جسم طفلكم:
أود أن أحدثكم عن موضوع يزعجني كثيراً هو عدم احترام أجساد أطفالنا، وعدم تربية أطفالنا على احترام أجساد الآخرين. إنه موضوع يؤثر بي بعمق لأن لدي انطباع بأن القليل من الأهل/الراشدين الذين يشرفون على الأطفال يدركون أهمية هذا الأمر.
ما هي الرسالة التي نود نقلها؟
في كثير من الأحيان، للخروج من أنماط البالغين الخاصة بنا والتي لدينا ميل إلى تكرارها دون تفكير، من الأفضل أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: ما الذي نريد أن ننقله لأطفالنا حول هذا الموضوع؟
يبدو لي أن هناك شبه إجماع في الإجابة على هذا السؤال: نريد أن نعلم أطفالنا فكرة احترام أجساد الآخرين. إن الطريقة التي ينفعل عبرها البالغون المحيطون على طفل عندما يحتضن طفلاً آخر بقوة شديدة دليل على ذلك. أعتقد أنه في الواقع وفي مثل هذه الحالة، من الجيد التدخل (لكن سيكون أفضل لو تم التدخل بلطف) لتوضيح أنه إذا كان الطفل الآخر يعبر عن إنزعاج أو يرفض العناق، فيجب علينا أن نحترمه ونتركه وشأنه.
ولكن كيف يمكن للطفل أن يفهم هذه الرسالة إذا كنا إلى جانب ذلك نعانقه دون إذنه، أو حتى نجبره على العناق حتى عندما نلاحظ أنه يرفض ذلك عن طريق قول “هيا، عانق العمة سارة، ألستَ طفلاً لطيفاً!” كيف سيفهم الطفل أنه من المهم احترام موافقة الآخر قبل لمسه إذا كنا نقوم بتقبيله دون رضاه أو دون إذنه، متجاهلين رفضه أو حتى ساخرين منه؟ دعونا نتذكر أن المثال هو الأداة التعليمية الأولى، وأن الخطابات الطويلة لن تحظى بأي فرصة للنجاح إذا كنا من ناحية أخرى ننقل الرسالة المعاكسة بطريقة غير لفظية.
يبدو لي أن الجميع يتفقون على ضرورة نقل فكرة احترام أجساد الآخرين للطفل.
لكن في الواقع، من الضروري أن يعلم أن جسده ملك له. لدي انطباع بأن الكثير من الأهل يعلمون أطفالهم ذلك بغية حمايتهم في هذا العالم المجنون. هذا أفضل طبعاً! لكن مرة أخرى كيف من الممكن أن تصل هذه الرسالة إذا كنا نجبر الطفل على تقبيل الأقارب أو الأصدقاء؟ أو إذا كنا لا نوافق على رفضه للعناق؟ أو إذا كنا نلمسه في أي مكان دون موافقته كما لو أن هذا الأمر عادي؟ يبدو لي في هذه الحالات أن الرسائل غير اللفظية هي: “عليكَ أن تقبّل الشخص الراشد حين يطلب منكَ ذلك حتى لو لم تكن ترغب بذلك” / “من العادي أن يلمسك الأشخاص الراشدون وحتى لو كان ذلك يزعجك يجب أن تسمح لهم بذلك”، حتى أن هذه التصرفات تبعث رسالة ضمنية “من الطبيعي أن يفرض الشخص القوي إرادته في لمس الشخص الضعيف بالقوة”. فلتتخيلوا خطورة هذه الرسائل على المدى القصير وعلى المدى البعيد…!
أجساد الأطفال هي ملك لهم. برأيي من الضروري أن نعلمهم ذلك بالطريقة اللفظية وغير اللفظية.
فلنضع أنفسنا مكانهم…
للخروج من أنماط البالغين هذه، من الجيد أيضاً أن تسأل هذا السؤال: كيف سأشعر إذا فعلوا نفس الشيء معي؟
عزيزي، يسمح العديد من المارة في الشارع لأنفسهم بقرص خدود طفلي، فقد كانت لديه “خدود كبيرة”، الأمر الذي كان يزعجني إلى أفصى حد.
أما الآن، فيمدون يدهم في شعره بقوة، أحياناً مع هز رأسه. ويحدث أحياناً أيضاً أن يقوموا بقرص خديه. عندما كان في الثانية من عمره، قام شخص غريب حتى بالتربيت “بحنان” على كتفيه! بأي حق؟
كيف سيكون شعور هؤلاء الناس إذا سمح أشخاص غرباء لأنفسهم بلمسهم فجأة بنفس الطريقة؟ ذات يوم قرأت في مجموعة على تطبيق فيسبوك حكاية حول التربية جعلتني أبتسم. قامت سيدة بقرص خدي الطفل، لذلك قامت الأم بالشيء نفسه لهذه المرأة… ففهمت هذه الأخيرة بالتالي إلى أي حد كان تصرفها غير لائق. أنا لا أقول إن هذه طريقة في الرد جيدة بالضرورة، إنها فقط لإظهار أننا إن قمنا بتفس التصرف مع شخص بالغ، سيبدو الوضع سخيفاً للغاية! لماذا يجب أن يختبر الأطفال يومياً ما نعتبره إهانةً أو مساً لكرامتنا؟