الأطفال والمراهقون:
في كتابهما “وصفات ضروريّة للتحاور مع ولدنا المراهق (هذا إذا استطعنا جعله يرفع رأسه عن شاشته)”، تذكر كل من أنجيليك موتّ وكلير ريمبو أنّ الأطفال والمراهقين هم أكثر وأهم من درجاتهم المدرسيّة. وتأسفان لأننا كأهل نميل أحياناً إلى اختصار ساعات الدرس الست أو السبع التي يقضيها الأولاد في المدرسة ببعض الدرجات أو العلامات.
“هل حصلت على علامات اليوم؟”، “ما هي العلامة التي حصلت عليها؟”… هذه الأسئلة التي نكررها دائماً كل مساء يجب أن نتجنّبها! فهي تختصر ساعات الدروس والتركيز ببضعة أرقام؛ وهي إفراغ لكل العمل الذي انجزه طفلنا خلال يومه من مضمونه ومعناه. وهي طريقة لحصر طفلنا بوضعه كتلميذ. أنتم بهذه الطريقة تخنقونه تحت وطأة مخاوفه وهواجسه الخاصة.
تقارن الكاتبتان هذه المسألة بالعلاقة بين الزوجين: من غير المرجّح أن يتساءل الزوجان كل مساء عن مقدار المال الذي جنياه خلال يومهما. بشكل عام، يهتم كل من الزوجين بمشاريع بعضهما البعض وزملائهم ومشاكلهم ورغباتهم.
التفكير في”المنهج الخفيّ”
يمكننا أن نركّز مع أطفالنا إذاً على “المنهج الخفي”. ويعني المنهج الخفيّ الأمور التي يتعلّمها الأولاد في إطار البيئة المدرسية من دون أن يتم تدريسها بشكل مباشر, ويشمل ذلك تعلّم العيش مع أشخاص آخرين في مكان مغلق، اكتشاف حدود الذات، التعاون، الغرق في الأحلام خلال الفصل الدراسي من دون أن يلاحظ أحد ذلك، التمرد على الظلم، إقامة صداقات…
إقامة روابط عائلية صادقة وملهمة
10 أسئلة لعدم الوقوع في فخ السؤال عن الدرجات
تقترح أنجيليك موت وكلير ريمبو التحدث عن شيء آخر غير الدرجات في المساء بعد العودة من المدرسة أو الثانويّة.
وقد صاغا بعض الأسئلة لإقامة علاقات أسرية صادقة وملهمة:
- 1- ما الذي فاجأك اليوم؟
- 2- ما الأمر المثير للاهتمام الذي تعلمته (مع تفسير مفهوم المنهج الخفي كي يفهم الولد فكرة أن التعليم لا يقتصر بالضرورة على الجانب الأكاديمي)؟
- 3- ما الذي استخلصته من يومك؟
- 4- ما الذي جعلك تضحك اليوم؟
- 5- ما كانت اللحظة المفضلة في يومك هذا؟
- 6- ما الذي لم تجرؤ على قوله؟
- 7- هل أغضبك شيء اليوم؟ هل أحزنك شيء ما اليوم؟
- 8- هل ساعدت أحدهم اليوم؟
- 9- متى أظهرت إبداعك؟
- 10- ما الذي تفتخر به اليوم؟ ما الذي لا تفتخر به؟
يحق لأطفالنا بالطبع ألا يجيبوا على هذه الأسئلة كما يجب أن تحرصوا على ألا يتم الاستهزاء بإجاباتهم أو التقليل من شأنها أو تكرارها. إنها لحظة تبادل وليست استجواباً للحصول على معلومات من الأطفال أو للتحكم بهم بشكل أفضل.
هل لطريقة حياتنا كأشخاص راشدين معنى؟
يمكننا أيضاً إخبار طفلنا عن يومنا لجعل هذه اللحظات وقتاً لتبادل الأحاديث والتواصل بشكل فعلي. لعلها فرصة للتساؤل عما إذا كانت حياتنا كأشخاص راشدين ذات معنى وتمنح أطفالنا رغبة في أن يكبروا. إن إقامة روابط عميقة وصادقة يعني أن نتواجد من أجلهم (وألا يقتصر دورنا على تسيير الأمور اليومية أو معاقبة الطفل عند نيله درجات سيئة). يبحث بعض الأطفال والمراهقين عن بديل عن العلاقة في مختلف أشكال الإدمان لأن العلاقة الحقيقية القائمة على أن نتواجد من أجلهم ونتواصل معهم مفقودة في المنزل.
إنّ الارتقاء بنوعية العلاقة والقدرة على التواصل مع أولادنا يمرّ بالإبداع والاحتفال بفرحة التواجد معاً، وبالإلهام وبعيش حياة منسجمة.
سنستفيد إن طرحنا أسئلة وجودية على أنفسنا:
- هل لطريقة عيشنا كأشخاص راشدين معنى؟ وهل تلهم صغارنا؟
- هل نعيش القيم التي نحملها وننادي بها؟
- هل نعيش وتيرة حياة لطيفة؟
- هل لما نقوم به معنى؟
- هل نشعر بما يكفي من الإلهام في طريقة حياتنا كي نكون ملهِمين لسوانا؟
- إلى أين نريد أن نصل؟ وكيف نوجه حياتنا نحو هذا الهدف؟
- كيف نغير ما لا نحبه أو ما لم نعد نحبه؟