استحمام الأطفال:
سنتطرق اليوم إلى سؤال حساس: هل يجب أن يستحم الأطفال كل يوم أم لا؟ لأنكم قد لاحظتم بالتأكيد… أن الأولاد يعشقون الاتساخ، ولكنهم يكرهون الإستحمام! تحل المتاعب جميعها عندما يحين موعد الاستحمام! نوبات، صراخ، بكاء… هم يجعلوننا نعاني الأمرّين. حسناً، ربما لا يجب أن نلحق هذا العذاب بهم كل يوم. بحث العلماء والخبراء في هذا الموضوع وستفاجئكم إجابتهم بالتأكيد! إليكم التفاصيل:
1. مسألة نظافة أم صحة؟
أولاً، علينا أن ندرك عما نتحدث: نظافة أم صحة؟ هل أنتم عاجزون عن التمييز بينهما؟ إذن، عليكم أن تدركوا أن الاستحمام اليومي أمر متعلق بالنظافة. هو عبارة عن قاعدة إجتماعية بدلاً من حاجة ضرورية. هل تفهمون ماذا أعني؟ من الممتع أن نقول إننا نستحم كل يوم. علينا أن نعترف أنه أمر رائع ومريح. ولكن من الناحية الصحية، ليس من الضروري أن نستحم كل يوم. ينطبق الأمر على الأطفال أيضاً. يقول ستيفان غايت، المتخصص في الأمراض المعدية وخبير الصحة: “لا وجود لأساس علمي يشير إلى أنه من الضروري أن نستحم كل يوم. الإستحمام متعلق بالنظافة، أي أنه تابع لموضوع الراحة والأعراف الاجتماعية.” وأضاف قائلاً: “لا يجب أن نخلط بينها وبين مبادئ الصحة، مثل غسل اليدين، الذي نقوم به لتجنب العدوى”.
2. استخدام الكثير من الصابون يضر بصحة الأطفال
يتوجه أطباء الجلد إلى أبعد من ذلك بعد. يؤدي الاستحمام المتكرر للأطفال إلى إصابتهم بالعديد من المشاكل. لأن جلد الأطفال رقيق للغاية، ويمكن للصابون أن يزيل طبقة الحماية الطبيعية التي تغطيه. تشرح طبيبة الجلد ماري استيل رو ما يلي: ” “الجلد مغطى بطبقة دهنية مائية مثل الأمعاء وبميكروبيوتا جلدية تحميانه معاً من البكتيريا المسببة للأمراض والفيروسات، وتحافظان على وظيفة الخلايا السليمة وعلى رطوبة البشرة”.
عندما يستحم الولد كثيراً، يتم القضاء على هذه الطبقة الواقية. تضعف البشرة عندها. تظهر عندها البثور والإحمرار والتهيجات الأخرى بسهولة. وهناك ما هو أسوأ بعد، لأنه في بعض البلدان، تتسبب النظافة المفرطة بالكثير من الحساسيات وأمراض الجلد. يشرح آلان جيلوين، مدير الأبحاث في CNRS :”في الدول الاسكندنافية، حيث اعتدنا على تنظيف أنفسنا بكثرة، أدركنا أن ذلك يسبب المزيد من الحساسية والأمراض الجلدية”. وتعرفون ماذا أيضاً؟ وفقاً لهؤلاء الباحثين، فإن الأطفال الذين يعيشون في الأرياف أو في البيئات المعرضة للبكتيريا خلال السنوات الأولى من حياتهم يعانون من مشاكل جلدية أقل. ماذا يعني ذلك؟ وفقاً للباحثين، إن وجود البكتيريا لدى الطفل خلال سنواته الأولى مفيد لصحته.هي تسمح للجهاز المناعي بأن يعتاد عليها وأن يتعلم كيفية الدفاع عن نفسه.
3. الإبطين، المنطقة الحميمة من الجسم: التنظيف الضروري
غالباً ما تخبرنا جداتنا أنه من الضروري أن نتبع المنطق السليم. للقيام بذلك، ثمة منطقتين في جسم الطفل ينبغي تنظيفهما يومياً: المنطقة الحميمة والإبطين. ينبغي عليكم غسل المناطق الحميمة من جسم الطفل بانتظام دائم، لأن البول والبراز يعلقان في الحفاض ويهيجان جلد الأطفال. ستصبح مؤخرة الطفل حمراء إذا لم تقوموا بذلك. لذا، ينبغي تنظيف هذه المناطق بانتظام. تقول ستيفان غايت:” لدى الأطفال الذين يبلغون عامين، تكون العملية أكثر أهمية وضرورة، لأن البراز والبول اللذين يبقيان طويلاً في الحفاض يهيجان الجلد.” لذلك، بإمكانكم استخدام زيت التنظيف اللطيف، بدون الصابون، على أن تكون درجة حموضته محايدة تماماً. بعد ذلك، عليكم تخصيص اهتمام كبير لمنطقة الإبطين. تنبعث الروائح الكريهة بسبب البكتيريا الموجودة في العرق. في الواقع، تقع هناك الغدد العرقية.” إذا لم يكن للعرق رائحة، يمكن للبكتيريا الموجودة داخله أن تنتج جزيئات ذات رائحة كريهة”، كما يشرح آلان جيلوين.