التعاطف لا يعني التراخي والتسيب:
يمكن أن يُنظر إلى تربية الطفل بطريقة تعتمد على احترامه على أنها شكل من أشكال التراخي. نعم، هذا صحيح، إنها طريقة مختلفة في النظر إلى العلاقة مع الأطفال.
لكننا لا نريد بالتأكيد أطفالاً-مفرطي الدلال! هذه الطريقة في التربيّة لا تعني أن نترك أطفالنا يتخذون كافة القرارات في كافة الأمور. فثمة قواعد تُطبّق داخل المنزل ولا بد من احترامها ليسود التناغم داخل الأسرة.
والتربيّة الايجابيّة ليست تربية متراخيّة بمعنى أنها لا تُقدّم راحة الطفل على راحة الأهل وتعطيها أهمية أكبر بل تعتبر راحة الطرفين متساويّة.
إنها طريقة في التربية حيث نتلمّس طريقنا يوماً بيوم لنتمكّن من ايجاد توازن بين حاجات الأولاد وحاجات الأهل. ستضعين قواعد وتدركين حدودك وقدراتك الخاصة وتقولينها لطفلك عندما تقتضي الحاجة.
في الواقع، التراخي والتسيّب في التربية يعني ألا نعتني نوعاً ما بالطفل وألا نلعب دورنا كأهل… وهذا نقيض الأم/الأب الذي يعمل على تطوير مقاربة متعاطفة.
في الحالة الأخيرة، تعمل الأم كل ما في وسعها كي تفهم طفلها ومشاعره فضلاً عن مشاعرها الخاصة.
في التربيّة المتراخية، يترك الطفل ليفعل ما يشاء:
- ما من قواعد أو قوانين أو روتين محدد للطفل.
- لا تتعامل الأم/الأب مع السلوك الخاطئ. فلا تتدخّل أو تقوم بأيّ ردّ فعل إذا ضرب طفلها طفلاً آخر على سبيل المثال.
ها قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي يهدف إلى مساعدتك على أن تنظري إلى طفلك بطريقة مختلفة كي تتمكني من بناء علاقة أكثر تناغماً معه. لقد زوّدتك بالكثير من العناصر لتساعدك في مشوارك نحو علاقة صحيّة وسليمة أكثر مع طفلك.
إنّ فهم طريقة عمل الأطفال أمر ضروريّ. كما أنّ طفلك فريد ما يعني أنّ عليك أن تراقبيه بشكل يوميّ لتفهميه وتفهمي ردود أفعاله بشكل أفضل… إنما عليك أن تفعلي هذا كله من زاوية جديدة.
أنا واثقة من أنّ هذا سيفيدك كثيراً… أعدك بتناغم تام وعلى مدار الساعة، وهذا ليس بأعجوبة!
مما لا شكّ فيه أنك لن تشعري بالكثير من التعاطف في بعض الأحيان لأنّ حاجاتك الخاصة ستصطدم بحاجات طفلك… ولا بأس في ذلك، ولا داعي لأنّ تتحمّلي ضغطاً لا طائل منه.
نحن في مجال العلاقات الانسانيّة هنا، ولا بد من أن تعيدي اكتشاف نفسك وأن تتحلي بالإبداع وأن تتلمّسي طريقك… وستكون بعض الأيام أصعب من غيرها. لكن علاقتك بطفلك لا يمكن إلا أن تتحسّن إذا تخليّت عن النظر إليه على أنه متلاعب نزق محتمل.
نسير كلنا على الدرب وهذا طبيعي إنما يبقى الأهم أن نجد الدرب الصحيح.
سيسرني ان أقرأ تعليقات الأمهات لأعرف ما إذا سمح لكن هذا المقال بأن تراجعن أنفسكن وبأن ترين أطفالكن من زاوية جديدة.