الخجل عند المراهق: “يزول الخجل بشكل طبيعي لدى الكثيرين بعد تحقيق عدة نجاحات بسيطة.”
إنها مرحلة التغيرات الكبيرة، فالمراهقة في الواقع عبارة عن مرحلة غالبًا ما نعيشها ونحن نفتقر إلى الثقة بالنفس. يقول المعالج النفسي والمتخصص في علاج السوفرولوجيا ميشال فرويد إنّ المراهقين ضعفاء. فهم يواجهون تغيرات هرمونية وجسدية، والصورة التي يكوّنونها عن أنفسهم لا تتطابق في كثير من الأحيان مع ما يتمنونه. قد يزول الخجل لدى الكثيرين بشكل طبيعي، بعد تحقيق عدة نجاحات بسيطة: علاقة عاطفية، نجاح في الشهادة الثانوية… أما بالنسبة للآخرين، فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لاسيما عندما ينتج انعدام الثقة بالنفس عن إهانة أو صدمة.”
لكن سواءً أكان خجلكم عابرًا أم راسخًا، فثمة نصائح من شأنها أن تجعلكم تشعرون براحة أكبر مع أنفسكم ومع الآخرين.
المسرح، الرياضة، والعمل التطوعي!
غالبًا ما يكون العمل طريقة رائعة للخروج من التقوقع، وإيقاف نشاط الدماغ السلبي ووضع حد لدوامة “اجترار الأفكار” الخطرة. إن ممارسة الرياضة أو التمثيل المسرحي أو اليوغا، أو الانخراط في جمعية كمتطوع غالبًا ما يساعد على تحقيق قفزة نوعية نحو الأمام حيث نتعلّم أموراً مهمة من خلال تواصلنا مع الآخرين. كلما شاركنا في عمل مشترك كعمل مسرحي، أو مباراة كرة يد، أو توزيع الوجبات على المحتاجين، كلما قل الوقت الذي نمضيه في مراقبة الآخرين وإصدار الاحكام على بعضنا البعض.
تعتبر أميلي، وهي معلمة شابة تدرّس اللغة الفرنسية، أن إعداد عرض مسرحي مع طلابها المراهقين طريقة رائعة لمساعدة الأكثر تحفظًا منهم على التعبير:” يساعد المسرح التلامذة الخجولين على التعبير عن أنفسهم، والتحدث مع الآخرين الذين لم يسبق لهم أن تحدثوا إليهم. يقوم نوع من العلاقة المميزة بينهم في ظلّ هذا الجو الخاص، وهذا التواطؤ على المسرح. لكن وقبل البدء بالعمل المسرحي، وفي حال كان التحدث أمام الجمهور صعبًا للغاية، يمكن أيضًا محاولة التمثيل بالإيماء!”
يقول ميشال فرويد: “أن نضع أنفسنا مكان الآخرين يساعد غالباً في التغلب على القلق وكسب الثقة بالنفس. وبالتالي لماذا لا نجرب ذلك؟”
المشاركة في دورة تدريبية لإثبات الذات
يقترح بعض الأخصائيين في التدريب إجراء دورات تدريبية مشتركة، غالبًا ما تكون لفترة قصيرة، وتقدّم الطرق والنصائح للتعامل مع المواقف المربكة في الحياة اليومية. فمن خلال لعب الأدوار أو المناقشات الجماعية، يمكننا معالجة مسائل عمليّة مثل “معرفة التعبير عن الاعتراض”، “الرد على الانتقادات“، أو حتى “التحدث أمام جمهور من الناس”.
يمكن لهذه الدورة التدريبية أن تقدم لكم الطرق التي تجنبكم اعتبار أي مرحلة من حياتكم الاجتماعية عقبة كبيرة لا يمكن التغلب عليها.
استشارة طبيب نفسي
في بعض الأحيان يكون الخجل خانقًا لدرجة أنه يمنع التقدم، والانطلاق والتطلع بتفاؤل نحو المستقبل. ويتجلى هذا في كثير من الحالات كما في حالة سامي: “لقد تخرجت حديثًا ولكنني أخشى الدخول إلى الحياة المهنية. والمشكلة هي أنني لم أحظى أبدًا بالدعم منذ طفولتي. اعتاد والداي أن ينتقدانني، وكنت أخشاهما كثيرًا لاسيما والدي. أخاف أن أتحدث إلى الناس، وأقلل من قيمة نفسي. وأنا أخرق دوماً.”
خفف عنك هذا العبء، ولعل الحل الأنسب هو أن تخبر قصتك إلى إخصائيّ. اختارت ماريون، البالغة من العمر 25 سنة والتي كانت تعاني من الخجل، هذا الطريق: “قصدت الطبيب النفسي في سن 18، لأنني كنت عاجزة عن إيجاد نفسي في عائلة أُعيد تشكيلها. بعد جلسات عدة، تحسنت أموري واكتسبت المزيد من الثقة بنفسي. وبفضل هذا العلاج اتخذت قرارات مهمة: أن أستشير إخصائية تغذية، ان أتناول الأكل الصحي، وأن أتابع دروساً في الغناء كما كنت أحلم. وأجبرت نفسي أيضًا على القيام بأشياء تخيفني: تناول القهوة بمفردي أو الذهاب إلى التسوق. مع مرور الوقت، نعتاد الأمر ويصبح طبيعيًّا!”
في بعض الأحيان، تكفي بضع جلسات مع إخصائيّ لحل مسألة المخاوف. وأخيرًا، لا تنسوا أنّ الأهم هو أن نعتاد على ألا نقسو على أنفسنا، وأن نتقبّل فكرة أن التغيير يحتاج إلى وقت وصبر. وكما يقول ميشال فرويد: “عندما نراكم التجارب، نستطيع أن نثبت ذاتنا لذاتنا وللآخرين. بالتالي، تجرأوا. فالجرأة في حدّ ذاتها نجاح بالنسبة إلى الخجول أو الخجولة.”