تقول الاختصاصية الاجتماعية ميلاني ري: “إن وضع حدود صارمة مع أفراد العائلة إو الأقارب السامين يعلّم أطفالنا أنهم يستحقون أن يحظوا بعلاقات صحية وأننا نستمع إلى مخاوفهم. إذا كان أحد أفراد الأسرة على استعداد أن يتقبل طفلًا فقط إذا كان سيخفي شيئاً يتعلق به، عندئذٍ لا تسمحوا له أو لها بالاقتراب من طفلكم”.
إليكم بعض الاقتراحات لمساعدة طفلكم على تجاوز المواقف السامة، خصوصاً فترة الأعياد.
قوموا بوضع خطة عائلية
من المحتمل أنكم تعرفون بالضبط من سيفتعل مشكلة في أي تجمع عائلي. ناقشوا مع أزواجكم أو زوجاتكم -وحتى أطفالكم -في وقت سابق ما الذي ستفعلونه إذا تجاوز شخص ما حدودكم.
تقول الدكتورة في علم النفس كيري تيرنر: “من المهم أن تكونوا على وفاق مع الحدود التي تضعونها ومع حقيقتكم وأن تعدّوا أنفسكم للصعوبات المحتملة. تحققوا من أنفسكم قبل أي تجمّع وقوموا برسم خطة لكيفية الابتعاد إذا لزم الأمر أو كيفية الرد بشكل مناسب وهادئ إذا كنتم تشعرون وكأن حدودكم قد تم تجاوزها.”
إنها التصرفات الصغيرة والتخطيط الوقائي التي بإمكانها التخفيف من الضغط النفسي عليكم وعلى أطفالكم خلال فترة الأعياد. تقول ليزا كوي الحائزة على ماجستير والمرشحة للدكتوراه في علم النفس: “بالنسبة للأطفال، قد يكون القيام بتصرف بسيط مثل إعلامهم أنه بإمكانهم التحدث أو إعلام والديهم عند سماعهم لأي أمر غريب أو محزن أو مزعج.” وتضيف كوي أنه من المفيد أيضاً أن يناقش الأهل الحدّ الذي يبرر للطفل مغادرته للمكان.
دعوا طفلكم يضع حدوداً جسديةً
ينحدر الكثير منّا من عائلات تجبرنا على تقبيل أو معانقة الناس حتى ولو لم نرغب بذلك. لا تجبروا طفلكم على إظهار العاطفة لأي أحد – حتى أفراد العائلة.
تشرح ري: “إن تعليم الطفل أن يتقبّل العناق أو أي شكل آخر من أشكال العاطفة، بغير رغبة، يظهر وجود ضوابط غير كافية يمكنها أن ترافق الطفل حتى بلوغه سن الرشد“.
ضعوا ضوابط استباقية واضحة والتزموا بها
قد تحتاجون إلى أن تبلّغوا إلى البعض من أفراد العائلة قبل التجمع عن أنهم ممنوعون من الاقتراب أو التواصل مع طفلكم إذا تصرفوا بطريقة معينة (كعدم احترام أسلوب طفلكم في الكلام) أو فتح مواضيع معينة (سياسة مثلاً) لا ترغبون بالنقاش فيها.
تقول إحدى الأمهات: “ضعوا ضوابطكم الواضحة وتحضروا للتصدي بالكلام أو الانسحاب أو التزموا بها حسبما تدعو الحاجة.”
لا تخافوا من إخبار الناس عن الطريقة التي ترغبون بأن يُعامل بها طفلكم (أو لا ترغبون بها). قد يكون ذلك صعباً لأننا إجمالاً نحاول تجنب المشاكل خلال فترة الأعياد.
تقول مارسي بيجيل، الحائزة على دكتوراه في التعليم، والمحللة السلوكية المعتمدة BCBA-D، والاختصاصية في السلوك والمستشارة في الصحة العقلية: “إذا كنتم لا تصرخون على أطفالكم، فلا تسمحوا لأفراد عائلتكم الآخرين بالصراخ عليهم كذلك. إذا كنتم لا تنادون أطفالكم بأسماء مهينة، فلا تسمحوا لأفراد عائلتكم بمناداتهم كذلك.”
تقدم لنا الدكتورة بيجل أمثلة عن كيفية الرد، مثل قول: “نعم مارسي سكبت مشروبها، لا تصرخوا عليها، بل ساعدوها على إيجاد ورق التنشيف لتنظّف.” أو حتى: “لا تتكلموا مع أطفالي بهذه الطريقة. كونوا لطيفين.”
انسحبوا أو قرروا ألا تحضروا تجمّعاً ما
أحياناً قد تضطرون إلى أن تنسحبوا من التجمّع أو لا تحضروا إليه، وذلك مسموح بشكل كامل.
إذا كنتم مسافرين، من الممكن أن تفكروا في المبيت في فندق أو في مكان منفصل حتى يتسنى لكم أن يكون لديكم الخيار (ومكان للمبيت) إذا شعرتم أن الحدود التي رسمتموها فد تم تخطيها.
يمكنكم أيضاً ألا تدعوا أطفالكم إلى قضاء الوقت مع أفراد محددين في عائلتكم. تقول شورتر: “لا بأس في إبعاد أطفالكم تمامًا عن أفراد العائلة السامين. إذا كان باستطاعتكم، اتركوا الأطفال في المنزل أو مع أشخاص آخرين يكونون محطّ أمان.”
أو يمكنكم اتخاذ قرار تجنب جميع الأقارب السامين ولا ينبغي أن تشعروا بالسوء حيال ذلك. وكما تقول إحدى الأمهات: ” إذا كان الأمر يعني إبقاء طفلكم على قيد الحياة فذلك يستحق إبعاد بعض الناس عن حياتكم”.
لا تتجاهلوا إشارات التحذير
عادةً ما نردد لأنفسنا أن كل شيء سيكون على ما يرام أو ندع تجربة سيئة تتحول إلى تجربة أسوأ. تنصح شورتر: “أن تغادروا باكراً خيرٌ من أن تغادروا متأخرين أو ألا تستطيعوا المغادرة إطلاقاً لأنكم في وسط الموقف.”
خصصوا وقتاً لكم ولأطفالكم فقط
حتى لو كانت عائلتكم توفّر بيئة آمنة ومرحبة، من المهم دائمًا أن تقضوا وقتاً منفرداً مع أطفالكم. تقترح الدكتورة بيجل: “خصصوا من 15 إلى 30 دقيقة فقط كل يوم من الوقت الذي تمضونه مع أهلكم وأقاربكم لتمضوا وقتاً مع أطفالكم فقط – ربما قبل الإفطار أو نزهة بعد الظهر. سيسمح لكم ذلك بالتحدث عن أي تحديات يواجهونها، وتجنب السلوك المسبب للمشاكل.”