تحفيز فضول طفلك:
غالباً ما نسمع مقولة إنّ “الفضول عادة سيئة” حين يتعلق الأمر بالأطفال. لكن الحقيقة هي أن غياب الفضول أسوأ بكثير. وفقاً للدراسات الحديثة، يترك فضول الأطفال تأثيراً على أدائهم المدرسي، على الرغم من أن البعض يعارضون هذا الرأي.
لكن الجميع يتفق على حقيقة أنّ الفضول يذبل ويختفي إن لم يتم تحفيزه. الخبر السار هو أنّ ثمة طرق بسيطة لإيقاظ الفضول لدى طفلك. إليك 5 نصائح عمليّة لمساعدتك على البدء بطريقة جيدة.
5 طرق لإيقاظ الفضول لدى طفلك
1) كلما كثُرت وسائل التسلية، كلما تدنى مستوى الإبداع لديه!
في العام 1992، قامت مجموعة من الباحثين بإجراء دراسة في إحدى رياض الأطفال لتحديد كيفية تصرّف الأطفال إن لم يكن لديهم ألعاب.
كانوا مقتنعين بأن الإدمان في سن الرشد يرتبط بحصول الشخص على كل شيء في مرحلة الطفولة. ورأوا أيضاً أن حاجة الأطفال المستمرة إلى الألعاب هي مجرد وسيلة للهروب.
لذا، أرادوا اجراء اختبار لمعرفة ما إذا كان التخلّص من الألعاب يجبر الأطفال على تطوير مهارات جديدة. وقد اتضح أنهم كانوا على حق: حين تم التخلص من الألعاب، أصبح الأطفال أكثر فاعلية في حل المشاكل، وأكثر ثقة في قدراتهم ومهاراتهم وأكثر إبداعاً.
وثمة دراسات أخرى أظهرت أنّ الندرة تولد الابتكار. لا يعني هذا أنّ عليك التخلص من ألعاب طفلك كلها لتحفيز الإبداع لديه! لكن التقليل من عددها يمكن أن يساهم في تحفيز خياله.
2) اجعليه قارئاً
كان شارل بودلير محقاً حين قال: “الكتاب هو حديقة، بستان، مستودع، حفلة، شركة، مستشار، وعدد كبير من المستشارين”.
توفّر الكتب فرصاً رائعة وتسمح للأطفال باكتشاف أشياء جديدة. كما يمكنها أن تحملهم إلى عوالم لم يفكروا فيها من قبل، سواء أكانت حقيقية أم من نسج الخيال، وأن تحفّز مخيلتهم.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكتب لا تتساوى كلها. إنّ اختيار كتب تتناسب مع القرّاء الصغار سيساهم في جعلهم يحبون القراءة.
علاوة على ذلك، من المهم اختيار كتاب يرتبط بشخصية طفلك. كما قالت جي كي رولينغ: “إذا كنت لا تحب القراءة، فالسبب يعود إلى أنك لم تجد الكتاب الصحيح”.
3) ليس عليك أن تهتمي بملل طفلك
هل تعرفين أن الملل يحفّز الإبداع؟ في الدراسة المذكورة أعلاه، عندما وجد الأطفال أنّ ألعاب التسلية لم تعد متاحة لهم، بدأوا في التفكير في ما يمكنهم أن يفعلوه لشغل وقتهم.
وانتهى بهم المطاف إلى اكتشاف أن النزهات في الطبيعة تسمح لهم بجمع الحطب الذي يستخدمونه لاحقاً في ابتكار أشياء صغيرة، وأن لعبة تقمّص الأدوار هي في الحقيقة نشاط ممتع ومثير للغاية!
يحتاج طفلك إلى الملل لتطوير إبداعه، وأنا لست الوحيدة التي تقول هذا. يؤكّد عدد متزايد من الباحثين أن الأطفال يحتاجون إلى بيئة أقل تنظيماً لتعزيز إبداعهم.
وهذا يعني أنه من الممكن تحويل الملل إلى وقت للتعلم.