ثمة أيام تشعرين فيها أنكِ شخصين ولست شخصاً واحداً. تشعرين بأنّ ثمة وجود آخر في داخلك، أنّ شيئاً غامضاً يعيدك إلى طفلكِ بشكلٍ لاواعٍ. تملكين هذا النوع من الحدس الذي يقلب كيانك كما لو أنّ هذا الرابط يجمعكما أنتما الإثنين حتى في الغياب أو الانفصال. قوة حب تجعلكِ تشعرين بطفلكِ بشكل حدسي من دون أي تفسير لهذه المشاعر، حتى حين لا يكون هذا الطفل موجوداً بالقرب منك. ثمة ما يهتز في أعماقك، وأنت قادرة على معرفة ما إذا كان طفلكِ على ما يرام أم لا، حتى أن بعض النساء يمتلكن القدرة على أن يشعرنَ في اللحظة نفسها بالموقف الذي يعيشه طفلهن. يمكننا أن نعزو الأمر إلى التخاطر أو التخاطر النفسيّ.
أنقذت بعض الأمهات أطفالهن عبر الشعور بجراحهم وآلامهم ومحنهم، علماً أنّ الأمر لا علاقة له بالسحر بل ثمة تفسير علمي مذهل لكل هذا.
عندما نصبح أمهات، يصبح في داخلنا مساحة أنثوية كاملة نشعر فيها بالوعي الكامل، هذه العصارة التي تتحرك فينا، وطاقة الحب هذه التي ستزداد وتصبح مشتركة مدى الحياة.
وفي الصباحات التي تشعرين فيها بالانجذاب إلى طفلك بحيث تلتقطين أيّ إشارة منه، من الضروري أن تعودي إلى لقاء حياتك حين تحوّلت المرأة التي كنتِ عليها قبل ولادة طفلكِ إلى امرأة أم.
ثمة أيام حيث تتحاور في داخلنا المرأة والأم وتتحرك فينا المشاعر الداخلية الحميمة. مع ذلك، فقد مضى الوقت وأصبح لديكِ أطفال، كما أنكِ فهمتِ معظم الوقت الكثير عن أنوثتك. وتمكّنت من تحقيق التوازن بين دورك كأم ودورك كامرأة.
كلّفتك محاولات التوفيق المستمرة أحياناً دموعاً وشكوكاً وشعوراً باليأس والإحباط ومن ثم شعوراً باللامبالاة.
هذا هو حالي مع هذا الجسد والمظهر الخارجي وهذه القوة وهذا الحب، وأنتِ جزء من قوّتك الأنثوية وتسعين أكثر فأكثر إلى تعليم كل النساء اللواتي ما زلن يجدن صعوبة في العثور على مساحة الحب هذه في داخلهن عندما تضطرب الأمور وتنقلب رأساً على عقب مع ولادة الطفل.
ستعيشين كآبة ما بعد الولادة وآلاماً حميمة نفسية وجسدية تجعل منكِ امرأة لن تكون أبداً هي نفسها تلك التي كنت عليها قبل ولادة أطفالك.
هذا كله جعلكِ أقوى ووفر لكِ طاقة مختلفة، وملأ قلبك بالحب. أصبح الناس ينظرون إليكِ بطريقة مختلفة في منزلك وخارجه. بعض الرجال لا يتمكّنون من أن يروا أو يحبوا هذا التغيير الذي قلب كيانك، فيما رافقك رجال أو نساء غيرهم في مسار التحوّل هذا ووسّعوا مساحة الحب هذه ليحبوك كما أنتِ بكل بساطة.