المحافظة على الجسم:
لتعليم أطفالنا احترام أجسادهم وأجساد الآخرين، أعتقد أنه من الضروري الحرص على أن نكون نحن أنفسنا قدوة عبر البدء باحترام أجسادهم. وإذا حرص الجميع على أن يكونوا كذلك، فسيكون العالم أفضل حالاً…
إليكم الطريقة التي اتبعتها من أجل احترام جسد طفلي الصغير على أفضل وجه وتعليمه احترام أجساد الآخرين ومفهوم الموافقة:
شرحت له أن جسده هو ملك له، وأنه لا يحق لأحد أن يلمسه دون موافقته.
لا أرغمه أبداً على تقديم أي قبلة أو عناق ولا على تلقيهما. إذا طلب منه أحد الراشدين عناقاً، أتدخل عبر التوجه إليه وإخباره بأنه ليس مجبراً على معانقة هذا الشخص إن لم يكن يرغب بذلك. وأخبره أن بإمكانه أن يقول صباح الخير أو إلى اللقاء ملوحاً بيديه عوضاً عن ذلك، أو عير “إرسال قبلة” بيده. الآن وقد بلغ طفلي 3 سنوات ونصف من العمر، لم يعد من الضروري أن أتوجه إليه، لأنه يقوم بما يناسبه بنفسه! إذا أصر أحدهم، أحياناً، أخاطبه بشكل مباشر عبر قول شيء كالتالي “أعتقد أنه لا يرغب بذلك”. كما علموه في المدرسة أن يقول “أنا لستُ موافقاً” حين يقوم أحدهم بإجباره على العناق، أحب هذه العبارة وأحرص على تذكيره بها عند الحاجة.
أحاول أن اعطي مثالاً مناسباً: إذا قمتُ بتقبيله رغماً عني أو معانقته دون طلب إذنه، وطلب مني أن أتوقف عن ذلك لأنه غير موافق، أتوقف فوراً وأخبره بأنه تصرف بشكل جيد حين قال ذلك. وعندما أريد أن أعانقه، أحاول أن أتذكر أن أسأله أولاً عما إذا كان يريد ذلك أيضاً. وحين نلعب لعبة الدغدغة، طلب بسيط منه بالتوقف يكفي كي أتوقف على الفور. بالمقابل، إذا لمسني بطريقة تزعجني أطلب منه التوقف ولا أتردد في أن أكون حازمة جداً إذا أصر على ذلك، وأشرح له أنه جسدي وأنني غير موافقة على تصرفه.
عندما يقبل أو يعانق طفلاً يبدو أنه لا يرغب بذلك، أتدخل وأفسر له أن عليه أن يترك الطفل وشأنه إن لم يكن موافقاً على هذا التصرف. وأنه هو أيضاً لا يحب أن يُجبر على تلقي العناق. وأنه من المهم احترام جسد الآخرين تماماً كما يحترمون جسدنا. (وهنا، يمكننا أن نذكره بأننا لا نجبره أبداً على تلقي العناق). أطلب منه أن يسأل الطفل الآخر أولاً إذا كان سيوافق على العناق. يا للفرحة التي غمرتني في ذلك اليوم عندما سمعته يقول لطفل صغير في الملعب “هل تريد عناقًا؟”
أحاول قدر الإمكان أن أحترم جسده وأن أطلب موافقته أثناء الاعتناء به يومياً (تنظيف أذنيه، تنظيف أردافه بعد الدخول إلى الحمام…):
أسأله عما إذا كان جاهزاً قبل أن ألمسه، إن لم يكن موافقاً على طريقتي في التصرف أحاول أن آخذ بعين الاعتبار ملاحظاته للعثور على طريقة تناسبه. ابني يغتسل بمفرده منذ فترة طويلة، يمكن أن أقول إنه يقوم بذلك منذ سنتين. منذ فترة طويلة أيضاً، يغسل وجهه بمفرده بعد الوجبات: حتى في كل مكان، فبدلاً من وضع القفاز على وجهه، أدعوه للنظر في المرآة وتنظيف نفسه. عندما يتعلق الأمر بجسده بشكل خاص يبدو من المهم بالنسبة لي ألا أفعل ذلك نيابة عنه إذا كان قادراً على القيام بذلك بمفرده.
ما بين 18 شهراً وسنتين، حين كان تغيير الحفاضات وارتداء الملابس أمرين معقدين للغاية، لم أجبره على ذلك ولكنني وجدت أساليب غريبة إلى حد ما لكسب تعاونه (كان ذلك متعباً ولكنني كنتُ أعتقد أنه من المهم ألا أجبره على شيء أبداً).
فيما يتعلق بابنتي الصغيرة التي لا تزال طفلة رضيعة، أحاول تحضيرها بأن أخبرها قدر الإمكان قبل أن ألمسها للاعتناء بها، وأشرح لها ما أفعله أثناء قيامي بذلك. لقد بدأت بتقبيلنا (كم هي رائعةً)، لكنني أحرص على ألا أطلب منها تقبيلي أبداً، فهي دائماً من تبادر بذلك!