خجل الولد مفتاح لتفوقه: في بعض الأحيان يكون الخجل خانقًا لدرجة أنه يمنع التقدم، والانطلاق والتطلع بتفاؤل نحو المستقبل. ويتجلى هذا في كثير من الحالات كما في حالة سامي: “لقد تخرجت حديثًا ولكنني أخشى الدخول إلى الحياة المهنية. والمشكلة هي أنني لم أحظى أبدًا بالدعم منذ طفولتي. اعتاد والداي أن ينتقدانني، وكنت أخشاهما كثيرًا لاسيما والدي. أخاف أن أتحدث إلى الناس، وأقلل من قيمة نفسي. وأنا أخرق دوماً.”
لكن سواءً أكان خجلكم عابرًا أم راسخًا، فثمة نصائح من شأنها أن تجعلكم تشعرون براحة أكبر مع أنفسكم ومع الآخرين.
توقَّع ما سيحدث لكي تستعد بشكل أفضل
عندما يلوح موقف مربك في الأفق، من الأفضل أن تستبق الأمور وتستعد له بدلًا من أن تعدّ الأيام وتشعر بالقلق. عندما يقترب موعد تقديم عرض شفهيّ، تقوم فيكتوار، وهي طالبة، بالتدرب بصوت مرتفع، وأمام جمهور حقيقي في بعض الأحيان، وتتخيّل نفسها في الموقف الفعليّ: “بما أنني قمت بذلك من قبل، أصبحت قادرة على التعامل مع الموقف بشكل أفضل، كما أني أشعر بقدر أقل من التوتر قبل البدء بالعرض الشفهي أو أثناءه”.
ينصح ميشال فرويد أيضًا باستخدام تقنيات الاسترخاء والتصور الإيجابي. من أجل “فهم أفضل للحالة المثيرة للقلق، والتعايش معها بصفاء أكبر والسيطرة عليها”. بالتالي، عندما تتخيل نفسك ناجحًا بامتياز في الاختبار الشفهي في اللغة الإنكليزية ستصبح قادرًا على التعامل مع الاختبار بمزيد من الهدوء.
العمل على لغة الجسد
“إنّ حوالى 60% من التواصل البشري لا يعتمد على الكلام، و30% منه يتم من خلال نبرة صوتك، ما يعني أن 90% مما نقوله لا يخرج من الفم”، هذا ما أوضحه أليكْس هيتشنز، الإخصائي في لغة التخاطب، الذي لعب دوره الممثل ويل سميث في فيلم “هيتش”. ويتفق الكثير من الباحثين على أن 60% إلى 90% من عملية التواصل لا تتم من خلال الكلمات.
ويقول المسؤولون عن التوظيف إنّ الانطباع الأول غالبًا ما يكون حاسمًا: فمصافحة، نظرة، وضعية الجلوس، تقول الكثير بالفعل! تقدم سيسيل جفري جوينبولت مجموعة من النصائح العملية حول لغة الجسد التي يجب اعتمادها لكي يكون الحظ حليفك. وتشدد أولًا على النظرة التي يجب ألا تكون مراوغة أو شديدة التركيز: “يمكن أن يستمر التواصل بالعينين لبضع ثوانٍ من دون إصرار. ولعل الأهم هو أن نكرر ذلك باستمرار.”
في حال كنت تقابل شخصًا بمفردك، فحاول أن تجلس إلى جانبه بدلًا من الجلوس وجهًا لوجه.
ومن أجل كسر الجليد، لا شيء أفضل من أن تترافق النظرة مع ابتسامة. من المهم أيضًا أن تساير الشخص الذي يحاورك وتراعيه: ركز عندما يتحدث إليك، وبادله الابتسام. أخيرًا، ولعلك سمعت هذا من قبل، تذكر أن تتنفس، وأن تجلس بشكل مستقيم، وأن تحرّك جسدك بشكل كافٍ.
ثمة نصيحة أخرى بسيطة للأشخاص الخجولين: إذا كنتم بمفردكم مع شخص ما، فحاولوا الجلوس إلى جانبه وليس قبالته، لأن ذلك يسمح بالتقرب منه أكثر. ولا تترددوا في الوقوف إذا كان عليكم أن ترأسوا اجتماعًا، أو تتحدثوا أمام الآخرين، لأن ذلك يعزز سلطتكم الطبيعية.
تحدَّ نفسك بشكل يومي
من أجل أن تتقدم، لا شي أفضل من التحديات البسيطة كل يوم! وهذا ما يسميه ميشال فرويد “التعرض التدريجي للتحديات” أو “تقنية التقدم بخطوات صغيرة”. “كل يوم أكثر فأكثر! حدد لنفسك عددًا من التحديات في كل أسبوع. وعرّض نفسك لمواقف جديدة بشكل تدريجي. تجرأ مثلًا على الجلوس إلى جانب شخص يعجبك، ولم تجرؤ على التحدّث إليه من قبل. تدخّل في نقاش لكي تبدي رأيك. ضع حداً لذلك الشخص الذي لا يكف عن التكلم خلفك في صالة السينما…”
لعله من المفيد أن تجري بانتظام تقويماً لكل انجازاتك البسيطة، مثلما فعلت بالنسبة إلى صفاتك. ولا تنسَ أن تحقق دائمًا أهدافك ما يجنبك الدخول في دوامة التقليل من قيمة الذات. وتجنب أن تشتت نفسك عبر تحديد الكثير من التحديات لأنه قد ينتهي بك الأمر إلى إغفالها.
حلل إخفاقاتك وأنظر إليها من المنظور الصحيح
لماذا لم أنجح في سنتي الدراسيّة؟ لماذا ساءت علاقتي مع هذا الصديق؟ ولماذا عدت إلى التدخين؟ لماذا قررت ألا أشارك في تلك المسابقة الرياضية؟ ما من أحد في مأمن من الفشل حتى ونحن نسير في طريق النجاح بثقة. يجب أن نفهم أن البشر يرتكبون الأخطاء.
ولذلك بدلًا من اللجوء إلى تحقير الذات، من الأفضل أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير. والهدف من ذلك هو أن تفهم ما الخطب وبالتالي تقبّل هذا الفشل. إذن، ستحوّل “هذا الانخفاض في القدرة” إلى خطوات بناءة على طريق النجاح.