لفت انتباه الطفل:
لدى الأطفال الكثير من الأمور التي تشغل بالهم، من امتحان التاريخ إلى مباريات كرة القدم مروراً بأحدث لعبة فيديو. قد يكون الأهل للأسف في أسفل قائمة اهتمامات أطفالهم.
لا ننس أن التوصيلات العصبية في الدماغ تتطور في سن السادسة من العمر، ومن ثم في سن الثانية عشر من العمر، وينجذب عندها الأطفال غالباً نحو المحفزات الخارجية ويبدأون بتجاهلكم. حتى الأطفال الأصغر سناً هم مشغولون دائماً، بما أن مهمتهم في هذه المرحلة العمرية تقتضي الاستكشاف (أي تدمير وتخريب منزلكم).
بالتالي لدى الأطفال أمور أخرى ليفكروا فيها وتشغل بالهم. كما أن لديهم أولويات مختلفة ولا يفهمون إطلاقاً لمَ عليهم أن يستحموا فوراً!
بالتأكيد، عندما تريدون أن يصغي إليكم طفلكم، تتمنون في النهاية أن يفهم ما تريدون قوله فوراً وأن يتصرف بناءً على ذلك.
عندما يمارس الطفل نشاطاً معيناً (لعب، رسم وتلوين، لهو مع الأخوة)، ينهمك تماماً في ما يفعله، ويعيش اللحظة الحاضرة بطريقة أقوى وأعمق مما نفعله نحن بكثير.
لذلك، إذا أردتِ أن تطلبي منه شيئاً ما في هذه اللحظة (الجلوس إلى مائدة الطعام أو الاستحمام على سبيل المثال)، فتجنبي القيام بذلك من غرفة أخرى بل تقدّمي منه لرؤيته وتحدّثي إليه بطريقة تلفت انتباهه فعلاً.
أما بالنسبة إلى الطفل الصغير، فهذا يعني أن تنزلي إلى مستواه، وتقيمي اتصالاً ملموساً مع طفلك (مداعبة لطيفة على الوجه على سبيل المثال) وتتأكدي من أنه ينظر إليك في عينيك قبل أن تطلبي ما تريدينه.
إعلام الطفل مسبقاً:
لتجنب الصراخ والتوتر، من الأفضل أن تعلمي طفلكِ مسبقاً عندما تريدينه أن يتوقف عن ممارسة نشاط ما للانتقال إلى شيء آخر (الاستحمام، تناول الطعام، مغادرة الحديقة، إيقاف لعبة الفيديو لإنجاز واجباته المدرسية). ومن الضروري أن تتأكدي جيداً من أنكِ حصلت على موافقته…
لن يضطر حينئذ إلى تنفيذ طلبكِ في الحال فيما هو لا يزال يمارس النشاط الذي يقوم به، وسيمنحه هذا بعض الوقت.
في الواقع، دعونا نضع أنفسنا قليلاً مكان طفلنا.
“إذا كنتِ منشغلة بعمل ما تحبينه، وطلب منكِ زوجكِ التوقف للقيام بشيء آخر، بِمَ ستشعرين حينئذ؟”
لهذا السبب من المهم إظهار بعض التعاطف “أعرف أنه من الصعب عليك التوقف عن اللعب الآن. لكنني أحتاج إلى أن تقوم ب….”
سأذهب أبعد من ذلك أيضاً.
عندما تقتربين منه لإخباره بطلبك، أظهري اهتمامكِ بما يقوم به عبر طرح الأسئلة على سبيل المثال وعبر أخذ الوقت الكافي لمراقبته. سيشعر طفلكِ أنك تأخذينه بعين الاعتبار.
بعدئذ، أخبريه ما تريدين وقولي له إنكِ ستمنحينه بعض الوقت.
لكن هذا ليس كل شيء، فثمة أمور أخرى يجب وضعها موضع التنفيذ وتجنبها كي يصغي إليكِ طفلكِ أو أطفالكِ بشكل أفضل.