حيض الفتاة: يُعتبر البلوغ محنة معقّدة في بعض الأحيان وهو يترافق مع تغييرات على مستوى الجسم والهرمونات. مع أن غالبيّة الفتيات يحضنَ في عمر 12 سنة، يُفاجأ البعض منهن بدورتهن الشهريّة في سن الثامنة أو التاسعة. في هذه الحالة، يمكن أن يؤخذ الأهل على حين غرّة، لاسيّما إذا لم يتسنى لهم التحدّث في هذا الموضوع مع ابنتهم من قبل. في هذا المقال، اكتشفوا ما هو البلوغ المبكر وأفضل طريقة لمواجهة هذا الحدث.
يحاول الأهل بشكل عام أن يساندوا أولادهم وأن يواكبوهم خلال مراحل نموهم المختلفة إلا أنهم يشعرون أحياناً بأن الأحداث تغلبهم ولا يعرفون أيّ سلوك عليهم أن يعتمدوا. قررت إحدى الأمهات ضمن مجموعة Mamas Uncut أن تطلب النصح من مستخدمي الانترنت بعد أن بلغت ابنتها وحاضت وهي في الثامنة من عمرها.
“لا أريد لابنتي البالغة من العمر 8 سنوات أن تعيش هذه التجربة”
بعد أن اصطحبت ابنتها لزيارة الطبيب، صُدمت إحدى النساء حين علمت أنّ الفتيات يمكن أن يحضنَ وهن في سن الثامنة او التاسعة. وتساءلت ما إذا كانت هذه الظاهرة طبيعية إذ خشيت أن تعاني ابنتها خلال فترة الحيض. كتبت المرأة: “اصطحبت ابنتي لرؤية الطبيب منذ أيام وقد لاحظ أنّ شعر العانة لديها بدأ بالظهور فأبلغني أنّ الفتيات يحضنَ الآن قرابة سن الثامنة. إنها لا تزال طفلة! أعلم كم أشعر بأني مريعة خلال فترة حيضي ولا أريد لابنتي ذات السنوات الثماني أن تعيش هذه التجربة.”
لم تكن الأم، التي تبدو يائسة، مستعدة لمثل هذا الحدث فتواصلت مع مجموعة من السيدات يتشاركن تجاربهن عبر الانترنت. وكتبت: “أرجو أن تساعدنني! أكاد أجنّ!”
أمهات عشنَ تجارب مماثلة
في مواجهة تساؤلات الأم الكثيرة، شاركت السيدات تجاربهن المماثلة وقدّمن نصائح ذكيّة. أعلنت إحدى الأمهات “جاء حيض ابنتي الأول بعد مرور شهر واحد على احتفالها بعيد ميلادها التاسع. قبل أشهر، كنت قد حدّثتها عن كل ما سيجري معها على الصعيد الجسدي عندما تحيض وأخبرتها كيف تستخدم الفوط الصحيّة، الخ… وسواء أكانت خائفة أو قلقة، إلا أنها تعرف ما يجري معها.”
وأشارت عضو آخر في المجموعة: “كان عمر ابنتي 5 سنوات حين حاضت للمرة الأولى. كان الوضع مريعاً. خشيت أن تكون مصابة بشيء آخر فسارعنا على الفور لاستشارة الطبيب.”
واقترحت عليها أمٌ أخرى أن تناقش المسألة مع معلّم ابنتها بحيث يسمح لها بالذهاب إلى الحمام خلال فترة حيضها وتتجنّب بذلك ما حصل لتلك المراهقة التي اضطرت أن تنتظر حتى موعد الاستراحة لكي تتمكن من تبديل فوطتها الصحيّة. من ناحية أخرى، نصحتها بعض العضوات بأن تستشير طبيبها المعالج وأن تناقش الأمر بهدوء مع ابنتها كي تدرك التغييرات التي طرأت على جسمها.
إن كان من الصعب وليس من المستحيل على الأب أن يشرح هذه الظاهرة لابنته، يمكن للأم أن تتولى المهمة وتعدّها لحيضها الأول. تشرح الدكتور ماري كلود بناتار وهي طبيبة نسائية: “أصبح الحيض الأول موضوع نقاش حقيقي بين الأمهات وبناتهن.” يرمز هذا الحدث إلى انتهاء مرحلة الطفولة والانتقال إلى مرحلة البلوغ وحياة الراشدين. لذا، يتزايد عدد الأمهات اللواتي يحتفلن بحيض بناتهن للمرة الأولى.
تقول يوهانا درمي وهي معالجة بالطب الطبيعي متخصصة في الطب النسائي إنّ الأم يمكن أن تبدأ بمقاربة هذا الموضوع ما إن تظهر علامات البلوغ الأولى على ابنتها. عندما يبدأ الشعر بالظهور على العانة وتحت الإبطين ويتكوّن الثديان، ينبغي على الأم أن تشرح لابنتها هذه الظاهرة وأن تزوّدها بالمعلومات اللازمة بأفضل طريقة ممكنة. وتفصّل يوهانا درمي: “اشرحي لها بكلماتك البسيطة أنّ ظهور الحيض يشير إلى الأنوثة مع دورة المبيض، وأننا اعتباراً من تلك اللحظة نصبح قادرات على الانجاب وعلى أن نصبح أمهات إذا ما أقمنا علاقات جنسيّة.”