يتغذى مصاص الدماء العاطفي على طاقة الآخرين لأجل مصلحته الخاصة. تأتي مصلحته الشخصية وراحته في المرتبة الأولى ولا يهتم بالأذى الذي يلحقه سلوكه بالآخرين. إنه يحتاج إلى عواطف أحبائه واندفاعهم وحماسهم، لكنه غير قادر إطلاقاً على معاملتهم بالمثل.
باختصار، مصاص الدماء العاطفي هو شخص غير قادر على العيش متصالحاً مع غيره. قبل التحدث عن الأب الذي يلعب دور مصاص الدماء العاطفي، أريد ان أخبركم قصة.
اليوم ديفيد وسارة مطلقان. لكن في السابق، كانا مرتبطين بعلاقة زوجية مثالية.
حين كان يتعلق الأمر بالتسلية واللعب، كان ديفيد دائماً والداً صالحاً. ولكن بمجرد انتهاء اللعب، ينسى ديفيد دوره كأب. كانت سارة تشرح له باستمرار أن كونه أباً يعني القيام بكل الأشياء الضرورية حتى لو كانت غير ممتعة مثل تغيير الحفاضات والمساعدة في الواجبات المنزلية واصطحاب الأطفال إلى الطبيب ومتابعة البرامج المدرسية المملة، وفرض القواعد باستمرار.
مشكلة ديفيد مع القواعد كانت أنه لا يوليها أي اهتمام وأنه ينفعل وينزعج من أصغر القيود التي تجعل حياته صعبة ومريرة.
هل كان من الممكن لسارة أن تتصرف بطريقة مختلفة بحيث يمكن أن يؤثر ذلك على النتيجة النهائية؟ إنه أمرٌ صعب.
إذا كنتِ تحاولين أن تربي أطفالاً مع مصاص دماء عاطفي، سأقدم لكِ بعض النصائح.
هذه النصائح قابلة للتطبيق فقط إن كانت علاقتك الزوجية مع والد أطفالكِ ما زالت قائمة.
1- النظام والانضباط
مع الأطفال ومصاصي الدماء العاطفيين، من المهم جداً أن تقومي بحل مشكلة واحدة في كل مرة. من الممكن التنبؤ بالعديد من المهام اليومية. سواء كان الأمر يتعلق بتغيير الحفاضات أو بتحديد وقت العودة إلى المنزل بعد قضاء ليلة في الخارج.
يجب مناقشة كل مشكلة ويجب التوصل إلى اتفاق حول كيفية القيام بهذه المهمة، ومَن سينفذها ومتى سيقوم بتنفيذها. إذا قمتِ بتدوين كل شيء في دفتر ملاحظات يمكنكِ استخدامه لاحقاً، سيساعدكِ هذا الأمر كثيراً.
قد تبدو هذه المسألة مملة وغير مفيدة لشخص يعرف كيف يجب تنفيذ المهمة ويعتقد أنه أمر على الجميع معرفته. سيكون لديك دائماً مهام وعمل أكثر أهمية.
لكن صدقيني، إن وضع هيكلية تنفيذ المهام مسبقاً ليس مضيعة للوقت. آخر ما تريدينه هو العودة إلى مناقشة الطريقة التي يجب تنفيذ مهمة ما عبرها، خاصة بعد أن يتم تنفيذها بشكل سيء أو لم يتم تنفيذها مطلقاً.
2- الإلتزام بجدول الأمومة والأبوة
“الأهل الذين يتفاسمون الرعاية” هو مفهوم سيكون مفيداً جداً لفترة طويلة بعد أن يصبح أطفالك كباراً جداً على التقميط أو على الرضاعة ليلاً. هناك سببان لهذا. السبب الأول هو أهمية الوضوح والنظام الذي تحدثنا عنه مسبقاً. والسبب الثاني هو أكثر دقة بعض الشيء. إذا كنتِ تريدين أن يبقى شريك حياتكِ مشاركاً في تربية الأطفال، يجب أن يقوم بذلك وفق طريقته الخاصة، حتى لو كنتِ تعتقدين أنها ليست الطريقة الجيدة. بعيداً عن المسائل التي تتعلق بسلامة أطفالك، لا يوجد نهج تربوي سيء أو جيد، إنها فقط آراء مختلفة.
المكافأة على تحمل “الأهل الذين يتقاسمون الرعاية” للمسؤوليات هي القدرة الكاملة على التحكم. أذكر هذا لأنه عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع سلوك الزوج غير المسؤول يصبح الكثير من الناس مسؤولين بشكل مفرط وحتى صارمين للغاية.
الدليل على أن هذا ما قد يحصل بالضبط هو طرح السؤال التالي: “لماذا عليّ أن أقوم بشيء ما بينما ترين أن كل ما أقوم به ليس صحيحاً؟”.
إذا سمعتِ هذا السؤال من قبل، سيكون من الجيد أن تضعي في اعتبارك أنه سؤال يتعلق بظروف محددة، أكثر مما هي مسألة تتعلق بمن هو على حق ومن ليس على حق؟