المراهق ينام طوال العطلة
الحلّ الأمثل هو أن يتحمّل ولدك المراهق مسؤولياته إزاء عاداته (السيئة) المرتبطة بالنوم. يشكّل النوم في وقت متأخر جداً، لاسيّما خلال عطلة نهاية الأسبوع، جزءاً من الملذات المرتبطة بكونه يكبر.
يجب أن تتاح لولدك المراهق حريّة أن يجرّب وأن يتعلّم من أخطائه. سيدرك ولحسن الحظ أنّ: “النوم في وقت متأخر جداً خلال عطلة نهاية الأسبوع لا يساعدني، وعليّ بالتالي أن أعدّل هذا الوضع لأنني أنام خلال الدروس يوم الاثنين.” يسعى الكثير من المراهقين للتكيّف لأنهم يرغبون في النجاح في دراستهم وفي حياتهم المهنيّة لاحقاً.
اسمحي له أيضاً بأن يقدّر نتائج عاداته السيئّة المحتملة. إن كان منهكاً تماماً في صباح يوم الامتحان، فتعلّمي أن تحمّليه مسؤولية أفعاله ولا تسارعي إلى مساعدته مقترحةً أن “تقدمي عذراً” لأستاذه. إذا “نسي” أن يكتب فرضه الذي بقي على المسودّة، فلا تفعلي ذلك بدلاً منه.
ساعديه بكل بساطة عبر اقتراح تعديل أو إضافة بعض القواعد: “هذا المساء، ستجلس في السرير عند العاشرة، ستقرأ قليلاً ومن ثم تطفئ الكهرباء. والأهم هو أن تترك هاتفك الخلوي في غرفة الاستقبال.”
فهم الحاجة إلى تنظيم النوم لدى المراهقين
تطالب الوظيفة البيولوجيّة للنوم ولدك بأن يحترم وتيرته البيولوجيّة وبأن ينظّم نومه. يجب أن ينمّي التنظيم الذاتي، بألا يبقى مستيقظاً طيلة الليل على سبيل المثال. فالنوم الكافي مهم ليتابع دروسه، سواء في المدرسة المتوسطة أو في الثانويّة أو لاحقاً في حياته كشخص راشد.
يمكنك أن تبدئي بتعويده على الاستيقاظ في موعد منطقيّ خلال نهاية الأسبوع. واجعليه يدرك أهميّة ألا يخلد إلى النوم في ساعة متأخرة جداً. حسن، إنها عطلة نهاية الأسبوع، لكن ينبغي أن يكون في حالة جيّدة ونشيطاً بما يكفي كي يبدأ أسبوعه التالي.
ولا تتوقّعي منه أن يشكرك بل سيقول لك التالي على الأرجح: “لا تتدخّلي في حياتي” أو “ما هذا الكلام السخيف، أنا قادر تماماً على تنظيم أموري”. لكن تنظيم النوم ضروريّ والهدف هو أن يتمكّن من أن يفعل ذلك بنفسه تدريجياً، سواء خلال أيام الأسبوع أو في أيام العطلة. يجب أن يفهم أنّ النوم طيلة النهار خلال عطلة نهاية الأسبوع ليس مفيداً لصحته.
قال لي ولدي مؤخراً: “غداً هو يوم الأحد، سأحاول أن أستيقظ في وقت أبكر.” ثم اضاف: “يزعجني ألا يتسنى لي الوقت لأفعل شيئاً خلال النهار.”
يجب أن يتيح له يوم الأحد فرصة أن يستيقظ من دون عجلة، وأن يتناول فطوراً جيّداً، وأن يأخذ وقته في الاستحمام. يجب أن يستفيد من هذا اليوم كي يتسلّى ويسترخي، أو حتى ألا يفعل شيئاً.
ولا تنسي أيضاً أنّ جدول الدراسة المنتظم يؤدّي غالباً إلى نقص في النوم، فيحتاج ولدك لأن يعوّض خلال عطلة نهاية الأسبوع، فلا توقظيه في الثامنة صباحاً!