كيفية تكون الدماغ ومراحل تكونه
تعد الطفولة المبكرة مرحلة مهمة جداً لنمو الدماغ وتطوره. خاصة أن طفلكم يحتاج إليكم كي يتطور دماغه بشكل سليم.
قبل الولادة وخلال مرحلة الطفولة المبكرة، يمر الدماغ بفترة نمو قوية مكثفة، ففي هذه الفترة على الطفل أن يتعلم كل شيء. إليكم نظرة سريعة لما يحصل في دماغ طفلكم الصغير.
ينمو الأطفال الرضع بسرعة كبيرة جداً! بعد بضع أسابيع من ولادتهم، تصبح ملابسهم صغيرة جداً عليهم. الأمر نفسه ينطبق على الدماغ الذي ينمو أيضاً بسرعة كبيرة في هذه الفترة، وهو أمر لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة.
يبلغ وزن دماغ الطفل الحديث الولادة حوالى ربع وزن دماغ الشخص الراشد. ووفق مديرة مختبر علم النفس العصبي التنموي في جامعة مونتريال، ميريام بوشامب: “خلال السنة الأولى من حياة الطفل، يتضاعف حجم الدماغ. وبين عمر 3 و4 سنوات، يتضاعف 3 مرات”، وكل تقدم، وكل أمر جديد يتعلمه طفلكم يشهد على هذا النمو. الابتسامة، الثرثرة، الإمساك بالملعقة، اللعب، المشي: كل هذه الأمور مرتبطة بتطور دماغه.
فعلياً، يتكون دماغ الطفل خلال مرحلة الحمل. تنشأ آلاف الخلايا العصبية كل ثانية. حين يولد الطفل، يحتوي دماغه على حوالى 100 مليار خلية عصبية. يحتاج دماغ الطفل إلى هذه الخلايا (وأكثر!) خلال حياته.
كي يتمكن الدماغ من العمل، يجب أن تتصل الخلايا العصبية ببعضها البعض. تظهر الإتصالات الأولى عند الولادة. فوفق ما تقوله ميريام بوشامب “في رحم أمه، يسمع الطفل الضجيج والأصوات، يتحرك، ويشعر بإحساس السائل الأمنيوسي (هو سائل غذائي ويُوفر الحماية للجنين يُوجد داخل الكيس الأمنيوتي في رحم المرأة). وهذه المحفزات تساعد على تحسين الاتصالات بين الخلايا العصبية.”
دماغ يتغير باستمرار
بعد الولادة، تستمر اتصالات الخلايا العصبية بالتكاثر. وتنشاً آلاف الاتصالات بين الخلايا العصبية في دماغ طفلكم خلال السنوات الأولى من حياته. بالتالي، في كل مرة يتعلم فيها طفلكم شيئاً، تتكون اتصالات جديدة في دماغه. في الوقت نفسه الذي تنشأ فيه هذه الأتصالات، تصبح خلايا أخرى أقوى، بينما تزول خلايا أخرى لا يتم استخدامها. تُسمى قدرة الدماغ على تحويل هذه الاتصالات بالمرونة العصبية.
هل تعلمون؟
الاتصال بين اثنين من الخلايا العصبية اسمه المشبك. كل قبلة، كل تغيير حفاض، كل لعبة، كل اختبار أو تجربة تؤثر على إنشاء نقاط الاشتباك العصبي الجديدة. هذه الاتصالات ضرورية لنمو دماغ طفلكم.
تقول ميريام بوشامب “إن الاتصالات الأكثر استخداماً تصبح أقوى وتلك التي لا فائدة منها تزول. يبدو الأمر غريباً حين نقول إن الدماغ يتخلص من بعض الاتصالات العصبية، لكنها مرحلة ضرورية. فذلك يجعل الدماغ أكثر فعالية. يمكننا أن نقارن هذه العملية بشجرة تصبح أقوى عبر قطع الأغصان التالفة منها.”
يتطور الدماغ بشكل أسهل، خلال فترة الطفولة المبكرة في خلال أقوى مراحل نموه. بهذه الطريقة يمكن تعديله للتكيف مع التغييرات التي يختبرها الطفل والأمور التي يكتشفها ويتعلمها.
تساعد المرونة العصبية أيضاً الطفل الصغير على التعافي بعد التعرض لإصابة في الدماغ. على سبيل المثال، إذا تعرضت إحدى مناطق الدماغ لإصابة، تتولى الخلايا العصبية من مناطق أخرى زمام الأمور أحياناً وتتمكن من إنشاء اتصالات جديدة. لكن كما تقول ميريام بوشامب “هذا لا يعني أن الطفل لن يعاني من عواقب. إذ أن دماغه سيبذل مجهوداً كبيراً للتعافي، لكن وفق خطورة الوضع، قد يكون هناك مع الأسف تداعيات على المستوى الجسدي، الفكري، الإجتماعي او السلوكي.”