوقات الصعبة.
كانت سترحب بأي نوع من المساعدة، لكن أحداً في الحقيقة لم يقم حتى بإحضار الطعام لها أو حتى بتقديم الدعم.
كان الإستماع إلى الراديو قارب النجاة لها، بوابتها نحو العالم الخارجي وكتب وشهادات أمهات يعشن الشعور نفسها.
تنصح سارة لوريس،وهي مدربة في مجال العلاج المعرفي المعتمد على اليقظة الكاملة، بتبادل الأفكار مع أمهات أخريات بشكل منتظم بشأن الأطفال. لكنها تنصح أيضاً بعدم التوقف عن التواصل مع الأصدقاء القدماء وعالم العمل.
ومن المهم جداً بالنسبة إلى الأم التي تشعر أنها وحيدة أن تتحدث عن مشاعرها. فهذه المشاعر ليست غير طبيعية أو غير لائقة.
يحق للأمهات أيضاً أن تساورهن الشكوك وأن يشعرن بالندم
أشارت سارة لوريس إلى أنه يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن توفر الدعم للأمهات، لكن يتعين على الأمهات أيضاً أن يكن قادرات على أن يتميّزن عن سواهن وذكّرت بأن العديد من الحسابات الشخصية تظهر جانباً واحداً من الأمومة فقط.
غالباً ما تتعرف الأم الجديدة إلى أمهات أخريات، وتبدأ بمقارنة نفسها بهن فتشعر بالانزعاج أو تشعر بأنها ليست جيدة بما يكفي.
من المهم أن تستمري في تذكير نفسك أن بإمكانكِ أن تشتمي وأن تتمني لو أن حياتك القديمة تعود، لأن هذا لا يعني أنكِ لا تحبين أطفالكِ.
تتذكر ساندرا تلك المرحلة قائلة “في نهاية الفترة المضطربة، انتهى بي الأمر مع ابني في علاج للأم والطفل للتعامل مع حالة حداد”.
وأثناء العلاج، اكتشفت نفسها ومدى قوتها وكيف يمكنها أن تستفيد إلى أقصى حدّ من كل موقف.
لعل الأهم هو أن تستمعي إلى نفسك وأن تبقي صادقة مع ذاتك.
أنت لست وحدك على الاطلاق فلديك طفلك. عليك اتباع روتين يومي معين مع طفل رضيع، وبالتالي لديك إطار محدد.
الاعتناء بالذات أمر بغاية الأهمية!
ما يجب ألا تنساه الأمهات هو ضرورة الاعتناء بأنفسهن. يمكن للطفل أن يشعر بحالة أمه النفسية، وإذا كانت غير سعيدة وتشعر بالوحدة والتوتر، فستنتقل حالتها إلى طفلها.
إذا نجحت الأم في التخفيف من مستوى توترها وفي اكتساب طاقة إيجابية، فستصبح أكثر استرخاءً وسيشعر الطفل بذلك أيضاً.
لهذا السبب يعد الاعتناء بالذات أفضل شيء يمكن أن تفعله الأم لنفسها ولطفلها ولأسرتها.
اليوم، تحب ساندرا أن تتذكر اللحظات الجميلة التي قضتها مع ابنها، الذي كان طفلاً بسيطاً سهّل عليها مهمتها.
“شكّلنا اتحاداً رائعاً وما زلنا كذلك اليوم”.
كما تشكّل مارين وابنها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف من العمر اليوم فريقاً متماسكاً:
“نتفاهم بشكل جيد، وأحب دوري كأمٍ له كل يوم”.